|
عيادة المجتمع دائما نحن في عجالة حين نتخذ أي قرار مصيري, نندم عليه فيما بعد, ناسين أن في التأني السلامة وفي العجلة الندامة, خاصة في الخلافات الأسرية بين الزوجين. إن الرابطة الزوجية هي رباط أبدي وليست نزوة عابرة أو رغبة مؤقتة تزول بزوال مباهجها, إنها شيء ثمين ينبغي المحافظة عليه قدر المستطاع وعدم التخلي عنه إلا في حالات محددة تستحيل معها الاستمرارية في الزواج, قد تجدين في كلامي بعضا من القسوة عليه لأن ما أقدمت عليه عمل وفعل قد لا يعاقب عليه القانون في المجتمع ولكن العقاب يكون لطفلتين بريئتين لا ذنب لهما سوى أن كبرياء الأم جعلهما بعيدتين عن حضن الأسرة الدافىء. لقد اعترفت بنفسك أن خلافك مع الزوج لم يكن خلافاً مبدئياً أو مصيرياً بقدر ما كانت أسبابه تافهة على حد تعبيرك, ومع ضآلة الأسباب رفضت الإنصات لصوت العقل وطالبت بالطلاق كحل لا بديل عنه حسبت حساب كرامتك دون أن تضعي بالحسبان نتائج فعلتك على الطفلتين وعلى الأهل, موقف أهلك بدا واضحا من معاملتهم القاسية لك, ومقاطعتك من قبل أخوتك دليل على أن زوجك من الرجال الجيدين. وبدا هذا الأمر بوضوح من عدد محاولات الصلح من قبله قبل الرضوخ لطلب الطلاق والان بدأت تشعرين بالندم عندما لا ينفع الندم تطالبين بعودة الزوج والأب بهذه السهولة! لن أقول لك إنك تطلبين المستحيل, ربما لأن زوجك بدا واضحا شدة شعوره بالعائلة ورغبته بالمحافظة عليها. قد يقبل زوجك العودة ولكن قد يضع شروطا عليك خوفا من تكرار ما حدث, ربما ستتغير معاملته لك إلى حين يتأكد أنك تغيرت للأفضل وأن ما حصل كان غلطة تم نسيانها من قبلك والبدء من جديد, ولكن كيف ستكون البداية? لم تذكري في الرسالة أي معلومات عن علاقتك بأهل الزوج هل يمكن أن يقبلوا ويتدخلوا ليكونوا صلة الوصل بينكما? لا تتسرعي بطلب العودة حتى تتأكدي من أنك تغيرت بصدق وأن الأسباب التي أدت لن تتكرر بأي شكل من الأشكال, وعندها لن تشعر بحرج لو اتصلت بنفسك بالزوج معترفة بخطئك فالاعتراف بالخطأ فضيلة يمكننا الالتقاء كصديقين وإجراء مناقشة رجعية لما حصل في حينه, ولا بأس أن تأخذي مبادرة الدعوة لكونك تعترفين بالإساءة إليه. وإذا لم يثمر اللقاء فأقله تخرجان صديقين بدون جروح أو ضغينة, وعندها تستمر بينكما علاقة احترام متبادل إذا استحال تبادل العاطفة من جديد بينكما خاصة وأن عملية التواصل ضرورية يحكمها وجود الطفلتين بينكما. *** يخلق الأعذار يختلف سن دخول الطفل إلى المدرسة باختلاف السياسة التربوية من بلد لآخر, كما تختلف هذه السن باختلاف المحيط العائلي والثقافي والمادي الذي يعيش فيه الطفل, وقد ذكرت أن الطفل تربى في حضن الجدة على خلاف غيره من الأطفال الذين لم يجدوا سوى الحضانات مكانا لهم أثناء غياب الأم في العمل, والمرحلة المدرسية هي نتاج المراحل السابقة من فترة وجوده جنينا في رحم الأم, ولغاية الدخول للمدرسة, وهنا تبدأ الخطوة الأولى على طريق الخروج من إطار العائلة إلى الإطار الاجتماعي. من هنا ضرورة ربط الحالة الحاضرة للطفل المدرسي بالعوامل المؤثرة في نموه خلال المراحل السابقة, فقد بدأ الطفل من خلال وجوده في المدرسة يكون تاريخه الخاص ابتداء من هذه المرحلة وانطلاقا من تجاربه السابقة لها فهي حتما لا تلبي متطلباته كما الجدة, لا تقبل تصرفاته غير الصحيحة كما الجدة, لذلك خبراته السارة عن المنزل وغير السارة عن المدرسة تجعله يبكي يوميا ويتظاهر بالمرض حتى لا يذهب للمدرسة, وقد عملت بشكل صحيح حين رفضت منه العذر للغياب وأرسلته على الرغم من المرض إلى المدرسة,ولكن هل حاولت معرفة سبب نفوره من المدرسة? من المحتمل أن الأسباب التي تدفع الطفل لإظهار عدم الرغبة في المدرسة لا تعود إلى ما تم ذكره سابقا ولكنها ترجع لأسباب تتعلق بالجو الدراسي ذاته, ربما يتعلق بعدم تقديم المدرسة بكادرها الكامل لكل ما يحتاجه الطفل من رعاية واهتمام, عليك تقصي الأسباب من أكثر من جهة من المنزل, المدرسة لأنها الضرورة الوحيدة التي لا يمكن الاستغناء عنها لا في هذه المرحلة مرحلة رياض الأطفال ولا حتى في المراحل اللاحقة لها, حاولي تقريب وتقصير المسافة بين الطفل والمدرسة من خلال مثلاً: الاحتفال بعيد ميلاد الطفل وحرصك على تأمين مجموعة من الهدايا على أساس أنها مقدمة من أصدقائه بالصف, وإظهار الفرحة الكبيرة عند رؤيتك للهدايا. |
|