|
صفحة اولى وإزالة صاعقها سوف تبقى على أراضي الدول التي تغزوها وتحتلها وتتمركز قواتها فيها، وذلك لخلطها بين التكتيك والاستراتيجية، وجهلها بما قد يصدر من ردود فعل لدى الدول والجهات المستهدفة باعتداءاتها والمتضررة من سياساتها الرعناء، وأن ذلك الرد سوف يفوق حجم العدوان الذي تنفذه والحماقة التي سوف تقدم عليها. شوكة أميركا اليوم تنكسر، وأحلامها تتحطم على صخور محور المقاومة الصلب، وسوف تواجه ذلاً لم تكن تتوقعه أو تتخيله، ولن تسير سفن صلفها وغطرستها، كما تشتهي رياح مخططاتها المرسومة والمعدة مسبقاً لخرق أجواء الدول وسيادتها وانتهاك أمنها واستقرارها، لأنها سوف تتلقى رداً صاعقاً في كل مرة، أقوى وأشد ضراوة من سابقه، وهو ما يدل على خطأ حساباتها، وعدم قدرتها على دراسة الظروف والمتغيرات الطارئة. ما أقدمت عليه واشنطن مؤخراً، يضعها في مواقف لا تحسد عليها، حيث اختارت لنفسها تلك الظروف القاسية، وباتت مصالحها في دائرة الاستهداف، وسوف يجعلها ذلك مكرهة على إخلاء المواقع أو «القواعد» التي ناورت كثيراً من أجل البقاء فيها، وهي وإن كانت ستخليها مجبرة عاجلاً أم آجلاً، فقد عجّل العدوان الذي نفذته، واستدعى الرد الحاسم باقتلاعها مكسورة الجناح، تلملم عتادها وآلياتها تجنباً للوقوع في شباك الانتقام التي سوف تمتد أكثر بين وعلى أطراف المناطق التي تتواجد فيها، بعد أن فرضت طبيعة الرد مرحلة جديدة من المواجهة. منذ بدء الحرب الإرهابية على بعض دول المنطقة، والمحور المقاوم يتصدى بكل إمكانياته لتلك الحرب الغربية الصهيونية الغاشمة، ورعاة الإرهاب وعلى رأسهم أميركا يظنون أن إمعانهم في التصعيد، سينال من هذا المحور، غير مدركين أن النتائج لن تكون لمصلحتهم، ولم تكن بحجم التوقعات، وبالتأكيد سوف يخرجون في النهاية من هذه الحرب مهزومين مندحرين. في كل مرة يجد فيها أعداء سورية أنفسهم محشورين في زوايا الانتقادات الداخلية، يصدّرون أزماتهم التي يعيشونها إلى الخارج، بهدف تحييد أنظار شعوبهم عن مشكلاتهم الأساسية، ومن يستعرض سريعاً ما يجري في أميركا من إجراءات لعزل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتظاهرات الشعبية في فرنسا، وقضايا الفساد التي تواجه رئيس وزراء الكيان الغاصب بنيامين نتنياهو، يدرك سريعاً الوجه الآخر للهدف من التصعيد ضد دول المنطقة. |
|