تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سيّاح خليجيون :بهرتنا ينابيع وادي العيون وخبز التنور الساخن

مراسلون
الجمعة 18-6-2010م
أيدا المولي

حماة عبر عاصيها ينتصب الحور والشجر المعمر ونحو جبال مناطقها يخطف الأخضر نواظر كل من يراها وتشفي عيونها كل تواق لهوى الطبيعة والجمال.

يتوافد إليها سنوياً وفي موسم الاصطياف أعداد كبيرة من السياح العرب والأجانب ( ولا يوجد رقم دقيق لعدد السياح كونها منطقة داخلية).‏

وآثرنا في هذه المادة الحديث مع بعض السيّاح العرب الذين وفدوا من دول الخليج العربي هذا العام فرادى أو مع أسرهم، حيث التقت «الثورة» مع السائح عويس الجدوع الذي زار بالأمس وادي أبو قبيس الذي يقع بالقرب من قرية سلحب ويرتفع عن سطح البحر /550م/.‏

وأبو قبيس اسم للقلعة في أعلى التل ولنبع الماء الذي ينساب على شكل نهر صغير وتمتد على جوانبه الأشجار والعديد من المطاعم والمشارب وقال عنه الجدوع: إنه يتميز بالماء العذب والهواء العليل، كما زار قرية دير شميل القريبة منه والمطلة على سهل الغاب والعديد من الينابيع وقرية دير ماما التي تعرّف فيها على مهنة تكاد تنقرض وهي صناعة خيوط الحرير الطبيعي، أما اللقبة والزاوي فشلالاتها ومناظرها الخلابة يعجز اللسان عن وصفها.‏

وأوضح عويس أنه سيتحدث لكل من يعرفهم في بلده عن سر من أسرار الطبيعة لايكتشفه إلا من يزور هذه الأماكن.‏

سيدة قالت: استمتعت بمشاهد منطقة مصياف وبمأكولات مطاعمها والأجمل من ذلك تلك -التنانير- المنتشرة على الطرقات والتي تصنع الخبز والفطائر وتقدمها للسائح طازجة وساخنة وأعجبتها تلك الوجوه الطيبة التي تستقبل الضيف بكل ود وترحاب وتقول: إن الله حبا هذه المنطقة جمالاً فوق جمال، ومن يأتي هذا العام ويتعرف عليها لابد أن يزورها مرات ومرات ويتزود بهواء جبالها النقي وبيئتها النظيفة في قرى الزينة وحيالين والبيضا.‏

أما سعود المحمد فقد أبهره وادي العيون ويقول: إنه حقاً واد مختص بالعيون، فلم أستطع إحصاء عيون الماء التي مررنا بها، ويضيف: إن النوم بين أحضان هذه الطبيعة الخلابة مدعاة للراحة، ورائحة الشجر المتنوع «نسيم من هوى الجنة» كما يقال، إضافة إلى ذلك وجود عدد من المطاعم والمنتزهات وبعض البيوت المعدة للإيجار صيفاً، كما أن وادي العيون يبعد عن حماة 68 كم ويرتفع عن سطح البحر /560/ متراً ويوجد فيه 350 نبعاً صغيراً.‏

وليست المواقع المذكورة هي مقصد السياح، فمنطقة الغاب بسهلها من أجمل المناطق في سورية ومراكز الاصطياف في جورين وعين حلاقيم تشهد على إقبال السياح من الداخل والخارج على زيارتها، حيث امتدت عيون عائلة «الحمودي» إليها ورأوا من خلال استراحتهم في أحد المطاعم جمال الخضرة ونقاء المياه وجودة مشهد بحيرة جورين وعين الكروم، حيث تستمر حدودها الإدارية حتى قمة النبي «متى» على الحدود الإدارية مع اللاذقية وتبعد عن صلنفة 5 كم وترتفع 1500 متر عن سطح البحر.‏

أما آخر حدود محافظة حماة من جهة الغرب باتجاه محافظة طرطوس فهي دوير المشايخ وهي امتداد لوادي العيون على بعد /4/كم وتتميز بجمال الطبيعة وكثرة الأشجار والمناخ اللطيف وفيها أكثر من مطعم ومتنزه.‏

المهندس مرهف أرحيم مدير سياحة حماة ذكر أن موسم الاصطياف سيأتي هذا العام في شهر رمضان المبارك وقد يؤثر هذا على حركة السياح العرب إلا أن الفعاليات السياحية لديها خطط وبرامج قادرة على شغل أوقات السائح عبر التعويض بحفلات مسائية واستقدام الحكواتي في فنادق حماة التي يأخذ بعضها طابع البيوت الشرقية القديمة في حماة القديمة وحواريها.‏

وأضاف: إن التضاد في حماة خلق حسناً جذاباً، فإلى جانب مناطقها الاصطيافية الطبيعية غرباً تمتد إلى الشرق بادية خيرة معطاءة من خلال السياحة البيئية التي تعتبر الأولى في سورية في منطقة الشيخ هلال، حيث يعيش السياح في قباب طينية إلى جانب السكان المحليين يعيشون حياتهم وعاداتهم، وتستطيع المكاتب السياحية جذب السياح إلى ارتياد مناطقها الشرقية عبر وسائل مختلفة والإقامة في خيام بدوية مع سكان اثيرية على سبيل المثال واطلاق عدد من الحيوانات البرية كالأرانب وتحقيق متعة الصيد للسياح.‏

وأكد أرحيم أن حماة تتميز بمناخ ومناطق مختلفة حيث تتوفر الأمطار ويتحول في الشرق الغطاء النباتي إلى غطاء من الأعشاب الحولية في الأجزاء الشرقية وتجلل الأرض ربيعاً بغطاء أخضر تكثر بينها شقائق النعمان وغيرها من الأعشاب الوردية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية