|
مجتمع وخطورة النفايات تنبثق من كونها قابلة للانفجار أو الاشتعال بحد ذاتها، أو بوجود عامل مساعد، إلى جانب كونها سامة ومعدية كالنفايات الطبية، أو أكالة وقابلة لاطلاق غازات سامة آثارها مزمنة (كالنفايات) وأحياناً كيماوية أو مجرثمة (كنفايات المدابغ والمسالخ)... من هنا تتجه الأنظار في كل بلدان العالم إلى مشاريع لجرد النفايات الخطرة وإنشاء مراكز للمعالجة والتخلص الآمن منها.. وبما يتوافق مع القوانين الناظمة لحماية البيئة والمشكلة لا يتوافر لدينا حتى الآن مواقع أو مرافق للمعالجة أو التخلص الآمن من هذه النفايات .. نظراً للتكلفة العالية المقدرة لانشاء مثل هذه المرافق إذ لابد أن يتم التخطيط المسبق لعملية الانشاء وإذا لم تخني الذاكرة، أذكر أن هذا كان ضمن محاور ورشة عمل أقامتها وزارة البيئة (قبيل أكثر من عامين) بالتعاون مع محافظة ريف دمشق وأصحاب الفعاليات الصناعية لايجاد الحلول المناسبة لمشكلة النفايات الخطرة المتولدة عن الصناعات ضمن إطار مشروع جرد النفايات الخطرة ودراسة جدوى إنشاء مراكز للمعالجة والتخلص من هذه النفايات. غير أن عدم تعاون بعض الصناعيين في إعطاء المعلومات الحقيقية والواقعية عن مخلفات منشآتهم بسبب تخوف العديد منهم من استخدام وزارة البيئة هذه المعلومات ضدهم لغرض فرض رسوم مالية، أو قيود على صناعاتهم بداعي رسوم المعالجة أو المساهمة بتكلفة المكبات لهذه النفايات.. كل ذلك وسواه جعل المشروع يبدو كمجرد فقاعة انجلت بانتهاء أعمال الورشة.. فلم نسمع بعد ذلك عن من يحيي هذا المشروع أو يتبناه ميدانياً باستثناء مبادرات شخصية من هنا وهناك أو هذه المنشأة وتلك.. أعتقد أننا الآن أحوج ما نكون وأكثر من أي وقت مضى وانقضى لمثل هذا المشروع . |
|