|
فضائيات
في البداية انوه أن تلك الاستضافة بهذا الشكل، أقصد هذا التباين بمواهب الضيوف الصغار جعل اللقاء غير تقليدي،ربما تأتي الصدمة منذ المقدمة التي تشير بأن اللقاء بطفل عبقري على أهميته أمر مبرر،أما بوجود طفلة ستكون ضيفة على نفس البرنامج اعتبرتها وفاء كيلاني متميزة وموهوبة في مجال الرقص الاستعراضي!يثير فينا رغبة وفضولا لنفهم هل المقصود وجود شريحتين من نفس العمر(11)عاما،واحدة ذهبت إلى أقصى درجات العبقرية في مجال العلم والثانية إلى أقصاها في هز الوسط. هل هي خبطة إعلامية تسجل للبرنامج أما أن هذه الخبطة وضعتنا أمام تساؤلات بعضها مبرر والآخر مستهجن. طفل آخر يقف بينهما،تدفعه رغبته الجامحة لممارسة موهبته (التصوير) حد التعرض للخطر،عندما وقف على سطح منزلهم لالتقاط ما ستدمره طائرات العدو الصهيوني في منطقته،في لحظة يمسك فيها بالكاميرا عينه على السماء كان يمكن للطيار الصهيوني أن يبادله نفس النظرات لكن على طريقته..ونحمد الله أن ذلك لم يحدث. تنشرح وفاء كيلاني وتفتخر وتزهو باستضافتها لأذكى طفل في العالم (محمود وائل)والذي بلغ معدل ذكائه في اختبارات الذكاء(155)درجة،ما دفع د. أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء للإصرار على مقابلته وإهدائه أحدث كتبه،قريبا سيدّرس أحمد الطفل المصري، مادة الكمبيوتر في الجامعة الأمريكية،لطلاب كليات الهندسة وتكنولوجيا المعلومات تسأله كيلاني عن طموحه: يجيب أن يكون أصغر من يحصل على جائزة نوبل في العالم ويهزم د.أحمد زويل كما وعده،وليكون مخترعا في مجال الكمبيوتر ليفيد بذلك مصر والعالم العربي. أرادت وفاء أن تكون عقلانية بحوارها مع الطفلة التي تريد أن نسيمها الراقصة الاستعراضية لكن (الراقصة)فقط،فهذا مرفوض بالنسبة لها،وفاء المحترفة بإثارة استفزاز الضيف أرادت استفزازنا هذه المرة،عندما طالبت هذه الطفلة بتقديم وصلة رقص،لنكتشف رقصا شرقيا بحتا،لا استعراضا فنيا على الإطلاق،من منطقها أن اللؤلؤة لاقيمة لها وهي داخل صدفتها،وعليها أن ترينا ما بداخله وما فوقها أيضا لهذا بدت تلك الطفلة ببدلة الرقص تلك كنبتة تحمل أشواكها تغطيها الألوان والأصباغ.بمكر ودهاء تسألها وفاء عن الأجر الذي تتقاضاه في الليلة الواحدة ولتدعي المقدمة أنها تفاجأت بالمبلغ (130)جنيه،:أليس المبلغ قليلاً جدا على هذه الموهبة؟! حرفية المقدم وذكائه ليس بالضرورة أن يكون مباشرا، التورية بجرأة ،جرأة المقدم لفضح بشاعة امتهان الطفولة تسجل لوفاء. ظواهر تنمو في المجتمع المصري :أطفال في رحم التشكل تنمو على قرع أصوات الجنيهات تتآكل على لهيب التصفيق و(النقطة)رغم أن البرنامج أتاح الفرصة لأصحاب المواهب بالظهور والإعلان عن نفسها كخوارق، أيضا استعرض مشكلاتهم وحاول أن يخترع أغطية كلامية على شكل نصائح لكنه طرح تساؤلات يبدو أننا لن نجد لها وعلى المدى الطويل والقصير إجابات شافية،منها على سبيل المثال أن المقارنة بين فيل وبعوضة..وبين معجز خارق، وموهبة مخترقة وممتهنة يصيبنا (بالجمدة)، ألا يصب فقط في خانة إنجاح حلقة من برنامج «بدون رقابة»، أليس لدينا ثروات كثيرة طاقات أكثر مما لدينا مواهب كبيرة تضيع هباء منثورا وتذهب باتجاه الربح والخسارة(عمالة الأطفال). أطفالنا العباقرة والموهوبين وحتى العاديين منهم يصيحون بنا وبكل الفضائيات العربية النائمة والمسترخية والمشغولة بقصص الفنانات المغريات السابحات والذاهلات عنا الغارقات في بحر عسلهن(من يستطع شيئا ويمتنع عنه يرتكب خطيئة) |
|