تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ملتقى البعث الحواري لفرع جامعة دمشق للحزب يناقش الإطار الدولي والإقليمي والداخلي للأزمة.. المفتاح: مواجهة الفكر الظلامي والتكفيري تتطلب جيشاً من المثقفين ورجال الدين والاكاديميين

دمشق
سانا- الثورة
صفحة أولى
الثلاثاء 12-11-2013
تركزت مداخلات المشاركين في الملتقى الحواري الذي اقامه فرع جامعة دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي أمس حول الاطار الدولي والاقليمي والداخلي للازمة في سورية اسبابها وتداعياتها وذلك على مدرج الجامعة.

واكد الدكتور خلف المفتاح عضو القيادة القطرية للحزب رئيس مكتب الاعداد والثقافة والاعلام ان الازمة في سورية بابعادها المختلفة تأتي في اطار حرب تشن ضد سورية ومنظومة المقاومة والفكر العروبي والقومي والحضاري لافتا الى ان مواجهة الفكر الظلامي والتكفيري تتطلب جيشا من المثقفين ورجال الدين والاكاديميين.‏

واعتبر المفتاح ان الانتصار الذي تحققه سورية في مواجهة الارهاب يعود بشكل اساسي الى صمود شعبها وتضحيات الجيش العربي السوري والى ما حققته من نمو وتطور منذ الحركة التصحيحية والعلاقات الدولية التي تربطها مع الدول الصديقة كروسيا والصين وايران مشيرا الى ان الجيش السوري في دفاعه عن سورية ووحدتها يدافع عن الامة العربية.‏

بدوره أكد الامين العام الاول للحزب الشيوعي السوري الموحد حنين نمر أن سورية تخوض صراعا ضد الهيمنة الغربية والتدخل الخارجي في شؤونها الداخلية مشددا على انه لا يمكن ان تكون الخيانة مجرد رأي ولا يمكن أن يكون استدعاء التدخل الاستعماري مجرد وجهة نظر.‏

وأشار نمر الى أن المعركة الدائرة اليوم ضد سورية وعليها هي من أشرس المعارك التي شهدها العالم منذ القرن الماضي وانخرطت فيها معظم الدول الاساسية وتشعبت وتعقدت وأصبحت معركة تدخل خارجي استعماري ذات أبعاد اقتصادية وثقافية مبينا أن سورية بقيت منيعة على مدى سنوات طويلة ومنذ استقلالها دون أن يستطيع أحد أن يفرض عليها اي نظام سياسي رغم كل الاعتداءات والمؤامرات التي حيكت ضدها وذلك لرفضها مبدأ التبعية واصرارها على قرارها الوطني المستقل.‏

ورأى نمر ان عنوان المرحلة الحالية هو بناء الدولة الديمقراطية المعاصرة خاصة أن الدولة هي أرقى شكل من أشكال تنظيم المجتمع كونها عنصر ربط أساسيا للمجتمع وهي القادرة على حشد الموارد وانفاقها ضمن خطة مركزية في حين يشكل تقسيم الدولة مرحلة تجاه ازالتها.‏

واعتبر أن الحفاظ على مؤسسات الدولة وبناها التحتية وتحويلها الى المجتمع الديمقراطي التعددي وتعزيز المشاركة يحتاج لديمقراطية تحقق مصلحة الشعب وتحافظ على معادلة الدولة الديمقراطية الوطنية وبناء اقتصاد متعدد ضمن خطة شاملة ومتوازنة وتوزيع عادل للثروة وتحفيز القطاعات الانتاجية لزيادة مساهمتها في الناتج الاجمالى المحلي لافتا الى أن التجربة أثبتت أن نظام الاقتصاد الحر يجعل الاقتصادات الوطنية رهينة للاقتصادات الغربية وتحولها الى سوق لتصريف منتجاتها وبضائعها.‏

بدوره رأى الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب في مداخلته حول الازمة في اطارها الاقليمي ان الازمة في سورية هي نتاج مخطط وضعته الدوائر الصهيوامريكية لاستهداف الدولة السورية من خلال استغلال جماعة الاخوان المسلمين والدول المرتبطة بها عضويا عقب اسقاط الانظمة الجمهورية في كل من تونس ومصر وليبيا.‏

واوضح ان الجامعة العربية كمنظمة اقليمية كانت الاداة في تنفيذ كل السياسات المرسومة للدول العربية على المستويين الاقليمي والدولي لتكون رأس الحربة في تقسيم السودان والانقضاض على ليبيا ومن ثم سورية وان كل هذه السياسات تسعى برمتها الى تصفية القضية الفلسطينية من خلال استهداف قوى المقاومة والدول الداعمة لها.‏

واعتبر جمعة ان السعودية تمثل الشريك الحقيقي لتنفيذ المشاريع الامريكية في المنطقة لانها تعمل تحت وهم قيادة المنطقة والسيطرة عليها وان الاختلاف المشاع بينهما هو اختلاف وهمي مؤكدا ان من يستغل المال لقتل ابناء الشعب السوري لن يستطيع النيل من انتماء ابناء سورية القومي والوطني والحضاري.‏

من جهتها أشارت رئيسة حزب الكتلة الوطنية قيد التأسيس مروة الايتوني الى ان سورية تتعرض لمؤامرة ذات ابعاد اقتصادية وبشرية تستهدف استنزاف قواها البشرية والمادية والمجتمعية مبينة أن الازمة في سورية أثرت بشكل كبير على الاقتصاد الوطني وسوق العمل خاصة ان المعامل معظمها يتركز في الارياف حيث تعرضت للتخريب والنهب الممنهج والمتعمد من قبل الارهابيين.‏

ولفتت الايتوني الى ضرورة التعويض على المتضررين الصناعيين وفق نسب محددة واعطائهم قروضا طويلة الاجل لمساعدتهم على الاقلاع بمشاريعهم وتشغيل معاملهم واتباع سياسيات مالية واقتصادية لرفع قيمة العملة الوطنية وتعزيز مشاركة الصناعيين في القطاع الخاص بعملية اتخاذ القرار.‏

وخلص الدكتور ماجد شدود استاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق الى ان صمود سورية شكل احد اهم عوامل بروز دور القوى الجديدة في العالم كروسيا والصين وان سورية بصمودها وتضحيات جيشها تضع المرتكزات الاساسية لبروز نظام دولي جديد يرتكز على الحرية والمساواة وانهاء السيطرة احادية القطب.‏

واشار الى ان الازمة في سورية احدثت ايضا تغيرات ايجابية في المجتمع الدولي في ظل ايجاد تجمعات دولية كدول البريكس والالبا التي تلعب دورا اقتصاديا رائدا على مستوى العالم الى جانب دورها السياسي مبينا ان هذا التوجه الجديد في العلاقات الدولية يرافقه تآكل القوى البنيوية الامريكية والغربية التي كانت طوال عقود من الزمن تحاول الهيمنة على العالم والتفرد بادارته وهي ذاتها القوي التي حاولت استخدام العالم العربي عبر تفتيته اقتصاديا وجغرافيا وسياسيا لمحاصرة هذه القوي الصاعدة ولا سيما روسيا والصين.‏

وواوضح الدكتور عابد فضلية رئيس الجلسة اهمية الحوار بين الشركاء في الوطن من احزاب وفعاليات سياسية واقتصاية واجتماعية ومثقفين واكاديميين لوضع تصورات للحل السياسي في سورية وتجسيد الروح التشاركية لدي السوريين. ولفت الى ان الحرب التي تواجهها سورية في احد جوانبها تعتمد على الجانب الاقتصادي عبر اجراءات وعقوبات وحصار لا يكلف الدول المتآمرة اي تكاليف اضافية فيما تؤثر بشكل عميق على القوى البشرية والشعب السوري في كل المجالات.‏

وتركزت مداخلات المشاركين في الملتقى على ضرورة البحث في سبل الخروج من الازمة قبل الخوض في اسبابها واعادة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة والعمل على بناء مجتمع العدل والمساواة في اطار من المسؤولية التشاركية بين كل اطياف الشعب السوري وفعالياته مؤكدين ان الحل يجب ان يبقي سوريا وان سورية ستبقي مستهدفة ومحاصرة الى ان تنتصر بقوة شعبها وجيشها.‏

واوضح فضل الله ناصر الدين امين عام الحزب الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي ان العالم العربي يعيش حالة من الاحباط الجمعي والانكفاء السياسي جراء غياب الوعي القومي وان تحول العالم الى قرية واحدة لم يحقق العدل والمساواة للشعوب واظهر جملة من التناقضات التي تحكم العالم على اساس القوة في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.‏

بدوره أكد الدكتور محمد توفيق البوطي رئيس اتحاد علماء بلاد الشام ان استغلال العباءة الدينية لما يجري في سورية يسعى الى ضرب قوى المقاومة والاسلام الحقيقي الذي تمثله سورية وان دولا كتركيا وقطر والسعودية لا تمثل الا ادوات رخيصة لتنفيذ هذه السياسات.‏

واعتبر ان قوى الشر في العالم ارسلت الى سورية بعض المتأسلمين الجدد ومنهم من ينتمي اساسا للصهيونية والمجموعات الارهابية التكفيرية لغايات تستهدف تشويه صورة الاسلام لافتا الى ان هذه المجموعات دفعت الى وسائل الاعلام المرافقة لها كل ما من شأنه خلق صورة عن الاسلام كدين همجي ومشوه.‏

ورأى الشيخ نواف الملحم رئيس حزب الشعب ان الشعب السوري يتطلع الى بناء سورية الجديدة على اسس قوية بعد هذا الصمود الذي يجعله على اعتاب الانتصار على الحرب الكونية التي تشن ضده بفعل تضحيات جيشه وتفاني ابنائه المخلصين.‏

وشدد الدكتور جمال المحمود امين فرع الجامعة لحزب البعث ان الازمة في سورية هي حرب استعمارية عبر عدوان هستيري عسكريا وسياسيا واقتصاديا واعلاميا ومذهبيا على الدولة السورية الوطنية مشيرا الى ان التدخل الخارجي في سورية كان واضح المعالم منذ بداية الازمة وان ما يسمى بمجموعة اصدقاء سورية ووجود المسلحين من 83 دولة في صفوف المجموعات الارهابية المسلحة يمثلان اوجه التدخل الخارجي.‏

ولفت المحلل السياسي الدكتور احمد الحاج على الى ان سورية بفعل صمودها دفعت الدول المتآمرة عليها للبحث عن المخارج و ايجاد الحلول داعيا الى ابراز التضحيات التي يسطرها الشعب السوري وجيشه في مواجهة الارهاب العالمي ومواكبة هذا التضحيات والانجازات بمحاربة الفساد.‏

حضر الملتقى الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية واحمد الاحمد امين عام حركة الاشتراكيين العرب وعضوا القيادة القطرية للحزب الدكتور مالك علي وزير التعليم العالي وفيروز الموسي رئيس مكتب التربية والطلائع القطري ورئيس جامعة دمشق الدكتور محمد عامر مارديني ورئيس اتحاد الصحفيين وامين فرع القنيطرة لحزب البعث وعدد من اعضاء مجلس الشعب والهيئة التدريسية في الجامعة والمكتب التنفيذي لاتحادي الصحفيين والكتاب ونقابة المعلمين.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية