|
آراء قبل أيام افتتاح مكتبة باسم المكرَّم, استجابة لخياره, وذلك بديلا عن اطلاق اسمه على قسم المعالجة الفيزيائية في الدار التي هي ثمرة من ثمرات جمعية المشاريع الخيرية النسائية في حلب, ومنذ سنوات قبل هذا التاريخ. إن لفتة كهذه من قبل الجمعية المذكورة تجاه الدكتور عاقل, تحمل العديد من المعاني, في مقدمتها الوفاء لمن كان ابناً باراً لوطنه في أهم الحقول التربوية التي تعنى بتنشئة الاجيال ليكون ابناؤها بناة الحاضر والمستقبل, كما هي المدارس والمعاهد والجامعات, حيث للتربية حضورها المؤثر بمقدار ماتكون نابعة من حس وطني يساهم في نهضة الوطن وتفتح الوعي لدى ابنائه. ان من يعرف الدكتور فاخر عاقل, أو تتلمذ على يديه, أو قرأ نتاجه الفكري على مدى سنوات , منذ أن كان أحد اركان التعليم في جامعة دمشق , يقدر كم هي قيمة وأهمية الخطوة التي أقدم عليها المغترب السيد علاء الدين تلجبيني, حين تبرع بتكاليف إنشاء المكتبة باسم المكرم, بتشجيع من السيدة وزيرة المغتربين الدكتورة بثينة شعبان. إنه ليس سهلاً التعبير عن قيمة وأهمية هذه الخطوة في الدار التي خصصت لرعاية المسنين, إذ أضفت على واقع إقامتهم في رحابها أبعادا ومعاني جديدة, يتمنى المرء ان تعم في رحاب المشاريع المماثلة لهذا المشروع الذي رعته جمعية المشاريع الخيرية النسائية في حلب, وتمكن من اثبات حضوره بما بذل من جهد ليكون مشروعا رائدا, وبتضحيات الكثير من سيدات المجتمع الحلبي وذلك على غرار مابذلته السيدة نجوى شنن الكيالي مديرة الدار, وبقية اعضاء الادارة, ولايزالون. وللتاريخ اشهد بأن هذا المربي الكبير , هو ذاته كما عرفته في ستينات القرن الماضي, أيام دراستي في جامعة دمشق , انه لم يحد قيد أنملة عن تواضعه. وقد تلمست ذلك مجددا قبل اسابيع قليلة حين بعث إلي برسالة شكر, وفيها يتساءل كيف يمكنه ان يرد على واجب أديته له من أجل راحته حيث يقيم في دار السعادة, وكان بذلك المثال الذي يبرهن على أن الكبير يبقى كبيراً ولأن الوفي لبلده يبقى وفيا لكل ابناء بلده. ولهذا الاعتبار لم يكن غريبا علينا ونحن نقرأ له مؤخراً قوله في حفل تكريمه مخاطبا المحتفين به: أقسم إني أحبكم كما أحب نفسي وإني أرى فيكم نور عيني, وأنا فخور بأني ابن هذا البلد, وأنا سعيد جدا لأن الله يسر لهذا الوطن زعيما اسمه بشار الأسد وبالذين اختارهم بشار الأسد . إن ارتقاء المواطن الى مرتبة مساواة نفسه, تلقائيا, مع الكل لامع الجزء من أبناء وطنه, فضلا عن اعلان سعادته بأن يعيش في زمن يقدر زعماؤه العلم والعلماء وتتوج صدورهم بأوسمة الاعتراف بمكانتهم الرفيعة, لهو درس يتمنى احدنا أن تعم معانيه ارجاء وطننا كافة. لقد كان الدكتور فاخر عاقل قدوة في هذا المضمار, وسوف يبقى كذلك لأن له بصمات لاتزول من الذاكرة, كما هي ماثلة في نفوس من عرفوه عن قرب من خلال علاقة أو من خلال سطور كتبه العديدة التي أغنى بها مكتبتنا العربية منذ خمسينات القرن الفائت حتى اليوم, حيث هو في دار السعادة للمسنين, لايزال يصادق الدفتر والقلم. Dr- louka @ maktoob . com |
|