تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إلى متى يبقى العطش ملازماً لسكان ريف بانياس والقدموس ؟ مدير عام مؤسسة المياه : باشرنا الضخ من بئر جديدة الجرد.. وننتظر وصول الاعتمادات لإنجاز واستثمار خط الجر الثاني

مراسلون
السبت 2-6-2012
هيثم يحيى محمد

إذا كانت شكاوى سكان ريف بانياس والقدموس في محافظة طرطوس من العطش كثيرة خلال فصول الخريف والشتاء والربيع الماضية.. فكيف ستكون هذه الشكاوى خلال فصل الصيف القادم؟

لقد بدأت وتيرة الشكاوى ترتفع يوماً بعد يوم كلما اقتربنا من فصل الصيف..‏

أولاً بسبب نقص المياه الحاد في هذه الفترة وثانياً بسبب الخوف من النقص في الأيام والأسابيع القادمة وثالثاً للمطالبة بتحسين الواقع في المشاريع المنفذة واتخاذ الإجراءات اللازمة لتشغيل المشروع الجديد في ( الجديدة ) الذي يغذي عشرة قرى ثمانِ منها تابعة لمنطقة بانياس واثنتان لمنطقة القدموس حيث لم تباشر المؤسسة بضخ المياه إلى السكان بحجة عدم قيامهم بالاشتراك وتركيب العدادات.‏

هذه الشكاوى التي تلقينا العديد منها خلال الأسابيع الماضية من عدد من المواطنين ومن مختار قرية ( الشندخة ) كانت الدافع لنا لمتابعة الجهات المعنية من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة المشكلة التي يعاني منها سكان تلك القرى والتي سبق وكتبنا عنها عدة مرات في أعداد سابقة إثر جولات ميدانية قمنا بها إليها.‏

جولة ميدانية‏

-مدير عام مؤسسة مياه طرطوس المهندس نزار جبور وفور وضعه بصورة الشكاوى اتفقنا على أن نقوم بجولة ميدانية لتلك القرى لمعالجة ما يمكن معالجته من أسباب نقص المياه.. ولوضع أسس بالتعاون مع الأهالي لبدء ضخ المياه من مشروع بئر ( الجديدة ) .. وفعلاً قمنا بجولة ميدانية يوم السبت الماضي 19/5/2012 .. وخلال الجولة التقى المدير العام بأمين الفرقة الحزبية ورئيس البلدية في قرى (الشندخة – الجديدة – مصيات – وادي الخربة – خربة السنديانة – وادي الغار – نحل الجرد – بيت جاش) وبمخاتير تلك القرى وعدد من مواطنيها وحضر اللقاء مدير الوحدات في المؤسسة ومدير مركز المؤسسة في بانياس.‏

وتم خلال اللقاء الاستماع إلى شكاوى وهواجس المواطنين من العطش وإلى مقترحاتهم لمعالجة المشكلة.‏

كما تم الاستماع إلى حديث المدير العام المتضمن إجراءات المؤسسة لمعالجة مشكلة العطش, وبالنتيجة تم الاتفاق على حثّ الناس الذين لم يتقدموا بطلبات اشتراك لتقديم الطلبات وتركيب العدادات بالسرعة الكلية.‏

كما تم تكليف مدير مركز بانياس م. فؤاد ليفا بالبدء بضخ مياه الشرب إلى القرى المستفيدة خلال أسبوع .‏

وبعد اللقاء توجهنا إلى عدة قرى تابعة لقطاع منطقة القدموس ( دير الجرد – رام ترزة – بدوقة – حدادة – شمسين – الطواحين) حيث تبين أن العطش مازال يدقّ أطنابه في تلك القرى كما أكد السكان الذين التقيناهم على أرض الواقع خلال مرورنا في القرى المذكورة خاصة وأن ساعات وصول المياه إليهم لا تتجاوز بضع ساعات كل أسبوع أو كل عشرة أيام وأحياناً أكثر من ذلك بكثير كما حصل في الشهور الماضية.‏

مشروع نعمو الجرد‏

وفي ختام الجولة التي استغرقت يوماً كاملاً سألنا المهندس جبور عن مشروع نعمو الجرد وعن إجراءات المؤسسة لإيصال المياه إلى السكان الصيف القادم وفق برنامج زمني محدد يحدّ من العطش, ويعالج النقص الكبير الحاصل عند السكان القاطنين فوق الطريق العام في قرية نعمو وفق ما أكده لنا عدد منهم فقال : إن المشروع المذكور يروي قرى ( نعمو الجرد – المرانة – الدردارة – مزرعة المشيرفة – وادي البركة – التون الجرد – الفروخية – بصرمون – كعبية عمار – العليقة – مزرعة بيت أمين – الغنـصلة) وعدد المشتركين /2246/ مشتركاً وغزارة المشروع بعد استثمار البئر المحفور في المحطة الأولى /85/م3/سا وقد قامت المؤسسة بالإجراءات التالية لتحسين واقع المشروع :‏

-حفر واستثمار بئر في المحطة الأولى بغزارة 51م3/سا عام 2010.‏

-استبدال تجهيزات في المحطات الأولى الثانية والثالثة والخامسة بما يتناسب مع الغزارة الجديدة.‏

-إجراء دراسة لاستبدال تجهيزات في المحطة السادسة وهي قيد الإعلان.‏

-حفر وإكساء بئر داعم في المحطة الرابعة بغزارة 13م3/ساعة وتم التريث باستثماره هذا العام بسبب تخفيض الاعتمادات المالية.‏

-تنفيذ خزان أرضي سعة 50م3 في قرية نعمو الجرد لتحسن الضاغط في شبكة القرية.‏

-يتم تنفيذ خزان عالي سعة 60م3 في قرية كعبة عمار لتحسن الضاغط في شبكة القرية ونسبة التنفيذ 80%.‏

-تم تكليف وحدة مياه بانياس بوضع برنامج لتوزيع المياه في قطاع المشروع للمواطنين بالتنسيق مع الجهات المعنية إضافة لإجراء دراسة لتنفيذ خط إضافي ضمن قرية نعمو الجرد لتأمين المياه إلى المنازل المرتفعة.‏

مشروع الجديدة‏

وعن مشروع الجديدة وطاقته وتكاليفه والقرى التي يغذيها وأسباب عدم ضخ المياه للسكان حتى الآن والخطوات الجارية لاستثمار المشروع.. فقدأكد جبور أن المشروع يتضمن استثمار بئر بغزارة 70م3/ساعة لتخديم /10/ قرى بعدد سكان حوالي /6000/ نسمة هي ( جديدة الجرد – وادي الخربة – خربة السنديانة – الشندخة – نحل الجرد – وادي الغار – بيت جاش – بلوسين – دير الجرد ) ويتكون من عشر محطات ضخ وبكلفة إجمالية تقارب /200/مليون ليرة سورية بدون الربط الكهربائي.‏

وقال جبور: إن تأخر ضخ المياه من المشروع للمواطنين جاء نتيجة لعدم الاستجابة المطلوبة منهم بتنظيم اشتراكات مياه رغم التسهيلات التي قدمتها المؤسسة ( تقسيط كلفة الاشتراك – إرسال لجان من وحدة مياه بانياس لإجراء الكشوف وتنظيم الاشتراكات مبدئياً) .‏

ونتيجة قيام الإدارة بعدة جولات ميدانية على المشروع والقرى المستفيدة ومحاورة الأهالي وآخرها الجولة التي تمت بحضوركم بتاريخ 12/5/2012 فقد باشر المواطنون بتنظيم الاشتراكات التي بلغت لغاية تاريخه /775/ اشتراكاً من أصل /1345/ وصلة منفذة مع الشبكة الرئيسية وتم إعطاء المياه للقرى التالية (دير الجرد – الشندخة – بيت جاش – خربة السنديانة – مصيات) وتتابع اللجان عملها بالتنسيق مع الجهات المعنية باستكمال العمل بوتيرة جيدة بغية الانتهاء من تنظيم الاشتراكات وإزالة المخالفات ( وصلة بدون عداد ) لباقي القرى وتزويدها بالكامل بالمياه وفي حال التجاوب من قبل أهالي القرى يمكن إعطاء المياه لكافة القرى نهاية هذا الشهر.‏

وقرى القدموس‏

-وعن أسباب نقص المياه لسكان قرى ( رام ترزة – بدوقة – حدادة – شمسين – الطواحين ) وغيرها من القرى التي تغذى من خط الجر الأول من بانياس للقدموس, وفيما إذا كانت توجد عقبات تحول دون استثمار خط الجر الثاني إلى القدموس.. وإجراءات المؤسسة حيال ذلك بين المدير العام: تعود أسباب نقص المياه لقرى خط الجر الأول من بانياس إلى القدموس ومن ضمنها القرى المذكورة إلى ما يلي :‏

-انقطاع التيار الكهربائي لمدة تزيد عن /10/ ساعات يومياً خلال الفترة الماضية إضافة إلى اختلاف فترات التقنين بين محطات الضخ وعدم كفاية مجموعات التوليد الموجودة لتغطية كامل أعمال المحطات ويومها تم التنسيق مع شركة كهرباء طرطوس بحضور السيد محافظ طرطوس بخصوص تخفيض التقنين وتوحيده قدر الإمكان ولاحقاً تم تخفيض فترات التقنين لحدود /3-4/ ساعات يومياَ.‏

-تزويد محاور جديدة في القطاع من نفس الخط ومخطط لها أن تستفيد من خط الجر الثاني.‏

-حدوث أعطال في مجموعات التوليد وبعض المضخات وخطوط الشبكة وعدم وجود مجموعات توليد في بعض المحطات وقد تم إصلاح الأعطال وتجهيز المحطات بمجموعات توليد.‏

-كما قامت المؤسسة بالاستفادة من الغزارة الزائدة في مشروع جسر الحاج حسن والبالغة 30م3/ساعة لدعم مدينة القدموس بعد تجهيز المحطتين الرابعة والخامسة للمشروع كما قامت بوضع بئر المحاني بالاستثمار بتجهيزات المؤسسة وبدون كلف إضافية بغزارة 20م3/ساعة مما أدى إلى فصل ثلاث قرى عن خط الجر الأول إلى قطاع مشروع المحاني.‏

وأضاف المدير العام: إن استقرار الواقع المائي لقرى ريف القدموس بما فيها القرى المذكورة مرتبط باستثمار خط الجر الثاني من بانياس إلى القدموس بغزارة 350م3/ساعة حيث تم إنجاز خط الضخ وتنفيذ محطات الضخ الأربعة بنسبة /80%/ ويحتاج المشروع لاستكماله إلى ما يلي:‏

-تركيب التجهيزات ( تم الإعلان لأكثر من مرة ).‏

-تنفيذ بيارة مع خط ضخ إلى خزان المولى حسن الجديد بقيمة /2065570/ل.س معلنة وتاريخ فض العروض 7/6/2012.‏

-تقديم وتركيب وصلات فنية لوصل خط الضخ مع المحطات الأربع بقيمة /5576086/ل.س .‏

-توريد بواري لوصل الآبار بمحطة الأولى في أوبين جاهزة للإعلان بعد توريد البواري.‏

-أخيراً‏

لقد لمسنا الحماس لمعالجة العطش الذي تعاني منه تلك القرى وغيرها من قرى بانياس والقدموس منذ سنوات عديدة ولمسنا تفاؤل المواطنين بقرب الحلول الجذرية في ضوء تشغيل بئر جديدة الجرد حيث تم البدء بضخّ المياه منه بعد جولتنا بأسبوع واحد.. وفي ضوء الوعود بإنهاء خط الجر الثاني للقدموس حيث أنه يحتاج لاعتماد لا يقل عن /100/ مليون ليرة لم ترصد حتى الآن.‏

وفي ضوء تأكيد المؤسسة سعيها لاستثمار مشروع جرد القدموس وإيصال المياه إلى كافة المواطنين بشكل جيد وبأسرع وقت ممكن ووفق الاعتمادات المالية المرصودة فهل سيكون تفاؤل المواطنين هذه المرة في محله.. أم إن العطش سيبقى ملازماً لسكان تلك المناطق رغم الوعود والإجراءات المتخذة؟ نترك الجواب للأسابيع والشهور القادمة, وننتظر نحن والسكان .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية