تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ومــازال الزحـــف مســــتمراً..!

بث مباشر
الجمعة 19-1-2018
لميس علي

حين تقرأ عن جديد الدراما السورية لموسم 2018، لن تحتاج الكثير من التأمل لتمّيز بعض السمات التي مازالت تتعربش ظهوراً على العنصر السوري.

هل يعني الأمر أن العنصر السوري مازال، بلغة السوق، «بييّع»..؟‏

مع أن الحالة تعني، من جهة أخرى، «فرطعة» أركان وأجزاء هذا العنصر لصالح دراما عربية أو مشتركة.. والملاحظ استمرار محاولات الانتقال نحو انتشار أوسع.. وهو أوسع حسب ظنهم ومفهومهم.. والأدق القول «أدسم» حسب «فلوس» الجهة الجاذبة/اللاقطة.‏

في خبر عن استمرار حال المزج الدرامي بين الفنانين السوريين واللبنانيين تم الحديث مؤخراً عن مسلسل (رقصة الروح) كتابة السوريين مروان قاووق ورنيم عودة، ويتولّى مهمة الإخراج السوري أسامة الحمد.. بينما البطولة والتمثيل يتولاه ممثلون لبنانيون.. ووفق الخبر تتم عمليات (لبننة) النص ليتناسب والبيئة التي يُنتج ضمنها.‏

غالباً سيصاب العمل بنوع من تضييع «الهوية».. فهل سيعتبر سورياً أم لبنانياً أم سيدرج تحت بند الدراما المهجّنة التي اخترعوا بمسمّى «مشتركة»..؟‏

الأمر الذي يذكّر بما حدث مع مسلسل «الهيبة» إنتاج شركة الصبّاح.. بينما النص والإخراج وأبرز ممثليه كانوا سوريين.. ومع ذلك بقي الجانب اللبناني حين يتحدث عن العمل يوصّفه باللبناني..‏

هل اندغمت البصمة السورية لهذه الدرجة مع شركائها بحيث لم يعد يلحظها أولو «المال»..؟‏

في الموسم القادم 2018، يستمر زحف العنصر السوري باتجاه الدرامات الأخرى غير السورية.. بحجة دعم الشراكة الفنية عربياً.. ولا مانع من تحقيق انتشار أوسع وربح أوفر لاسيما حين يصبح الهم الأكبر لدى الممثل كسب المزيد من أسهم شهرته الصاعدة على حساب دراماه «الأصل».‏

ووفق أصول هذا الزحف نلحظ انشغال أسماء كبار الممثلين والمخرجين السوريين بدراما ليست سورية، بمعنى ليست محلية.. ومن هذه النماذج تصوير الجزء الثاني من مسلسل الهيبة ضمن التركيبة ذاتها..‏

انشغال الممثلة سلاف فواخرجي بالمسلسل المصري «خط ساخن».. لكن مع فواخرجي ثمة نوع من التوازن أتقنته بتصويرها عملاً سورياً إلى جانب المصري للموسم القادم هو «هوا أصفر».‏

وكان أُشيع سابقاً إنتاج شركة الصبّاح مسلسل «طريق» بطولة عابد فهد ونادين نجيم، ليتولى الإخراج الليث حجو والكتابة اقتباساً عن نص أصلي للكاتب نجيب محفوظ، تتولاها كاتبة السيناريو السورية ريم حنا.. لكن ثنائي الإخراج والكتابة كان انسحب من العمل، ثم قامت شركة الإنتاج «الصبّاح» بعرض العمل على كل من السوريين رافي وهبة، إياد أبو الشامات اللذين رفضا أيضاً ولحقهما بالرفض رامي كوسا.. لتخلص الشركة نهايةً إلى إقامة ورشة عمل تتولى كتابة النص بينما الإخراج للسورية رشا شربتجي..‏

هل لاحظتم إصرار شركة الصبّاح على العناصر السورية..؟‏

ثمة أمثلة كثيرة أخرى من انشغالات السوريين لملء رقعة دراما شاغرة والأصح فارغة ليست أرض دراماهم.. لكن فقط لو يتنبّهون لفراغٍ خلفوه هم أنفسهم في ساحات لعبهم الأصل.‏

lamisali25@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية