|
أنقرة ومحاولة فرض حلول مفصلة على مقاس مشروعهم الاستعماري يؤكد حقيقة نياتهم العدوانية تجاه الشعب السوري الرافض لكل مخططاتهم التقسيمية, كما أن حالة التخبط والتناقض الواضح في التصريحات والمواقف التي يعلنها المسؤولون الأميركيون بين الفترة والأخرى تعكس مدى الارتباك الحاصل الذي تعاني منها إدارة بلادهم وحلفاؤها نتيجة تورطهم المباشر بما يجري في سورية من أحداث. وآخر الادعاءات الأميركية أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري اعتبر «ان واشنطن وأنقرة لديهما نفس الهدف بالتوصل إلى حل سياسي للازمة في سورية» وفق تعبيره مؤكدا «ان الولايات المتحدة تقف بقوة إلى جانب تركيا الحليفة بالناتو في محاربة الإرهاب كالقاعدة وغيرها من التنظيمات الأخرى» وتجاهل كيري حقيقة أن تركيا تشكل أكبر مأوى للمجموعات الإرهابية التكفيرية التي تعبث بأمن سورية والمنطقة ويعلن مسؤولوها على الملأ دعمهم لتلك المجموعات, وتناسى أيضا أن بلاده تقدم كل الدعم اللازم لتركيا للقيام بالدور المناط لها بهذا الشأن. واعتبر كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي احمد داود أوغلو في أنقرة أمس «أن الهدف هو التوصل إلى عملية انتقالية سياسية سلمية، وقال نحن نسعى لتعزيز لديمقراطية في المنطقة والعالم». و هنا تجاهل كيري أيضا أن بلاده و تحت هذه الشعارات غزت أفغانستان والعراق ما أسفر عن سقوط مئات آلاف القتلى وتهجير الملايين من شعبي البلدين، وأنها تستخدم تلك الشعارات كذرائع وحجج واهية للتدخل السافر في شؤون كل دولة لا تنضوي تحت عباءتها المتصهينة, وترفض سياساتها الإجرامية بهدف بسط هيمنتها ونفوذها على دول العالم. وأشار كيري إلى «أن الولايات المتحدة كانت تتحفظ على الجانب الذي تريد التعاون معه في المعارضة السورية ولكن فيما بعد توحدت تلك المعارضة وان عددا اكبر أصبح يشعر بارتياح تجاهها وان واشنطن وأنقرة تعاونتا لتقويتها» وتجاهل كيري انتقاد معاذ الخطيب رئيس (ائتلاف الدوحة) القرار الاميركى بإدراج «جبهة النصرة» على قائمة الإرهاب ودعوته واشنطن إلى التراجع عن هذا القرار, وتناسى كيري كذلك أن بلاده قدمت منذ البداية كل أنواع الدعم اللازم للمسلحين وتحريضهم على عدم تسليم سلاحهم ومواصلة جرائمهم ضد الشعب السوري. وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت أمس الأول أنها ستقدم 60 مليون دولار مساعدات إضافية للمعارضة السورية لتأمين حاجاتها اليومية حسب زعمها إضافة إلى تقديمها مساعدات طبية وغذائية للمعارضة و«الجيش الحر» الذي هو ميليشيا تكفيرية إرهابية مسلحة تقتل الأبرياء وتعتدي على الأملاك العامة والخاصة0 بدوره اجتر أوغلو مواقف بلاده الداعية إلى تدخل المجتمع الدولي في سورية زاعما حرص بلاده على «حياة وامن السوريين وعلى ضرورة تلبية حقوقهم بتحقيق عملية الانتقال السياسي», وتناسى هو الاخر أن حكومة بلاده هي رأس الحربة في المؤامرة على السوريين والتحريض على قتلهم وسرقة مقدراتهم وثرواتهم. واستجدى أوغلو الولايات المتحدة للتدخل في سورية وقال إن «الولايات المتحدة ليست عضوا دائما في مجلس الأمن فحسب بل هي اكبر قوة في العالم ومن الضروري تدخلها لوضع حد لما يجري في سورية» وتباكى أوغلو على معاناة السوريين زاعما أن «هناك الملايين من السوريين لا يستطيعون العودة إلى منازلهم وعلى المجتمع الدولي مساعدتهم لتأمين احتياجاتهم» وهنا تجاهل أوغلو أن حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا تمنع المهجرين إلى أراضيها بفعل الإرهاب من العودة وتضع عراقيل في طريق عودتهم في إطار متاجرتها بهم وعمدت عبر أدواتها الإرهابية إلى سرقة مئات المعامل في حلب وبيع الآتها في تركيا بأرخص الأثمان لضرب اقتصاد الشعب السوري والتضييق على معيشته. من جهة ثانية استجدى أوغلو «إسرائيل» بأن تغير موقفها من تركيا والعودة إلى علاقاتها السابقة معها وعلى حساب دماء الأتراك الذين ذهبوا ضحية وحشية كيان الاحتلال بالعدوان على سفينة مرمرة التركية. |
|