|
بيروت
وعبر النائب ميشال عون عن أسفه لتدخل بعض الدول العربية والأجنبية في الشؤون الداخلية اللبنانية في اشارة الى المواقف الأخيرة التي أعلنها البعض دعماً لحكومة السنيورة التي باتت أحوج ما تكون الى الأوكسجين الخارجي الذي قد يطيل عمرها عدة أيام أخر, وذلك في وقت سلطت فيه وسائل الإعلام العربية والأجنبية الضوء على المشهد الحضاري والديمقراطي للاعتصام الذي تشهده العاصمة اللبنانية مؤكدة أن المعارضة نزلت إلى الشارع بطوفان بشري هادر لم يسبق للبنان أن عرفه, وتساءلت ما الذي يخيف الأكثرية الحاكمة من صناديق الاقتراع إذا كانت تتمتع بغالبية شعبية كما تدعي. وعلى خط التحرك السياسي أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أنه سيزور بيروت يوم الاثنين لتدارس الأوضاع مع المسؤولين اللبنانيين, بينما شهدت رئاسة المجلس النيابي محادثات بين وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت والسيد نبيه بري الذي استقبل أيضاً السفير الإيراني في بيروت حيث تناولت المحادثات الأوضاع اللبنانية وتطورات المنطقة. فقد قال الرئيس اللبناني اميل لحود ان استمرار الحكومة الحالية لا يقرره شخص رئيس الحكومة بل تحدده احكام الدستور والمطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية هو مطلب حق ومشروع ودستوري بعد الاستقالات التي حصلت. واوضح لحود في حديث إلى التلفزيون الياباني أمس انه بعد استقالة الوزراء الستة من الحكومة بقي فيها من هم من لون سياسي واحد وجعلها غير شرعية وغير قادرة على اتخاذ اي قرار لأن للاخرين الحق في المشاركة ويجب مشاركة جميع اللبنانيين بالقرار. وانتقد لحود بشدة تبعية الفريق الحاكم للأميركيين والفرنسيين وتدخل هذين البلدين في الشؤون اللبنانية الداخلية مطالبا اياهما بوقف هذا التدخل. واشار لحود إلى ان المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تستغل لاسباب سياسية وان الرئيس الفرنسي جاك شيراك ولاسباب شخصية ناتجة عن الصداقة الوطيدة مع ال الحريري يتدخل في دراسة هذه المحكمة مؤكدا رفض لبنان لذلك ولما يترك من مشاكل في لبنان. وفي تصريح لصحيفة السفير اللبنانية اكد لحود ان التحرك الشعبي يمثل حدثا تاريخيا قل نظيره و قد عبر عن حق المعارضة اللبنانية في المشاركة وفق الطرق الديمقراطية السلمية التي اعلنت عنها. وقال الرئيس لحود ان هذا التحرك أظهر ان الذين قاتلوا اسرائيل وانتصروا عليها قادرون على القيام بتحرك سياسي سلمي تعبيرا عن حقهم من دون تسجيل اي حادث امني كما أظهر وجود فئة لبنانية تريد أن تثبت موقفها وحقها أمام الرأي العام الداخلي والخارجي. من جانبه جدد النائب اللبناني ميشال عون رئيس حركة التغيير والاصلاح التأكيد على أن حكومة السنيورة ساقطة قانونيا ودستوريا و أن الاسلاك الشائكة والحماية المتوفرة له لايمكنها أن تحميه من الشعب اللبناني مبديا أسفه للتدخل الخارجي في الشأن الداخلي اللبناني. وأوضح عون في مقابلة مع اذاعة النور ان جماهير الشعب اللبناني التي احتشدت أمام السراي الحكومي وفي ساحات بيروت أعلنت رفضها لاستمرار الحكومة اللبنانية الحالية في ممارسة سلطاتها اللادستورية وان قوة الحكومات تستمد من الشرعية الشعبية. وأكد مجددا أن الاعتصامات متواصلة ولن تتوقف الا بعد تحقيق المطالب الوطنية للمعارضة وهي البدء بتشكيل حكومة وحدة وطنية لافتا إلى النزول للشارع جاء بعد استنفاد كل الوسائل السياسية لحل الازمة. بدوره أكد النائب اللبناني غازي زعيتر أن الجماهير التي احتشدت في شوارع وساحات بيروت عبرت عن تطلعات اللبنانيين محذرا من عدم استجابة الحكومة الحالية الفاقدة الشرعية الدستورية لمطالب وارادة هذه الجماهير. وأوضح ان التدخل الاجنبي ازداد في الشؤون الداخلية اللبنانية وان قرار الحكومة الحالية لم يعد في يدها وهذا مكمن الخطورة. من جهته رأى الشيخ عبد الامير قبلان نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان أن الحجم الهائل للمسيرات السلمية الذي تجلى بالانصهار الوطني الذي حققه المعتصون يحتم على السلطة الحاكمة تلبية دعوات الجماهير وايجاد حل يحقق الشراكة الحقيقية على مستوى القرار السياسي. وأكد أن اتفاق الطائف الذي حصل بفعل تضافر جهود اللبنانيين وقناعتهم.. نص ضرورة مشاركة جميع اللبنانيين في العملية السياسية مؤكدا أن التوافق هو الوسيلة المثلى لحل الخلافات. اكد اسامة سعد رئيس التنظيم الشعبي الناصري ان المظاهرات والاعتصامات ستستمر حتى اسقاط حكومة الفريق الواحد اللاشرعية وتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال سعد في تصريح لقناة الجزيرة أمس ان الشعب اللبناني لم يعد قادرا على تحمل سياسة الحكومة الحالية من كافة النواحي لذلك نزل الى الشارع ليقول كلمته. من جهة اخرى اكد وزير الزراعة المستقيل طلال الساحلي ان الفريق المتسلط على الحكم يشعر بعد نزول الجماهير اللبنانية إلى الشارع بالافلاس وبدأ يستنجد بالخارج. واكد النائب اللبناني السابق عدنان عرقجي ان المظاهرات والاعتصامات الجماهيرية ستستمر حتى تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كافة اللبنانيين. وقال عرقجي لتلفزيون المنار ان تشكيل حكومة وحدة وطنية هو السبيل الوحيد للخروج من الازمة التي تعصف بلبنان. وأكد وزير الخارجية اللبناني المستقيل فوزي صلوخ ان الدول الشقيقة والصديقة وكذلك المنظمات الدولية والاقليمية مدعوة للاطلال على الواقع اللبناني من باب النظرة الموضوعية المتوازنة التي ترى حقيقة الاوضاع بعيدا عن اطلاق المواقف ذات الاتجاه الواحد التي لا تخدم مصلحة لبنان. وأكد علي قانصوه رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أن ما فعله جمهور المعارضة في اليومين الماضيين عبر تعبيراً واضحاً عن كرامة لبنان وعزته وأن اللبنانيين أبلغوا العالم رسالة حضارية وديمقراطية واضحة من خلال تظاهرهم السلمي وحفاظهم على الممتلكات العامة. وقال قانصوه في كلمة له أمام الحشود المجتمعة في قلب بيروت أن جميع المعتصمين في كل من ساحة الشهداء وساحة رياض الصلح جاؤوا ليقولوا لا لهذه الحكومة اللا شرعية واللا دستورية التي تنتهك الدستور صباح مساء ليقولوا لا لحكومة الوصاية التي رهنت لبنان للخارج وعبثت بأمن واقتصاد لبنان. من جانبه أكد بشارة مرهج الوزير اللبناني السابق أن نزول الجماهير الغاضبة الى الشارع كان نتيجة للمعاناة الكبيرة التي يعيشها اللبنانيون جراء ضعف حكومتهم الحالية والتدخل الاجنبي بشؤونهم ولذلك كان لابد للبنانيين من المطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية تعالج الخلل الجوهري الحاصل في التشكيلة الحكومية الحالية. وعبر مرهج عن رفض المعارضة اللبنانية للتدخل الاجنبي الهادف الى زرع الشقاق داخل الصف اللبناني داعيا جميع اللبنانيين الى الالتقاء لحماية المقاومة وصيانة لبنان الحر الديمقراطي المستقبل. من جانبه دعا خالد الرواس امين عام حركة الناصريين الديمقراطيين جميع اللبنانيين الى تفعيل المشاركة في تظاهرة الوحدة الوطنية ليعبروا بذلك عن موقفهم القومي ونبذ العصبيات والتفرغ لمواجهة العدو الاسرائيلي الذي يتربص شرا بلبنان. بدوره قال النائب اللبناني السابق فيصل الداوود ان اللبنانيين الذين لبوا نداء المعارضة بكل اطيافها عبروا عن انتمائهم الى لبنان الواحد المستقل الحر البعيد عن الوصاية. واضاف الداوود ان جمهور المعارضة لن يترك الساحات التي غصت به حتى يصل الى هدفه بتشكيل حكومة تقول لا للوصاية ونعم للمقاومة والسيادة. واكدت لجنة المتابعة للقاء الاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية أن الجماهير التي لبت النداء الوطني واحتشدت في ساحات بيروت جسدت أبهى صور الوحدة الوطنية والاصرار على تصويب المسار عبر فرض تشكيل حكومة وحدة وطنية تخرج لبنان من فلك الوصاية الاجنبية وتحمي المقاومة وتعالج الازمات الاقتصادية والاجتماعية فيه. ودعت اللجنة خلال اجتماعها أمس في اطار متابعتها اليومية للاعتصام الجماهيري في بيروت الحكومة غير الدستورية إلى الرحيل فورا استجابة لارادة اللبنانيين الذين طالبوها بالاستقالة مؤكدين استحالة بقاء حكومة لا تحظى بتأييد الشعب اللبناني حتى وان دعمتها امريكا. من جهة ثانية أكد حزب الاتحاد اللبناني تقديره لدور سورية الوطني والقومي واعتزازه بعلاقات التحالف والاخوة التي تربطه بها. وقال بيان صادر عن الحزب أمس ان حزب الاتحاد اللبناني تربطه علاقات أخوية مع مجموعة كبيرة من القوى والفعاليات العربية في كافة ارجاء الوطن العربي بخلاف البعض ممن يؤكدون يوميا ارتباطهم بالمشاريع الغربية وبخاصة الامريكية والفرنسية وغيرها. من جهة اخرى اعلن الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى انه سيتوجه اليوم الى بيروت للتشاور مع عدد من المسؤولين اللبنانيين حول الوضع في لبنان. وقال موسى في تصريح أدلى به ان لبنان يمر بمرحلة دقيقة جدا تستدعي المتابعة النشطة من قبل الجامعة العربية مؤكدا ان المهم الان هو حماية الوحدة الوطنية اللبنانية وتحقيق الوفاق الوطني الذي كان الدرع للبنان وما زال. على صعيد آخر نقلت صحيفة الاخبار اللبنانية عن مصدر أمني لبناني رفيع أن الجيش اللبناني عثر بحوزة المجموعة التي تنتمي إلى القوات اللبنانية والتي اعتقلت خلال قيامها بتدريبات على اسلحة ورشاشات واطلاق نار في بلدة شحتول في كسروان على تسعة رشاشات روسية من نوع زخاروف يطلق عليه لقب كلاشن أمريكي وأكثر من الف طلقة. وأضاف المصدر أنه عثر أيضا على تسعة مسدسات من نوع كلوك ورشاش صغير وقناع واق من الغاز ومجموعة اتصال عسكرية من نوع فيرتكس وسترات واقية من الرصاص وحقيبة محصنة مصنوعة من مواد ضد الرصاص وخريطة لمنطقة الرابية. وأكد المصدر أن الخريطة التي وجدت في احدى السيارات كانت مطبوعة على ورق ومرسلة بواسطة الفاكس ومرسومة بخط اليد وعليها علامة فارقة تشيرا الى احدى فيلات المنطقة. وقال المصدر ان من بين الموقوفين مسؤولا سابقا في فرقة الصدم وهي فرقة عمليات خاصة كانت تابعة لميليشيات القوات اللبنانية. وكان مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد ادعى امس على افراد المجموعة واحالهم موقوفين على قاضي التحقيق العسكري الاول طالبا استجوابهم. |
|