تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


(بردانين)..!

الكنز
الأربعاء 2/1/2008
علي محمود جديد

لا ندري إن كان العام 2008 سوف يقبل بأن يكون صعباً.. وغليظاً كسلفه العام ,2007 الذي ودّعناه دون أن نستطيع الشعور بأيّ أسفٍ عليه, حيث أشبعنا غلاءً.. وقلقاً.. وشحَّاً..

والمظاهر الاحتفالية عند رأس السنة.. لم تكن مراسم وداعٍ للعام الماضي.. ومَنْ يكن مثله فإنه لا يستحق أي وداع.. ويكفه أن نقول له: مع السلامة.. وإياك أن تعود.. ويكفيك اثنا عشر شهراً بظلالك الثقيلة..‏

فالمراسم الاحتفالية.. كانت مراسم استقبال للعام الجديد, الذي أخبرناه فيها بأننا متفائلون بطلّته, عَلّه يستطيع أن يُخلّصنا من تلك الأعباء التي حملناها في العام الماضي, ويريحنا من أشباحه وهمومه.. فقد عشنا في العام 2007 موجة غلاءٍ دفعت بالحكومة إلى فرملةِ وعدٍ كانت قد قطعته لنا بزيادةٍ وشيكة للرواتب والأجور, وذلك تحت عنوان أنَّ حكومتنا (العزيزة) لن تُقدمَ على أي خطوة من شأنها تمويل التضخم.. وبالتالي لن تزيد الرواتب والأجور.. حتى لا تتآكل بارتفاع الأسعار.. فبقي التضخم. ورحنا نحن الذين نتآكل..‏

ويبدو أنّ الحكومة قد شدّت كثيراً على فرامل الوعد.. (فكربجت الكوليّات) ولم نعد قادرين على الحركة في هذه الاتجاه.. حتى (بنشرنا)..!.. وراح الشحُّ في الدخل يضعفنا في كل يوم ولا ندري كيف نتدبّر أمرنا..?!‏

كما عشنا في عام 2007 موجة قلق وقتما بشرتنا الحكومة برفع سعر المازوت.. على قاعدة إعادة توزيع الدعم لمستحقيه.. ورغم أنها تراجعت عن هذا القرار -ولو مؤقتاً- فقد أحدث هذا الأمر, موجة غلاءٍ أخرى.. ولا نزال نرى أشباح القلق تحوم حولنا, فيما لو أقدمت الحكومة على هذه الخطوة, هكذا (ساده) خالية من السكر...‏

إننا نحتاج إلى حريرات.. فقد برّدنا سلفك أيها العام الجديد فهل نأمل بشيء من الدفء عندك..?‏

ali.gdeed@gmail.com‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية