|
رؤيـــــــة لفت غسان سلمان أنظار الناس ومنهم الصحفيون منذ دوره السينمائي الأول في فيلم ( ليالي ابن آوى) في آخر الثمانينات،حيث ارتدى ثوب الإنسان الريفي البسيط ثم ما لبث أن برز في أعمال تلفزيونية كثيرة تارة مخرجا وتارة ممثلا. وعرفته عن قرب أكثر عندما كنت أتابع أعماله في مواقع التصوير ولاسيما تلك التي كانت بتوقيعه. وكانت المفاجأة عندما قال لي ذات مرة : هل تعرف أني أعرفك قبل أن أصبح ممثلا. قلت له:هل تعني أنك كنت تزور جريدة الثورة من قبل. قال: لم يكن الأمر موضوع زيارة،وزاد لتكون المفاجأة أكبر،بل وعملت معك أيضا, هنا تحولت المفاجأة إلى دهشة ،وعندما رأى الدهشة ترتسم على وجهي، قال: ألم تعمل محررا مناوبا، يبدو أن ذاكرتك غير يقظة الآن،أنا كنت أعمل في قسم مونتاج المطبعة . وحدثني أنه عندما بدأ الدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية وكان في عداد دفعته الأولى ،كان يدرس نهارا في المعهد،ويعمل في قسم المونتاج بمطبعة جريدة الثورة ليلا ليتمكن من تأمين احتياجاته الضرورية ،بمعنى انه كان إنسانا عصاميا ،اعتمد على نفسه منذ مطلع حياته العملية ،وبقي على تلك الحال حتى بعد ان نال نصيبا من الشهرة والرسوخ في عمله ،فلم يدخل في الشللية والمحسوبية،أو اتباع الأساليب الملتوية لتحقيق فرصة عمل. وكنت أسر عندما ألتقي به في مديرية الإنتاج التلفزيوني وهو يقف أمام زملائه من المخرجين والفنانين ويقول: كنت زميلا للأستاذ في جريدة الثورة. ودعاني أكثر من مرة إلى مائدة الطعام فأعتذر ، وآخر مرة التقيت به قال لي: متى ستجري معي مقابلة في الجريدة ؟ وأجبته :أنا حاضر في أي وقت ، الآن إذا أردت. فقال :نتفق على موعد ،يبدو الآن أن قلبي متعب. قلت له :سلامة قلبك. والآن بعد أن تلقيت الخبر المفجع أقول :سلاما على روحك أيها الزميل والفنان, عرفتك طيبا جميلا في تعاملك مع الآخرين ،فلتهدأ روحك بعد أن غادرت جسدك المتعب . |
|