|
ثقافة حسب تقاليد ذلك العصر بمكتب من مكاتب تحفيظ القرآن الكريم، ولكنه لم يستمر فيه مدة طويلة، ثم التحق وهو في حوالي الثامنة من عمره، بإحدى المدارس الخاصة بدمياط، وكانت هذه المدرسة تعلم متخرجها عمليات الحساب بأنواعها، ليكون محاسباً بأحد المحال التجارية ، ثم تاجراً بعد ذلك ، إذا كان ميسوراً ، وتخرج الأسمر من المدرسة المذكورة عام 1914. وكان الأسمر يشعر بميل شديد إلى الشعر وفنونه منذ عام 1917، ما دفعه إلى الاستزادة من التحصيل الدراسي، فالتحق بمعهد دمياط الديني، وبعد ذلك التحق بمدرسة القضاء الشرعي في القاهرة، وظل فيها ثلاث سنوات، ثم التحق برواق الأزهر، ونال منه عام 1930 شهادة العالمية، وعيّن بعد ذلك في وظائف إدارية تتعلق بالمنشآت التعليمية التابعة للأزهر. وانتدب مرتين، وهو أمين مكتبة الأزهر للعمل بوزارة الداخلية في قسم مراجعة الكتب، لإبداء رأيه فيها قبل دفعها للنشر، وكان يؤخذ رأيه في بعض الأفلام السينمائية، العربية والأجنبية،قبل أن تعرض في دور السينما، حماية للذوق العام.. واختير مرتين عضواً في لجنة النصوص بالإذاعة المصرية الحكومية، وكان عمل هذه اللجنة التدقيق في كلمات الأغاني من الناحية الأدبية والذوقية والاجتماعية، من أجل اختيار الصالح منها، أو تعديله أو استبعاده: قالوا الأغاني قلت فيها صالح حسن وفيها تافه أو ناب فيها سموم دسّها من دسّها فجنت على الأخلاق والآداب وفي عام 1956 اختير عضواً في لجنة الشعر الخاصة بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بمصر، تقديراً لشاعريته . جاء شعره في موضوعات كثيرة التنوع، حيث شملت الشعر الوجداني، والقومي ، والوطني ، والسياسي والاجتماعي، والفكاهة، والطبيعة ، والنسيب، والرثاء.. وشعر الأسمر سجل لأحداث الشرق والغرب، والعرب، والإنسانية في عصر الشاعر، وهو في كل ذلك حلو الألفاظ، عذب الأسلوب ، متماسك الوحدة في قصائده، يجمع بين الجزالة والرقة في نظمه، ويبتعد عن الغرابة والتعقيد، على حد تعبير الأديب محمد عبد المنعم خفاجي. ومن أجوائه الشعرية نختار هذه الأبيات: يصف ( الطبيب) لي الهدوء ووصفه أرب قديم لي من الآراب أين الهدوء وما حللت ببقعة إلا حللت بعاصف صخّاب أين الهدوء وكل ماهو حولنا ضوضاؤه موصولة الأسباب قل للأصم نجوت مما نشتكي فاشكر صنيع المنعم الوهّاب |
|