تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


اجتماع بروكسل .. نارٌ تحت الرماد

حدث وتعليق
الأحد 30-11-2014
فؤاد الوادي

قد لا يضيف اجتماع بروكسل لدول التحالف الأميركي لـ (محاربة الإرهاب) الذي سيعقد اجتماعه الاول الاسبوع الحالي أيَّ جديد على أهداف وغايات التحالف الغارق حتى أذنيه بالدم السوري،

بقدر ما يضيف من جهة الكثير على المهمات والأدوار وخاصة الدور الأميركي الذي لا يزال يناور ويداور ويجانب الوقائع والحقائق سالكاً طريق الغموض والفوضى والعشوائية الممنهجة ، وبقدر ما يفتح الباب على مصراعيه من جهة أخرى على الكثير من تلك التساؤلات المشروعة التي لا تزال تتكدس فوق رفوف الزمن والذاكرة قريبها وبعيدها عن حقيقة النوايا والأهداف والغايات الأميركية في المنطقة التي لا تزال تحكمها المصلحة والنفعية المفرطة للولايات المتحدة .‏

ما هو مؤكد أن اجتماع بروكسل و رغم مهمته الترميمية والتجميلية والإسعافية العاجلة لإنقاذ التحالف من انهيار بات متوقعاً في أية لحظة، لن يستطيع ردم تلك الهوة التي خلقتها الخلافات والانقسامات المتزايدة والمتصاعدة بين دوله والتي تبدو كالنار التي تستعر تحت الرماد على خلفية تضارب الاجندات والمصالح، مهما حاولت الولايات المتحدة التغيير في سياستها وتكتيكاتها سواء أكان ذلك عبر إعادة توزيع الأدوار والمهمات، أو عبر إعادة توزيع المكاسب والتركات والأرباح المفترضة و المأمولة والمرجوة من احتلال المنطقة بعد تدميرها وتقسيمها، أو أكان ذلك عبر تحريك بعض البيادق الموجودة وتبديل مواقعها أو عبر الدفع ببيادق جديدة إلى رقعة الحرب، حتى لو اضطرها ذلك إلى بلع المزيد من إهانات حلفائها والتغاضي مؤقتاً عن وقاحة وغباء بعض بيادقها– أردوغان وصف بالأمس القريب سياسة واشنطن بـ «الوقحة»!؟.‏

في أعماق الفهم لما يجري ويدور، يبدو أن الإدارة الأميركية وحلفاءها وأدواتها ماضون جميعاً بسياسة الرقص على حافة الهاوية التي لم تنتج حتى اللحظة سوى الخراب والدمار وملايين القتلى والجرحى والمشردين والمعذبين ، ويبدو أن الجميع مصر أيضاً على صم آذانه عن سماع الحقيقة ونداءات العقل،وتجاوز تلك الخطوط الحمراء التي قد تُدخل المنطقة والعالم إلى أتون من الجحيم الذي لا تُعرف له بداية ولا تُعرف له نهاية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية