|
دمشق فالقتل والتخريب وسفك الدماء البريئة لا يمت بصلة لأي شريعة من الشرائع بل هو ضرب من الجنون والكفر بالله وتعاليم الاسلام الذي يدعو للمحبة واصلاح ذات البين وما يفعله الارهابيون هو نقيض لأي عنوان من عناوين الخير وليس فيه من الجهاد والاصلاح سوى الزيف والتضليل.
وفي هذا الصدد دعا العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام كل من اخطأ وضاع عن صراط الله عز وجل الى العودة الى جادة الصواب وترك اعمالهم البشعة من القتل والتخريب والتدمير والاغتصاب مناشداً المخطئين والتائهين الذين حملوا السلاح بعد ضلال الاصطلاح مع الله سبحانه وترك السلاح والعودة من الغي وعما حرمه الله ونشر الخير والصلاح بين الناس مستشهداً بقوله تعالى «يا أيها الذين امنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين». واكد العلامة البوطي أن هناك اناسا في بلادنا يدمرون ويقتلون ويحرقون وكأنهم يشنون حربا على المخلوق والخالق خلافا لما اراده الله سبحانه وتعالى الذي ميز الانسان عن سائر المخلوقات واستخلفه على الارض يبنيها بالعلم والجهد والعقل. وحذر البوطي خلال خطبة صلاة الجمعة من المسجد الاموي الكبير بدمشق أمس كل من خالف أمر الله سبحانه وتعالى واتجه في طريق البغي والطغيان وقتل الابرياء واغتصاب النساء من عقاب أكده الله مرارا وتكرارا في محكم تبيانه وقال ان الله سبحانه وتعالى جعل الانسان خليفة عنه في أرضه يقيم فيها المجتمع الانساني حسب موازين العدل التي شاءها سبحانه وعلمه أنه لا يستطيع النهوض بالمهام التي كلفه بها الا حين تتحقق له الاجهزة والوسائل ولتحقيق هذه الوظيفة أكرمه بمدارك العقل وما يتفرع عنها من العلم والمعرفة والابداع ومتعه بالقدرة وبسط يده على كثير من الممتلكات والاموال ومتعه بالقدرة على اتخاذ القرار وحرره من أسر قانون الغرائز. وأوضح البوطي أن العلم والقدرة والارادة المطلقة هي من صفات الربوبية وانما أكرم الله سبحانه وتعالى عبده بظلال من هذه الصفات ليسخرها في النهوض بعمارة الارض على النحو الذي أمره وأراده وأنزل عن طريق رسله وأنبيائه بيانا يلجم الانسان ويحجزه عن استعمال هذه الاجهزة من حدها المهلك الضار الذي يؤدي إلى الدمار والافساد. ولفت البوطي إلى أن من أصغى السمع من الناس إلى هذا البيان الالهي وعمر الارض وطبق العدالة سيشهد ثمرة عمله أما الفئة الأخرى التي لم تصن هذه المزايا وامتطت أعلى درجات بركان البغي والطغيان والاحقاد الخفية فسيأتي يوم يعاقبهم الله فيه على فجورهم ولابد أن يحيق بهم قضاء الله وقدره وسننه النافذة. وقارن البوطي بين نقيضين في تصرفات الانسان وعمله في سائر جنبات الارض.. أولهما اثار الدمار ومظاهر الحرق والقتل والافساد التي تتم على يد الانسان نفسه، وثانيهما مظاهر البناء والعمران واخضرار الجنان وتألق الحضارة المدنية الانسانية والتي تتم أيضا بيد الانسان موضحا أن الله سبحانه كرم الانسان وفضله على سائر خلقه وكلفه بعمارة الارض حضاريا وماديا، متسائلا كيف يمكن للانسان أن يستنبت غراس السلام وفي الوقت ذاته يدمر ويفسد ويقتل ويحرق. وتساءل البوطي أليس ما يفعله هؤلاء الضالون هو حربا مفتوحة على الله سبحانه معلنة أو مخفية، ألم يقرأ من يعلن رفع لواء الجهاد قول الله سبحانه لا خير في كثير من نجواهم الا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما. وتضرع البوطي إلى الله قائلا اللهم طهر بلدنا المبارك من كل من يريد سوءاً بدينه أو دنياه.. وكف أيدى الطغاة والبغاة والمارقين عن العباد الابرياء الامنين، واقطع سبيل الطغاة الذين يرسلون حمم الموت إلى أرضنا المباركة ومن فيها انتصر يا الله لعبادك المظلومين من الظالمين. |
|