|
الملحق الثقافي الاجتماعية، ومكافحين للتخلص من الواقع البائس الذي يعيشونه. اعتمد السخرية في كتاباته، فحقق أدبه قبولاً لدى كل الشرائح الاجتماعية. شاعت كتبه في كل مكان، ونال احتراماً ورواجاً كبيرين، ما جعله خالداً عبر الزمن. ولد لوقيان في بلدة سميساط على نهر الفرات سنة 125م، من أسرة متدينة. درس في بلدته الأدب اليوناني والسَّرياني. انتقل إلى الرُّها ودرس كتابات مليطون السرديسي في الدفاع عن الدين المسيحي، وضد تعدد الآلهة، وعبادة الأصنام وضد البدع، كبدعة مرقيون المنسوبة إلى الهند والمجوس. انتقل لوقيان سنة 142م، إلى أنطاكية عاصمة الثَّقافة والأدب السُّوريّ، ليتعلم حرفة النحت من خاله. ثم عاد إلى سميساط، تاركاً مهنة النحت، متجهاً إلى الأدب، بعد أن رأى حلماً غيّر مسيرة حياته. درس اللاهوت في اللاذقية على لوقيان فيلمون، فألّف كتابه «برقرنيوس» تحدث فيه عن حصيلة تجربته هذه. كانت حياة لوقيان زاخرة بالخبرات، وبرز فناناً يحسن صنع التماثيل من الشمع، ويقال إنه كتب 82 قطعة أدبيَّة. ارتحل لوقيان السميساطي إلى أثينا، ومن أثينا انتقل إلى الإسكندريَّة، حيث درس فلسفة أفلاطون وأرسطو وفيثاغورس، واتصل بالحاكم لوسيوس فاروس، الذي عينه مدرساً في جامعة الإسكندريَّة، وبقي فيها من عام 162 وحتى عام 165. عاد لوقيان إلى أثينا، واستقر فيها حتى وفاته سنة 210م. صور في كتابه «الرؤيا» طريق دراسة الأدب عبر رحلة طويلة قام بها في الحلم. كتب «المحاورات الهجائية» و»الكتابات البلاغية» و»الكتابات الأدبية» و»الكتابات النقدية» و»فلسفات للبيع» الذي ألفه في نهاية حياته في أثينا، والذي يعتبره بعض النقاد أعظم كتبه، تعرض فيه للفلاسفة الذين يشكون في قدرة العقل على معرفة كنه الأشياء وعلى الوصول إلى المعرفة اليقينية. عرض لوقيان آراء الفلاسفة المشهورين، معتمداً على كتابات ديوجين اللائرسي الذي عاش في القرن الثَّالث قبل الميلاد. وفي كتابه «الآلهة السورية» وصف للمعابد والهياكل المنتشرة في شمال سورية. أما كتابه «قصة حقيقية»، فيعتبر أعظم قصة خيالية ظهرت في الأدب السوري القديم، وفيها يهزأ من الشعراء والمؤرخين والفلاسفة الذين تمتلئ كتاباتهم بالأساطير، وعلى رأسهم هوميروس صاحب الإلياذة والأوديسة. " okbazeidan@yahoo.com |
|