تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إذاعة البرنامج الوحيد... ما الذي حل بصوت الشعب?!

فضائيات
الاحد 3/12/2006
عبد الرزاق دياب

قبل أن نفقد آذاننا على حساب زيادة حجم العيون وذلك حسب نظرية دارون (العضو الذي لا يستخدم يضمر),

ومنذ أن تركنا عادات الاستماع والإنصات, وصرنا نرى ما نحب ونكره متسمرين أمام البوصات القليلة الملونة, ولم يعد يترك الكلام فينا استرخاء المتأمل كان الجهاز الصغير في يد والدي أثناء الغارات الإسرائيلية على دمشق عام 1973 الواصل الوحيد مع العالم المشتعل وقتها, والآن وبعد أكثر من ثلاثين عاماً لا يسحرني عند زيارة (أبي وسيم) زوج خالة زوجتي سوى الجهاز الضخم البني الخشبي المتسمر في منتصف البيت كقطعة أثرية.‏

إذاعة بسام غبرة‏

أبو أحمد سائق سرفيس: طوال ال 8 ساعات التي أقضيها في العمل, أفتح الراديو ولا يهمني أين يقف المؤشر أو العداد, الشباب يطلبون (العربية) وهي إذاعة إعلانات وأغان, وبيني وبينك أنا لا أسمع شيئاً, الركاب يتسلون بالإذاعة, وأنا منشغل بالقيادة وجمع (الغلة).‏

- رانية سيدة منزل: إذاعة صوت الشعب, لا أذكر أنني سمعت بها, كما أن (الديجتال) غير مولف على الإذاعات, أنا أستمع لمحطات (الميلودي - الروتانيات).‏

- أم حسن سيدة منزل: نعم أسمعها (تبع بسام غبرة), هي جميلة وتتحدث عن مشكلات المواطنين.‏

- مراد صاحب محل سمانة: نعم أتابعها فترة الصباح, وهي الإذاعة الوحيدة التي تتحدث عن مشكلات المواطنين, ويتصل الأستاذ (بسام) بالمسؤولين, ويحل مشكلات الناس, يعني نحو الساعة فقط, وهذا الزمان ليس زمان (الراديو).‏

- مصطفى شاب يعمل في محل (سيديات): لا لم أسمع بها.. أستمع كثيراً إلى محطة صوت الشباب فيها أغان شبابية, وحديثة لا ينقصنا مشكلات.‏

هذه الآراء لبعض من استطلعنا آراءهم, حول إذاعة صوت الشعب, والتي من اسمها تجزم بأنك سوف تستمع من خلالها إلى ما يهم الشارع, وصوته الخافت, مشكلاته, لكن المفاجئ أن الكثيرين لا يعرفونها, ومن ذكرناه بها تذكر (بسام غبرة), المذيع المشاكس الذي يتحدى رؤساء البلديات ومديري مؤسسات الكهرباء, وصالات الخضار, وقد يتصل مع محافظ أحياناً, ويبقى المستمع على الخط ويتلقى المستمع وعداً, بحل مشكلته أو مراجعة المدير المسؤول في أي وقت يشاء, ينشر المسؤول رقم هاتفه على الملأ.‏

إرسال ضعيف وتوجه مختلف‏

بدورنا نقلنا باختصار هذه الآراء, إلى السيدة فيوليت بشور مديرة الإذاعة, وحول منافسة الإذاعات الخاصة, وشعبيتها الكاسحة, وتراجع الإذاعات العامة وتقهقر عدد المتابعين لها أجابت السيدة بشور: مهما ظهرت إذاعات جديدة فهي لن تؤثر على إذاعة صوت الشعب لأن توجه وهوية الإذاعة يختلفان تماماً عن باقي الإذاعات, فإذاعتنا تقدم الخدمات للناس, ورغم دخول البرنامج العام منذ وقت قريب في هذا المجال, إلا أننا نختلف من حيث نوع الخدمات التي نقدمها وطريقة تقديمها, فكل الناس تعرف من بسام غبرة وماذا يعمل, وهو أول شخص نسأل عنه إذا تحدثنا إلى أحد وقلنا له نحن من الإذاعة.‏

- تعترف السيدة بشور ضمنياً أن صوت الشعب هي إذاعة لبرنامج وحيد, ومذيع وحيد هو بسام غبرة ولكن أليس لدى الإدارة برامج موضوعة للخروج من سطوة (الغبرة) الذي يعادل وزنه وزن الإذاعة, ما الخطط التي تفكر بها الإدارة لمواجهة هذا التنافس على الهواء?.‏

تجيب السيدة بشور: لدينا مشكلة كبيرة, فإرسالنا لا يزال ضعيفاً, وقد وعدنا منذ فترة طويلة بتقويته, ويبدو أن التنفيذ سيكون قريباً, وسيتم دعمنا بأجهزة تقوية إرسال لتغطية كامل الأراضي السورية, وأنا كنت طلبت كرئيسة قسم صوت الشعب, أن يتم فصلنا عن الفضائية السورية, فنحن نسمع في كل العالم عن طريقها, لكن كون إذاعتنا محلية وذات هوية داخلية, يجب أن يتم تقوية إرسالها داخل سورية, فالخدمة المقدمة لمواطن واحد تهم الكثير من المواطنين,ومع ذلك نحاول تطوير أنفسنا وشد المواطن, ليس بالخدمة فقط, بل بتطوير برامج منوعة واختيار أنواع الأغاني..‏

والأهم أن يتم سماعها في كل سورية عندها ستكون لها نسبة استماع كبيرة وسنعمل على هذا الأساس.‏

تفاؤل السيدة بشور مشروع ومحق, ولكن يبقى السؤال العالق.. إذاعات لم تبلغ بعد سن الرشد تغطي كامل سورية, وتلم المستمعين حولها, وتمد يدها إلى مستمعي الإذاعات العتيدة (البرنامج العام - صوت الشعب) وهي بدورها (الإذاعات العتيدة) تضع الخطط لتنافس هذه المواليد الجديدة.. أليست القضية مقلوبة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية