تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ترشيد مصروف الأطفال!!

مجتمع
الخميس 17-6-2010م
وصال سلوم

لقد أكدت معظم الدراسات والبحوث الاجتماعية أننا نستطيع تنشئة أطفالنا ليكونوا أفراداً ايجابيين في المستقبل وذلك كل حسب تربيته وقدرة تجاوبه مع أهله في تعلم اقتصاديات

الاستهلاك والتي ستبنيه كفرد ، فإما أن يكون منتجاً أو مستهلكاً مبذراً لذلك علينا الاهتمام بمراقبة الطفل وتوجيه سلوكه التوجيه السليم وهذا أمر ضروري ، حتى انه يشارك والديه بنصيب من الجهد والعمل في تنظيم الاستهلاك ولا شك أن التطبيع الاجتماعي للطفل له أثره في تحديد أنماط سلوكه الاستهلاكي ، إذ إن ترشيد الاستهلاك من أهم أهداف المجتمعات عامة‏

ألف باء ....الاستهلاك‏

من الحكمة ، تدريب الطفل في سن مبكرة من حياته وفي مستويات الدخل المختلفة على استعمال النقود ، ومن الأفضل أن يأخذ الطفل قرار الشراء حسب النقود التي معه . وينبغي مراعاة أن تكون المبالغ المعطاة للطفل مناسبة لسنه ، وأن تعطى له بانتظام . وواجب الأسرة تشجيع الطفل على البدء في ممارسة عملية الشراء عن طريق اختيار شيء معين ثم دفع ثمنه . ويستحسن للطفل أن تتاح له الفرص لشراء الملابس والألعاب والغذاء ، حتى يدرك أن السلع المختلفة لها أسعار مختلفة . كما أن ذهاب الطفل إلى المتجر للشراء بنفسه يشعره بالارتياح والاعتماد على النفس ، والاستقلال والرضا ، لتنمية قوة الشخصية لديه . وتلعب الملابس دوراً مهماً في الإنفاق الاستهلاكي وفي تكوين شخصية الفرد وزيادة شعوره بالثقة بالنفس . وعلى الأسرة أن تنمي لدى الأطفال عادات وسلوكيات سليمة في اختيار الملابس من حيث الجودة والثمن . ويلعب الغذاء أيضاً دوراً آخر في جميع مراحل العمر وينبغي إكساب الطفل عادات غذائية صحية سليمة ، حتى يكون له أكبر الأثر في اتباع الطفل سلوكاً صحياً وغذائياً سوياً عند الكبر .‏

دور الإعلام‏

إن تأثير التلفزيون والإعلانات والدعاية لا يمكن إهماله على أنماط استهلاك الأفراد ، وكثيراً ما تؤثر المعارض والدعايات على أنماط الاستهلاك ، وتزيد من الشراء العشوائي عند كثير من الأفراد . ونرى كثيراً من الإعلانات التلفزيونية التي تدعونا لترشيد استهلاك الكهرباء ، بأن نطفئ الأنوار عند خروجنا من المنزل أو الاقتصاد في مصروف المكيف والمدفأة وحتى هناك الإعلان الأهم - برأيي - وهو توفير المياه وتقنين استهلاكها - كل هذا يستطيع الطفل أن يشاهده مع الأهل ويتأثر إما من الإعلان أو من القدوة الحسنة والتي هي الأهل أولاً والطفل بطبيعته يتأثر بالإسراف ، نتيجة تأثره بالمحيط الذي حوله ، وأسلوب تنشئته وتربيته كما أن الطفل دائماً يتأثر ويشب على التقليد ، تقليد الأبوين ، تقليد الإخوة والأخوات ، تقليد الزملاء تقليد المجتمع .‏

الطفل فرد في أسرة يستهلك الغذاء والملابس واللعب وممتلكات الأسرة من أجهزة وأدوات وأثاث ، ومن ثم فهو بحاجة الى وجود قدوة استهلاكية . القدوة الاستهلاكية في حياة الطفل : إن وجود القدوة السليمة وخاصة في فترة الطفولة يساعد على سرعة التعلم وغرس العادات والقيم والاتجاهات الصحيحة نحو الاستهلاك والتركيز على المفاهيم الخاصة بترشيد الاستهلاك بالإضافة إلى ذلك توفير الفرصة للطفل منذ الصغر للمشاركة في عمليات الاختيار والشراء ، مع تعويد الطفل على الاقتصاد والتوفير .‏

أطفالنا والإسراف‏

هل نستطيع تعويد الطفل على اتباع منهجية اقتصادية في حياته اليومية ؟‏

سؤال تجيب عليه كل عائلة وبشكل مختلف حسب نوعية التربية التي نلقنها لأطفالنا والتي نحن أيضاً كأهل كنا قد تعلمنا اقتصاديات الاستهلاك من أهلنا .. إذا ، نمط السلوك الاستهلاكي لدى الفرد يتأصل لديه منذ الصغر ، ويتأثر بالعديد من العوامل النفسية والاجتماعية والاقتصادية . وان الطفل بطبيعته يتأثر بالإسراف ، نتيجة تأثره بالمحيط الذي حوله ، وأسلوب تنشئته وتربيته كما أنه دائماً ما يتأثر ويشب على التقليد ، تقليد الأبوين ، تقليد الإخوة والأخوات ، تقليد الزملاء ، تقليد المجتمع ، كذلك ان عدوى التبذير يمكن أن تنتقل من الآباء إلى الأطفال - قديماً قالوا : الولد سر أبيه ،وكل فتاة بأبيها معجبة - فينمو معهم انعدام الحس بقيمة الأشياء ، فلا يحافظون على العابهم أو دفاترهم ، لأنهم لا يشعرون بقيمة مادية تحدد السلعة التي بين أيديهم ... لذلك لنعود أطفالنا على عادات وسلوكيات ستجعلنا نحن - كأهل - المستفيدين قبل أطفالنا لأننا أصبحنا نسمع الكثير من الأسر التي تقول «كل شيء متوفر لدى أطفالنا ومع ذلك فهم غير راضين ودائماً يريدون المزيد »‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية