تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كي تعاقب إسرائيل فعلاً !!

شؤون سياسية
الخميس 17-6-2010م
أحمد حمادة

مجلس حقوق الإنسان في جنيف يناقش الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان في الأراضي العربية المحتلة ويصف المجازر الإسرائيلية بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية , ولكن كماجرت العادة لا المجلس ولاغيره من المنظمات الدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي يطالب بمحاكمة من يقوم بهذه الجرائم التي يصفها بأنها ضد الإنسانية أويصدر القرارات باعتقال المسؤولين عنها.

وفي الوقت ذاته يستمع مجلس حقوق الإنسان إلى بيان السيد ريتشارد فولك المقرر الخاص لأوضاع حقوق الإنسان في فلسطين , الذي وصف أيضاً عملية القرصنة ضد أسطول الحرية بأنها نسفت كل مبادئ القانون الدولي ، ولكن كما هي البيانات السابقة لم ينتج عنها مايحاسب الكيان الإسرائيلي على انتهاكاته لحقوق الفلسطينيين وربما ستذهب إلى أدراج النسيان في أروقة المجلس ومكاتب الأمم المتحدة.‏

و بخط مواز لهذين الأمرين تستمر المطالبات الدولية بدءاً من الاتحاد الأوروبي وانتهاءً بمنظمات العالم وقواه الحرة بإجراء تحقيق دولي حقيقي وموثوق حول العدوان على أسطول الحرية وعدم تمرير المهزلة الإسرائيلية بتشكيل لجنة تقص إسرائيلية لتمييع الأمر، ولكن حتى الآن تقول الوقائع بأن الإدارة الأميركية لاتريد التحقيق الدولي وتروج لماتريده إسرائيل فقط لينسى العالم شهداء الحرية ولتذهب المطالبات بمحاكمة مجرمي الحرب إلى مهب الريح.‏

وهكذا نجد دوماً أن الجهود الدولية الكبيرة والتي تبذلها جهات عديدة بكل جد وإخلاص تكون نتيجتها إفلات الكيان الإسرائيلي من العقاب بسبب تستر الولايات المتحدة عليه وعرقلتها لأي خطوات عملية تدينه وتجلب مسؤوليه إلى أقفاص العدالة الدولية ، تماماً مثلما تفعل واشنطن في قضايا عديدة ومنها الحصار ، ففي الوقت الذي يطالب فيه العالم برفع الحصار الجائر نهائياً عن غزة نجد الإدارة الأميركية تطرح عبارات تخفيف الحصار بدلاً من رفعه والأمر ذاته ينسحب على الاستيطان وكل قضايا الصراع في المنطقة ، فهل يتشكل رأي دولي عام يغير في السياسات الأميركية لتصبح القرارات الدولية فاعلة نحو إسرائيل ؟؟!!‏

ahmadhamad67@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية