تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ثلاثة تقارير موجعة!!

هآرتس
ترجمة
الأربعاء 2/1/2008
ترجمة : احمد أبوهدبة

في الوقت الذي تقوم فيه لجنة فينوغراد بوضع اللمسات الأخيرة على تقريرها النهائي يأتينا مراقب مجرب, يوئيل ماركوس بملاحظة واحدة حول فينوغراد ويفسر التقرير الذي يعد خطوط وملامح الحكم الشعبي الذي يُستوجب منه.

اللجنة ستتشدد في حكمها على رئيس الوزراء بسبب التهور وعدم رجاحة العقل اللتان ميزتا اولمرت, يقول ماركوس.ليست هناك حاجة الى حدس من اجل كتابة ذلك, ولا حتى تجربة صحفية غنية. هذه الأمور مفصلة في التقرير الأولي الذي صدر عن اللجنة.‏

إلا ان ماركوس يخفف من الحكم الوشيك ضد اولمرت. المبادرة للحرب جرت بسبب اعتماده الأعمى على دان حلوتس. أين ورد هذا الامر في التقرير الأولي? حلوتس هو المتهم بكل شيء? وهل نفهم من ذلك انه هو وحده المذنب في كل الخطوات الفاشلة التي جرت خلال الحرب?.لقد كتب الكثير عن العملية البرية الكبيرة التي جرت في الأيام الثلاثة الأخيرة ورمت الى إعطاء صورة الانتصارللناس, وتحسين قرار مجلس الامن 1701; الخطوة التي قتل خلالها 33 جنديا.‏

أنا علمت بالخطوة من وسائل الإعلام مثل باقي الجمهور ولكني أستطيع أن أشهد بصفتي صحفيا مطلعا على قرار كارثي آخر أقدم عليه رئيس الوزراء.قبيل انتهاء الأسبوع الأول وضعت أمام اولمرت ثلاثة تقارير مستقلة عن بعضها البعض معدة من قبل طواقم بطلب من ديوانه وديوان وزير الدفاع لإعطاء الجواب حول صحة إنهاء القتال والبحث عن مخرج سياسي تحت مظلة مجلس الامن أو قمة الدول الثماني.‏

الطواقم الثلاثة توصلت الى استنتاج متطابق: كل ما يمكن ان يتحقق بالطرق العسكرية ضد حزب الله قد أنجز; ليس في جعبة الجيش الإسرائيلي مفاجآت أخرى, ولذلك يجدر إنهاء القتال من الآن بقرار صادر عن مؤسسة دولية.اولمرت قرأ وقرر وحده على ما يبدو من دون ان يطرح التقارير على المجلس الوزاري, بأن يواصل القتال لأربعة أسابيع إضافية. هل كان حلوتس مذنبا هنا أيضا?.هناك أساس للاعتقاد بأن حكم لجنة فينوغراد على رئيس الوزراء سيكون أشد مما يعتقد ماركوس.‏

وفقا ليوئيل ماركوس اولمرت استخلص العبر بسرعة خاطفة: أصبح متزنا يتشاور ويصغي ويقرر بحكمة, ولذلك عليه ان يبقى في منصبه.ما الذي لمس فيه هذا التحسن الهائل ضمن المجالات المختلفة? أولا, في قصف المنشأة السورية, يقول محامي الدفاع عن اولمرت.‏

حقا لقد كانت هذه عملية ناجحة رغم صعوبة تقدير أهميتها ذلك لان المخفي فيها اكبر من المعلن. ماركوس يشير أيضا الى السياسة الهجومية الناجحة ضد حماس وتجنب التورط في الدخول الى قطاع غزة. ليس واضحا من الذي يتوجب على اولمرت ان يكبح جماحه حتى لا يتم اقتحام غزة.‏

هل يقصد رئيس هيئة الاركان? أم وزير الدفاع? وماذا عن النجاح? ليس مفهوما لماذا يتفاخر ماركوس.قمة انابوليس حسب رأي الكثيرين انتهت بنجاح(, يدعي ماركوس.‏

ولكن تبين ان هذه كانت سرابا لمؤتمر سلام. في صبيحة اليوم التالي لهذا المؤتمر والتي حذر منها المتحدثون بلسان اليمين المتطرف, بقيت البؤر الاستيطانية غير القانونية في مكانها, والبناء في جبل أبو غنيم يتواصل. العالم يسير وفق دورته المعتادة. ليس هناك حوار على طريق المصالحة التاريخية, والواقع القائم على القوة المتسم بالمبادرات أحادية الجانب ما زال في ذروته: الفلسطينيون يضربون, ونحن نستوطن.محامي الدفاع لا يقول شيئا عن اولمرت وإنجازاته في الجبهة الداخلية.‏

ذلك لان الأدلة هنا واهنة ضعيفة أكثر مما هي عليه في الجبهتين الخارجية والأمنية. إضراب المعلمين لم يظهر اولمرت كرئيس قادر على الإصغاء لاستغاثات المعلمين والتلاميذ والأهالي هو كلف خاطره للتدخل في هذا الإضراب فقط عندما أصبح التهديد باختراق أوامر المنع ملموسا. وما الذي فعله? أشعل شموع عيد الأنوار مع المعلمين وتبادل أطراف الحديث معهم حول فلسفة التعليم.اولمرت الجديد لم يبزغ ولم يفاجئ أحدا. أخطاء اولمرت القديم من تموز - آب 2006 أشد فداحة مما يصوره ماركوس. اولمرت سيكون ملزما بالاستقالة حتى يثبت المبدأ القائل بأن من لديه صلاحيات يتحمل المسؤوليات في نفس الوقت. المسؤولية في الديمقراطية تنطوي على الثواب والعقاب.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية