تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


محال العطارة .. صيدليات وإن اختلفت التسمية?!

أسواق
الاحد 3/12/2006
أحمد العمار

وهل يصلح العطار ما أفسده الدهر?

قصص وروايات كثيرة نسجت حول محال بيع منتجات الطب الشعبي المسماة ب(العطارة) منذ أقدم العصور وحتى يومنا هذا ,إذ يؤمن بها البعض حتى يضعها في مصاف الطب (الخارق) في الوقت الذي يرفضها البعض الآخر واصفاً اياها ب(الدجل) وبين هذا وذاك فريق ثالث يؤمن ببعض العطارة و (يكفر) ببعضها الآخر..‏

واذا كان العطار (لا يصلح ما أفسد الدهر ) فإن هذا يعني - بداهة - أنه يصلح مادون ذلك,ولعل هذه الفرضية مدعومة بتاريخ العطارة الطويل في حياة الأمم والشعوب ومنها نحن خصوصاً عندما ينجح العطار في بعض الأحيان بينما يفشل الطبيب..!!‏

إن لم تنفع فلن تضر‏

أياً كان رأينا في منتجات العطارة و(شطارة) العطارين إلا أننا لا بد وأن نقر بأن لديهم أشياء كثيرة مفيدة,أو غير مضرة على أقل تقدير,خلافاً للعقاقير الطبية الحديثة, التي إن لم تنفع, فإنها تضر في الغالب وربما تقل إن تم تناولها خطأ .. يقول أحمد سلمان أحد المتعاملين بمواد العطارة والمتحمسين لها.‏

مبالغة في نتائجها ..‏

ويعتبر منير صيدلاني, أن الكثير من الناس اعتاد وربما نتيجة إرث اجتماعي معين أن يعتقد بأن لمواد العطارة أثراً حاسماً على هذا المعرض أو ذاك, إلا أن الواقع ليس كذلك تماماً رغم أهمية هذه المواد.‏

إذ غالباً ما يكون أثراً عاماً بالنسبة للجسم,بينما يكون أثر العقاقير الطبية محدداً ومركزاً على منطقة معينة من الجسم ويعالج عرضاً معيناً من أعراض المراض الذي قد يصيب.الجسم فأثر مواد العطارة إذاً أثر عام كمهدئ ومسكن وطارد للاضطرابات أكثر منه علاجاً فعلياً.‏

(المية) تكذب الغطاس‏

يقول أبو أشرف صاحب محل عطارة إن أغلب مواد العطارة لها أثر ملموس على صحة المريض وهي تخلو كما هو معروف - من أية مركبات كيميائية لذلك فلا آثار جانبية- لها,وما عودة الزبون إلينا بعد تناول الوصفة أو الخلطة إلا دليل على صحة مانقول وعلى تلمس نتائج مرضية, فالمستهلك لم يعد مغفلاً بل واعياً ومدركاً لما يريد,و (المية تكذب الغطاس )كما يقال.‏

شيوخ العطارين‏

ويرى هيثم صاحب محل عطارة ,أن سوقهم ليست سوقاً فوضوية بل منظمة وثمة أسماء كبيرة وعريقة فيها وهذه الاسماء بمثابة (شيوخ الكار) بالنسبة للعطارين ومنهم من ورث هذه التجارة عن عائلته التي تمارس المهنة لمئات السنين حتى نسبوا الى المهنة كما هو الحال مع المهن والحرف الأخرى التي نسب أصحابها إليها كالصباغ والحداد والنجار وغيرهم..‏

ويستدرك هيثم .. ولكن هذا لا يعني أنه ليس هناك الكثير من الأدعياء والدخلاء على سوق العطارة شأنه شأن الأسواق الأخرى ولكننا نحمد الله أن عدد هؤلاء ما زال محدوداً جداً .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية