|
آدم مرة واحدة بكيت أمام امرأة.. أعترف لكم.. بكيت حنقا عليها لا تأثرا منها لأنها من الأقارب المقربين من ضلوع الصدر, ألا يبكي الرجل حين يوجعه ضلعه ويوشك أن يخرق الحشا منه ويخز الدواخل? يومها كانت تتحدث بصوت يغلب عليه النزق وبعينين لا خشية فيهما.. ولم أكن قد عودتها أن تخشاني لأنني مؤمن بأن صفة المحب لا تتماشى مع صفة البعبع.. وأنا كنت رجلا عاشقا لا (شيخ غفر). وانتظرت أن تنهي حديثها لكن عباراتها راحت تتهاطل بشكل هستيري حتى ما عادت قادره على الإمساك بالزمام, ولما وجدتها على تلك الحالة المجنونة من فقدان الوعي طفرت دمعة العجز من عيني لأنني ما كنت قادرا على صفعها, ولا على مغادرة المكان وتركها وحدها.. كانت مريضة.. ولم أكن المسعف المناسب لها. وصرت أتحاشى رؤيتها وصار حتى سماع اسمها يجعلني أعرق عرقا باردا وأتذكر لحظة ضعفي التي لم أجرب ما يماثلها.. يقال إن الضعف يصهرنا ويعيد تشكيل معنوياتنا, إنه المسطرة المرفوعة في وجه عنفواننا.. تعلمت من لحظة ضعفي تلك الكثير.. أهمها ألا أترك كائنة من كانت تستولي على خلاياي وتحشرني في زاوية من لا حول له ولا قوة حين تصبح الدمعة الغالية حنفية فسدت جلدتها وأنا لا أريد أن أكون رجلا بكاء.. لذلك أقسمت ألا أبكي أمام امرأة حتى ولو حنقا.. |
|