تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قنوات الليل ..وجرائم النهار

عيادة المجتمع
الاحد 3/12/2006
موسى الشماس - ميساء الجردي

من الواضح أن معظم حالات الدعارة السرية تبدأ بعلاقة عاطفية ووعود واهية ليست لها أي حقيقة حيث يتم استدراج الفتاة لشقة سياحية مستأجرة ثم..?!

أما الفتاة المغلوبة على أمرها فبعد أن يفك أسرها تقوم بالادعاء الشخصي في بعض الأحيان حتى لا تعم الفضيحة وأحياناً تخبر أهلها فيأتي بعضهم للادعاء عنها.‏

أما أين تكون نقطة البداية فبالتأكيد لدى المحامي العام الأول ليتم بعدها تحويل الشكوى إلى الجهات المختصة في الأمن الجنائي حتى يصار إلى القبض على الجاني وتحويله للقضاء.‏

الشاب هو الضحية‏

الملفت للنظر في هذا السياق وجود عدد من الفنانات العربيات والأجنبيات اللواتي يقمن علاقات مشبوهة مع رواد الملاهي أو الفنادق أو المكاتب العقارية أو حتى صالونات الحلاقة وهنا غالباً ما يكون المجني عليه هو الشاب فالفتاة صاحبة الخبرة والرغبة بإيقاع الشاب بشباكها تسعى إلى أن تجعله طعماً سهلاً لها حتى يصبح ارتياده لمكان تواجدها العام كالملهى مثلاً أمراً اعتيادياً ولا يستغنى عنه ما يعطيها الأفضلية لدى صاحب الملهى ويكسبها الكثير من المال من جهة أخرى والعرض بسيط قليل من الإغواء. لو تساءل المرء كيف تتم تلك العلاقات المشبوهة مع وجود الرقابة اللصيقة على تلك الفنانات إذ لا يسمح لهن بمغادرة مكان العمل إلا لفترة الغداء (3-7 مساءً) وهو وقت كاف لعمل كل شيء ففي هذا الوقت يسمح للفتاة بمغادرة مكان عملها ومع أنه يتم التأكد من عودتها فلو تأخرت عشر دقائق عن السابعة ترحل إلى بلدها فإنها لن تضطر إلى مثل ذلك أو تحتال على الوقت بالرشاوى والإرضاءات..?!‏

في الأحياء الشعبية‏

يرتاد بعض السياح بعض الشقق المفروشة ويتعاملوا مع الخادمات المقيمات الأمر الذي يتم عن طريق من يعملون بمكاتب تلك الشقق أو أن الخادمات أنفسهن يرشدن السائح لأخريات صديقات لهن وأحياناً عن طريق بعض القنوات السرية ولا شك في هذا السياق أن الجهات الجنائية المختصة تتابع أوضاع الشقق المفروشة وتعمل على ضبط كل حالة مشبوهة ولكن دائماً هناك طرق لتمرير الأمور بصفة خاصة من تحت الطاولة كما يقولون.‏

عندما يسأل المرء تلك الخادمات أو الفتيات اللواتي يرتدن الشقق المفروشة سيجد أن الفقر والجهل هو من دفعهن للقيام بهذا الكسب غير المشروع وبطرق منافية للأعراف والتقاليد والآداب العامة.‏

عائلة كاملة‏

في بعض الحالات الخاصة توجد نماذج من بيوت تقوم الأم بالعمل في ملهى معين مطربة أو مغنية أو راقصة وتجر معها بناتها وأحياناً زوجها إذا وافق بتلك الظروف على البقاء وفي حالات خاصة جداً يدفع الزوج زوجته للعمل بتلك الظروف وفي كلتا الحالتين تدفع البنات ثمن ذلك فبعد أن يقدمن الفقرات والعروض الفنية بصفة خاصة بريف دمشق حيث إنه في دمشق لا يوجد سوى ملهيين مسجلين بشكل نظامي في منطقة الربوة أما النسبة الغالبة فهي في الأرياف ومنذ مدة ليست ببعيدة أغلق أكثر من 20 محلاً عن طريق محافظة ريف دمشق بسبب مخالفات متنوعة.‏

عميل سري للغاية‏

هناك فئة من الناس يستغلون الحاجة إلى لقمة العيش لبعض الفتيات ويحضروهن من المحافظات النائية والفقيرة حيث يكن جاهلات وضعيفات ويحدث ذلك? إما بالصدفة أو نتيجة خبرة هؤلاء العملاء وسمعتهم العطرة بهذا المجال فيبدؤون بقبض الأموال الطائلة ويعطون الفتيات الفتات وفي ظروف خاصة كما يحدث في المرجة نجد أن ماسحي الأحذية يعملون بصفة خاصة تحت إمرة هؤلاء العملاء السريين فعندما يحضر شاب ليمسح حذاءه ويكون على دراية بأن هذا المراهق سيوصله إلى بيت القصيد أو يسأل بنفسه دون مقدمات ليصل إلى مطلبه في مكتب ذلك الرجل السري للغاية.‏

مقاه ٍ إباحية‏

المصيبة الكبرى في موضوعنا والتي جعلت هذه الأمور تتفشى بالمجتمع هي مقاهي الانترنت الإباحية التي انتشرت بكل مكان فمع أنه لا يسمح لتلك المقاهي البقاء لأكثر من الثامنة مساء فإنها تتلاعب على كل شيء وتجر قدم المراهقين الضعفاء الذين تكون هرموناتهم الجنسية بأقصى حال ولا يمكن السيطرة عليها إذا ما تعرضوا لمشاهد تخدش الآداب العامة فأين دور الأهل وأين دور المجتمع الذي يرى مقاهي الانترنت تسيء للبيوت والأسر دون أن يحرك أحد ساكناً.‏

إحصاءات غير واقعية‏

أخيراً حاولنا متابعة بعض الإحصائيات التي تتعلق الدعارة السرية في دمشق وريفها خاصة وفي سورية عامة فوجدنا أن ما تحويه السجلات الرسمية للعديد من الجهات المعنية لا يتطابق مع الواقع لا من قريب ولا من بعيد إنهم يسجلون حالات لا تتعدى أصابع اليد وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أنه يجب أن تكون هناك متابعة لصيقة أكثر واهتمام أوضح بهذا الموضوع الاجتماعي الحيوي والعام للمجتمع وإن رغبتنا جميعاً في إعادة النظر بما يتم من وراء الكواليس في مناح متعددة إنما من شأنه أن يعيد الصحة لمجتمعنا الذي لا نبالغ إذا قلنا إنه أصبح مريضاً ويشكوا مرضاً عضالاً يحتاج إلى اتخاذ خطوات جدية وحاسمة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية