|
ثقافة أنا شخصياً أكتب الشعر والدراسات النقدية الأدبية منذ ثلاثة عقود فما قيمة ماكتبته أوكتبه غيري إذا لم يكن معنياً بالهم العربي الوحدوي وبالهم الفلسطيني أو العراقي أو السوداني، بالتأكيد هنالك أدب عنصري صهيوني يقابله أدب مقاومة فلسطيني من كبار رموزه الشاعر الراحل محمود درويش. أنا لا أقول بالأدب الإيديولوجي ولا بالأدب الذي يخلو من الإيديولوجيا فالأدب الرفيع شعراً كان أم قصة أم مسرحاً يوحي إليك ببعده السياسي والإيديولوجي دون الوقوع في المباشرة. بالتأكيد مرت معنا نماذج عديدة من الأدب السطحي الدعائي الإيديولوجي بحيث أعمته الإيديولوجيا وسيطرت على النص وأفقدته رونقه الإبداعي. في رسالة كتبها الشاعر الألماني غوته إلى الفيلسوف المادي التاريخي كارل ماركس يقول غوته: «إن النظرية تبقى رمادية اللون، أما شجرة الحياة فتبقى خضراء دائماً». في كتابه النقدي المهم (واقعية بلا ضفاف) يذهب المفكر الفرنسي روجيه جارودي إلى اعتبار المدرسة السريالية الشكل والنموذج الأحدث للواقعية- فالواقع في بعض الأحيان يتفوق على الخيال كما في الواقع الفلسطيني أو في واقع زلزال جزر هاييتي. لقد استطاع الروائي المصري نجيب محفوظ وخاصة في روايته الواقعية (أولاد حارتنا )أن يقيم حواراً فلسفياً عالياً حول الوجود والصيرورة بين أبطال بسطاء غير مثقفين، فالثقافة العضوية المتوارثة هي الشكل الأصدق والأكثر أصالة وتعبيراً عن جوانية ودواخل أي مجتمع بسيط على حين نجد أن الثقافة الأكاديمية القائمة على التخصص هي ثقافة تركيبية معنية بوسائل تطوير الحياة وهي لاتعبر عن روحانية أي شعب. |
|