|
مجتمع أهمية الإبداع في التربية كان عنوان الندوة التربوية التي أقيمت في المركز الثقافي بالعدوي مؤخراً بالتعاون مع جمعية شآم للطفولة وبمشاركة السيد هشام تقي مدير ثقافة دمشق والباحثة التربوية رشا شعبان والسيد هيثم أمين مدير معهد شبيبة الأسد للموسيقا. افتتح الندوة الأستاذ هشام تقي مدير ثقافة دمشق بالقول: إن الإبداع يرتبط بعدة عوامل أساسية تبدأ من المنزل وتنتهي بالمدرسة ،مشيراً إلى أن إبداع الطالب لاينمو ويتطور إن لم يكن خلفه أستاذ ومعلم مجد ومضح ، واستشهد تقي بأقوال القائد الخالد حافظ الأسد عندما قال: «إن خلف كل متفوق أستاذاً ومضحياً ومتميزاً» وهو مايستوجب من وزارة التربية الانتباه لذلك وتنظيم دورات خاصة للأساتذة والمعلمين وتأهيلهم لمواكبة إبداعات الطلاب ،لأن مايجري ليس إلا اختباراً لذاكرة أبنائنا من خلال حشو ذاكرتهم ب 14 كتاباً بينما المطلوب هو اختبار معرفة الطالب وليس اختبار ذاكرته ،ودعا تقي الى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار إبداع وتفوق الطالب في مواد معينة ومحددة ودعم هذا التفوق والإبداع. يضطلع بدوره... ولفت تقي الانتباه إلى ضرورة أن يأخذ التعليم الخاص دوره في سورية كونه يلتزم بالمناهج الموضوعة وذلك لتخفيف العبء عن المدارس العامة التي تعاني من التخمة في عدد الطلاب وهو مايؤثر على عملية الإبداع والتفوق التي تحتاج إلى شروط وأجواء خاصة، مشيراً إلى ضعف الوسائل التعليمية في مدارسنا وخاصة المخابر التي يعلوها الغبار والتي لاتفتح إلا مرة واحدة في السنة. كيف نكتشف القدرات الإبداعية عند أطفالنا من جهتها بدأت الأستاذة رشا شعبان مداخلتها بتساؤل هام...؟ هل نحن حقاً مجتمع إبداعي ؟.. مضيفة أن مشكلة خلق الإبداع مشكلة ذات وجهين .. الوجه الأول منها هو كيف نستطيع أن نكشتف القدرات الإبداعية الواعدة عند أطفالنا وشبابنا ..أما الوجه الثاني فهو كيف ننمي هذه القدرات الإبداعية ،وهو مايرتبط بوعي المجتمع وقدرته على استيعاب الاختلاف والمخالفين ذلك أن الطفل المبدع هوطفل متميز ومشاكس ...فكيف لنا أن نكتشف الطفل المبدع ونحن في مجتمع لايقبل الطفل المختلف المميز مكتفين بالطفل الذي يهز رأسه موافقاً على كل شيء، ومدعياً أنه يفهم كل شيء وهذا مايجري في معظم مدارسنا التي ترفض الطفل الذي يكثر من الأسئلة ويناقش ويسأل ... المبدع ذكي حتماً ... ودعت شعبان الأسرة والمدرسة إلى إظهار الاحترام أمام أسئلة وأفكار الأطفال غير العادية لأن ذلك من شأنه أن ينمي التفكير الإبداعي ، مشيرة إلى أن المرحلة العمرية الممتدة من السنة الرابعة إلى السنة السادسة هي سن إبداعية وهومايتوجب على الأهل والمتعلمين الانتباه إليه وبالتالي مساعدة الطفل على الإبداع في هذه المرحلة العمرية الهامة في حياته والتي يجهل أهميتها الكثيرون ،وأضافت شعبان: أن الأعمال الإبداعية متوقع حدوثها عند جميع الأطفال والطلاب بغض النظر عن مقدارها وقوتها وتكرارها، لافتة الانتباه إلى أنه ليس بالضرورة أن يكون كل ذكي مبدعاً ولكن من المؤكد أن كل مبدع هو ذكي حتماً . وقالت شعبان: إن الطفل الموهوب كثيراً مايخضع لقواه الداخلية الناجمة عن قدراته الإبداعية التي تدفعه إلى القيام بأعمال يعجز عن التحكم فيها وهو ما يدفع إلى أن يكون استقلالياً ومتحرراً ومجانفاً للأعراف والتقاليد في علاقاته مع الآخرين الذين يريدون منه أن يقوم بأعماله وفقاً لما تعارفوا عليه ، وهو مايؤدي في أكثر الأحيان إلى صراعات ومجابهات تتطلب من الطفل أن يتكيف تكيفاً جديداً قد يستطيعه وقد يعجز عنه ،وبالتالي إما أن يتعلم مواجهة الضغوط المتزايدة وإما أن يكبت حاجاته الإبداعية التي تخلق بداخله مشكلات نفسية يحتمل أن تكون خطيرة وكثيراً ماقيل أن الإنسان المبدع إنسان لايضايقه التعقيد أوعدم التوازن أوالغموض أوعدم التكامل. وأشارت شعبان إلى أن بعض الأطفال يكونون منذ الولادة أكثر إبداعاً من غيرهم فهم فعالون ونشيطون ويلاحظون كل شيء ويتعلمون بسرعة كيف ينقلون حاجاتهم وطلباتهم إلى من حولهم، وكيف يفسرون سلوك من يحيط بهم ، مشيرة إلى أن هذه الفروق الفردية في الإبداع تضعف أوتزول بتأثير الطريقة التي يلجأ إليها الأهل في مواجهتهم لهذه القدرة الإبداعية وكذلك المدرسة التي هي مسؤولة عن تشجيع هذه الفاعلية عند الأطفال . بدورة أشار السيد هيثم أمين مدير معهد شبيبة الأسد للموسيقا إلى أهمية الموسيقا في العملية التربوية داعياً المؤسسات التربوية في سورية إلى الأخذ بعين الاعتبار دور الموسيقا في تنمية القدرات العقلية عند الطلاب وخلق الإبداع لديهم مضيفاً أنه لايوجد مراعاة للطفولة في بعض المدارس السورية لأن المدرسة من وجهة نظره يجب أن تكون المنبع الرئيس والأساسي لإبداعات الطلاب . |
|