|
شؤون ثقا فية سأخبرك خبراً سيئاً فؤاد عيسى توفي اليوم )..أجبته منفعلا ً ( أنت متأكد .. كيف وأين..?!) لكنه جزم بأن الفؤاد قد رحل وترك أصدقائه ومحبيه دون أن يودعهم ودون أن يترك لهم فرصة وداعه وهو الذي كان حاضرا في أروقة إذاعة دمشق منذ نيف وعشرين عاما يشارك الجميع أفراحهم وأحزانهم وعندما نسمع الضحكة في غرفة من غرف الإذاعة لابد أن يكون فؤاد عيسى مسببا ومحرضاً لها لما يحمله من الدعابة ولحظات الفرح التي لم يبخل بها على زملائه .. رحل الفؤاد بعد أن تشاركنا أكثر من أربع سنوات جيران في ضاحية البعث بمدينة التل تقاسمنا الهموم والشجون الشخصية والوطنية وحلمنا سوية لغد أفضل كما ترافقنا أياما وأيام إلى العمل في الإذاعة في فترة الفجر وعندما لاحت في الأفق فرصة العمل الصحفي في إحدى الصحف العربية وطلب مني أن يساعدني زميل آخر في المكتب كان الفؤاد أول من اتصلت به وعرضت عليه الموضوع ووافق وبقينا في هذا المجال حتى تغيرت ظروف وأحوال الصحيفة وعندها استطاع الصحفي فؤاد عيسى أن يجد بديلاً في مجلة لبنانية وهو نجح في المهمتين إلى جانب نجاحه في مهمة رئاسة دائرة أخبار صوت الشعب منذ سنتين ونصف تقريبا وكان بديلا لي وأذكر عندما صدر القرار كان محرجاً أن يكون خلفاً لصديق وزميل له إلاأنني قدمته لزملائه الجدد في دائرة أخبار صوت الشعب أفضل تقديم وتحدثت عن مسيرة عمل فؤاد عيسى التي كانت ناجحة بكل محطاتها. ولمن لايعرف فقد كان فؤاد عيسى يحمل بذور فنان تشكيلي لوسمحت له الظروف لكان له فيها باعا طويل إلا أنه آثر العمل الصحفي على كل الهوايات والمواهب الأخرى ومن مزايا شخصيته امتلاكه سرعة بديهة قل نظيرها ولاسيما إذا أراد التعليق أو توصيف أحد الزملاء فلديه من المصطلحات والتعابير الساخرة ماتجعل مستمعه لاينقطع عن الضحك. هكذا كان أبا محمود.. وهكذا هو القدر يخبىء لنا مالاقدرة لنا على معرفته وهو لاينتظر أن يدخلنا في حالة الحزن ونحن في يوم فرح أو عيد أو عطلة!!. وهكذا خطف الموت فؤاد عيسى تاركا زوجة مكلومة وأبناً في الربيع الرابع وأما وأخوة وأخوات سيمر وقت طويل قبل أن تجف الدموع في مآقيهم كيف لا..وقد رحل الفؤاد.. |
|