|
سانا - الثورة واعتبر كيسنجر في مقابلة مع مجلة دير شبيغل الالمانية نشرتها أمس أن الولايات المتحدة أخطأت في موقفها من الازمة في سورية وكان لا بد لها من اجراء حوار مع روسيا قبل أن تصوغ استراتيجيتها وتعتمد على شركاء غير موثوقين. وأوضح كيسنجر أن موقف واشنطن من القيادة السورية كان خاطئا منذ البداية لانه أفقدها امكانية التعاون مع الدولة السورية لمحاربة تنظيم داعش وأدى لاشتباك أمريكي روسي جعل المفاوضات النووية مع ايران أكثر صعوبة. وأشار كيسنجر إلى أن الازمة في سورية تمثل نزاعا متعدد الاطراف لافتا إلى أن اصلاح المشكلات يجب ألا يكون على حساب التضحية بالكثير من الامور. وقال كيسنجر: ان حل الازمة عبر التدخل يعني أن هناك اجراءات عسكرية ورغبة في المواجهة وهو ما سيؤدي إلى الدخول في حالة شبيهة لما جرى في ليبيا حيث خرجت أراض كثيرة عن سيطرة الحكومة ونشأت ميليشيات تتقاتل مع بعضها بعضا وظهرت مستودعات الاسلحة المفتوحة. وبين كيسنجر أن ما يمنع تعاون واشنطن مع الحكومة السورية هو أن هذا التعاون يعني انكار الولايات المتحدة لما فعلته طوال الفترة الماضية. وأضاف كيسنجر ان أكثر ما يهدد العالم الان هو وجود دول بلا حكومات أو أراض لا تسيطر عليها الحكومات كما في ليبيا على سبيل المثال بالتوازي مع محاولة العديد من الدول فرض وجهة نظرها على النظام العالمي وهو ما يتسبب بالمزيد من الفوضى. وشدد كيسنجر على أن روسيا جزء مهم من النظام الدولي وتساعد في ايجاد الحلول لجميع أنواع الازمات مشيرا إلى أنه يجب على الولايات المتحدة الا تفرض املاءاتها على العالم أو تعتقد أنه يمكن أن تفعل ذلك. وقال كيسنجر: ان الولايات المتحدة يمكن أن تصبح قوة عظمى ليس فقط عبر امتلاك القوة بل من خلال تمتعها بالحكمة وبعد النظر أيضا فلا توجد دولة قوية وحكيمة بما يكفي لخلق نظام عالمي وحدها. |
|