|
الملحق الثقافي مزاد علني يقام في لندن الشهر القادم، وتتضمن هذه المسودات التنقيحات والتعليقات – أو بالأحرى التصحيحات – التي أجراها الكاتب على روايته المذكورة، كما يتضمن رسومات شخصية له عن صديقه المقرب جيمس جويس. وتعد هذه المخطوطات النادرة لبيكت وثيقة أدبية تحتوي على أهم الملاحظات الأولية لهذه الرواية، ومن المقرر أن يصل سعر هذه المخطوطة إلى أكثر من مليون جنيه استرليني. ودونت هذه المخطوطات في ست دفاتر مليئة بالحذف والشطب، كما تحوي بعض صفحاتها على رسومات – سكيتشات – وبخطوط سريعة، عن صديقه جيمس جويس، والفنان الكوميدي تشارلي تشابلن، ورسومات شخصية لمعالم وجهه أيضاً. ويذكر أن الفنان تشابلن تأثر كثيراً بمسرحية بكيت “في انتظار غودو”. وتعد الصفحات الـ 11 الأولى استعراضاً كافياً لما تحتوي عليه من التغيرات والتنقيحات والإجراءات المتخذة بحق هذا العمل، حتى ظهر بصورته الأخيرة. فقد جاء فيها: “أشرقت الشمس لأنها وحدها التي تشرق على لا جديد”.
وصارت في النسخة المنشورة: “أشرقت الشمس على لا شيء لأن لا خيار آخر لديها”. كتبت هذه المخطوطات في الفترة الممتدة ما بين شهر آب من عام 1935 وشهر حزيران من عام 1936، ويصف المشرف على المزاد في دار سوذبيز المخطوطة على أنها “أهم مخطوطات بيكت، التي ظهرت للبيع في أسواق المزاد، وهي مهمة جداً لكل المتخصصين والدارسين”. ويرى أن السعر الأولي الذي قد تصل إليه هذه المخطوطة هو من 800.000 إلى 1.2 مليــون جنــيه إسترليني. والمخطوطة مختلفة، كلياً، عن النص النهائي الذي صارت عليه هذه الرواية في صيغتها الأخيرة، وقد نشرت في عام 1938، وهي، بالتالي، مادة مهمة لكل المهتمين، إضافة إلى جامعي التحف الفنية النادرة والمخطوطات. يقول غابرييل هيتون عن هذا المزاد: “إنها مخطوطة مميزة جداً، إذا كنت تمتلك تصوراً عن أسلوب بيكت في الكتابة، فهي جهد يستحق الاهتمام والمتابعة من الجمهور، وهي تحتوي على مادة علمية كبيرة، ومن النادر أن تعرض مثل هذه المخطوطات في المزاد، وهي بالتأكيد ستثير فضول الكثير من المهتمين بهذا الشأن”. ويعتقد هيتون أن هذه المخطوطات تفيدنا بأول عمل أدبي للكاتب يمكننا من ملاحظة الكيفية التي حصل وفقها التطور في أفكار الكاتب نتيجة لعزلته، وهي مزيج رائع بين الفلسفة والإحساس المرهف الشاعري، والذي يمكن أن نطلق عليه الـ «الأسلوب البيكتي» الاهتمام بفكرة الحرمان، والفقر، والمومس، والبغاء، والدعارة وكل قبائح الحياة، والتي يمكن أن نتبين انتقالها بأسلوب واقعي وجميل جداً في كتاباته. أما الرسومات التي تتعلق بجيمس جويس فيفيدنا هيتون بأنها تكشف مدى الاهتمام الكبير بـجويس أدبياً. حصل بيكيت على جائزة نوبل للآداب عام 1969 بسبب أسلوبه الروائي المبتكر الذي برز فيه، ورواية “مورفي” نشرت قبل ظهور “في انتظار غودو” أكثر أعماله الأدبية شهرة، وذلك في عام 1953 وقد واجهت صعوبة كبيرة قبل أن تنشر للمرة الأولى، إذ أنها رفضت أكثر من 40 مرة من قبل الناشرين. وبالعودة إلى المخطوطة المذكورة فإنها عرضت في دار سوذبيز في نيويورك من الفترة 5-10 من شهر حزيران الحالي، ومن ثم في دبلن في يوم 17 من الشهر الحالي، أما في لندن فسيكون عرض هذه المخطوطة في الفترة من 9-10 من شهر تموز المقبل. |
|