تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الدراجات .. اقتصادياً وبيئياً

محليات
الخميس 17-6-2010م
عبد الحميد سليمان

تشهد مدننا الكبرى ازدحاما في شوارعها واختناقات مرورية حيث تضيق بالسيارات حتى لم نعد نرى مكانا لوقوف وافد جديد.. وحتى الارصفة شغلت وباتت المدينة اشبه بكراج يجمع مختلف الانواع والموديلات!!

ويزداد عدد السيارات يوما بعد يوم دون وجود أي حلول في الأفق لهذه المشكلة المتفاقمة، ذات الجوانب المتعددة، سواء على صعيد التلوث والازدحام أم على الصعيد الاقتصادي من خلال تجميد مئات الملايين في قطع معدنية مصيرها الاستهلاك.‏

في كل البلدان يتم التوصل الى حلول لأزمة المرور والازدحام في المدن سواء عن طريق اقامة مترو الانفاق واقامة مرائب للسيارات، ام استخدام وسائل نقل جماعية ام غيرها من الوسائل التي وضعت حدا لهذه المشكلة.‏

وكانت الدراجة العادية أحد الحلول المعتمدة في بعض الدول وسيلة نقل فردية اقتصادية لاتستخدم الوقود ولا تلوث البيئة، وهي في نفس الوقت رياضة مجانية ممتعة.‏

وفي الضواحي والاحياء الشعبية والارياف تستخدم الدراجة العادية على نطاق واسع في خدمة المنازل والورش والحقول وغيرها، رغم المنافسة الكبيرة من الدراجات النارية التي ازداد عددها رغم ملاحقتها من قبل السلطات المختصة.‏

كما ظهرت على الساحة الدراجة الكهربائية التي تسير بقوة البطارية، وهي وسيلة نقل فردية صديقة للبيئة ولا تشغل جزءا كبيرا من الشوارع.‏

وهكذا فقد اخذ الناس من تلقاء انفسهم بالبحث عن وسائل نقل اقتصادية يمكنهم تحمل نفقاتها وذلك قبل ان تفكر أي جهة رسمية في ايجاد حلول معقولة لأزمة النقل والازدحام المروري، كانت نسبة كبيرة من الناس بدأت تطبق فعلياً استخدام الدراجات الهوائية وايضا الدراجات النارية.‏

فلماذا لا نشجع هذه الطريقة في استخدام وسائط نقل بسيطة واقتصادية وصديقة للبيئة؟!‏

كما يمكن تخصيص حارة صغيرة او مسار في كل شارع ولو بعرض متر واحد من أجل الدراجات العادية او الدراجات الكهربائية وتعميم استخدام هذه الوسيلة وتقديم التسهيلات لمستخدميها؟!‏

ولماذا لا تقوم الدوائر الرسمية والمؤسسات العامة والخاصة بتشجيع استخدام هذه الوسيلة وتخصيص اماكن لها في مواقع العمل لأن مرائب السيارات ضاقت بشاغليها ..!!؟‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية