|
رؤية الذين لا يزالون يتعاملون مع الصحافة التشكيلية المرافقة لحركة المعارض، على أنها بعيدة من اهتمامات القراء، ولا يزالون يؤمنون بأن المواضيع الاستعراضية التي تتناول حياة النجوم الشخصية هي الأكثر قدرة على جذب واستقطاب جمهور القراء من مختلف الشرائح والمستويات والأعمار. فعلى مدى أيام متتالية تحوز بعض المقالات النقدية التشكيلية المنشورة في صحيفة السفير كمواضيع أساسية على أعلى نسبة قراءة ومتابعة، وتليها في أحيان كثيرة المواضيع الأدبية والسينمائية والمسرحية وغيرها. فهل تفيد هذه الاستبيانات الحقيقية بعض المغرضين، وهل تساهم في تغيير المعادلة السائدة عندنا منذ عقود، وهل يعترف هؤلاء بقدرة الكتابة النقدية التشكيلية على رفع الذوق العام إلى المستوى اللائق والمطلوب. وإذا تابعنا تلك الجردة الالكترونية اليومية فسوف نتأكد أيضاً أن المواضيع الثقافية المعمقة هي الأكثر قراءة، من المقالات التي تحتفي بألبومات المغنين والمغنيات المنشورة في الصفحة ذاتها، وعلى عكس ما هو شائع أيضاً، وذلك لأن جمهور الأغنية يستمد ثقافته الفنية، ليس من الكتاب أو المقالة وإنما من الأغنية ذاتها، وبالتالي فهو يغذي ثقافته البصرية - الصوتية مما يرى ويسمع، كي لا يجهد نفسه ويتحمل عناء القراءة والمتابعة مع بعض الاستثناءات، وإذا أراد أن يقرأ فهو يبحث عن مادته السطحية في الصحافة الصفراء، وليس في الصحف والمجلات الموضوعية والجادة. |
|