تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


وصفة باراك

البقعة الساخنة
الجمعة 18-6-2010م
علي نصر الله

لم يؤمن الكيان الإرهابي إسرائيل يوماً إلا بالحروب والعدوان والعمل العسكري غير المقيد لتحقيق الأهداف الصهيونية المعلنة، هذه حقيقة مؤكدة،

وعلى الرغم من أنها لا تحتاج لأدلة وبراهين فقد حاول وزير الحرب الإسرائيلي أيهود باراك تأكيدها مجدداً انطلاقاً من محاولته تطويع مقولة «الحروب امتداد للسياسة، والسياسة لخدمة الحروب» أيهما أكثر دقة؟؟.‏‏

باراك الذي يستشعر وطأة الضغوط الحالية التي تمارس على إسرائيل والعزلة الدولية التي تعانيها، قدم مؤخراً إلى بنيامين نتنياهو وصفة للخروج من المآزق الداخلية والخارجية أساسها الخديعة، أي محاولة رسم صورة لإسرائيل تقوم على خداع سياسي للعالم.‏‏

يقول باراك: «نحن بحاجة لمبادرة سياسية تخترق العزلة الدولية وتمنع أساطيل الحرية والتحقيقات الدولية» ويستحضر تجربة الحكومات السابقة لجهة قدرتها على العمل العسكري بكل حرية لأنها فقط تقدمت بمبادرات سياسية، داعياً إلى التفكير بالبدائل والعمل لتقديم خطة سياسية تنهي العزلة وتحرر العمل العسكري من جهة، وتسدي من الجهة الأخرى خدمة للإدارة الأميركية التي لم تتردد في مساعدة إسرائيل على مواجهة الضغوط والغضب الدولي إزاء ما حصل مع أسطول الحرية.‏‏

هل يمكن قراءة إسرائيل وفكرها والخطة التي يدعو باراك لابتداعها بعيداً عن مفردات الخداع ومحاولات الهروب إلى الأمام لحلحلة المشكلات القائمة.. لاشك أنها القراءة الوحيدة والأكثر دقة، ذلك أن وزير الحرب الإسرائيلي لم يعقد الأمور ولم يغلف خطته بكلام مبهم، بل قدمها هكذا بلغة بسيطة ربما استخفافاً بالأطراف الدولية التي يريد خداعها، وربما لأنه يثق بأن هذه الأطراف مستعدة لتقبل هذا النوع من الخداع!!.‏‏

لكن.. سواء عملت الحكومة الاسرائيلية بوصفة باراك أم لم تعمل، وسواء واصل الاسرائيليون استخفافهم بالغرب ووثقوا بانحيازه لهم أم لا، فإن ما ينبغي للغرب وإسرائيل إدراكه هو أن ثمة تغيرات كبيرة حصلت في المزاج السياسي العام، وثمة حقائق تكشفت أمام الرأي العام العالمي لم يعد معها خداعه أمراً سهلاً، وهو ما يتوجب علينا عرباً ومسلمين أن نحسن استغلاله قبل فوات الأوان.‏‏

ali.na_66@yahoo.com ‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية