تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شعـــوب أوروبــــا تعــــارض العــــدوان

عن موقع: legrand soir
ترجمـــــــــــة
الأحد 1-9-2013
 ترجمة: دلال ابراهيم

تقف شعوب الدول الأعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي ضد رغبة حكومات بلدانهم للتدخل في سورية . وقد تم إطلاق عريضة في فرنسا , إحدى طلائع الدول التي أعلنت عزمها على القيام « بشيء ما « تطالب بخضوع قرار الحرب ضد هذا البلد للتصويت في البرلمان .

وقد عبر المبادرون إلى رفع هذه العريضة بوضوح معارضتهم أي تدخل عسكري ضد سورية . وقد اتخذوا هذا الموقف , وفق ما يؤكدون , بناء على معطيات , من بينها استطلاعات رأي أجرتها مؤسسات مقربة من حلف الناتو . وقد جاء في استطلاع أجرته صحيفة لو فيغارو أن ثمانية قراء لهذه الصحيفة من أصل عشرة أعربوا عن معارضتهم لكل أشكال التدخل العسكري الفرنسي في هذا البلد و في حين أعرب ثمانية مستمعين لإذاعة راديو مونت كارلو من أصل عشرة معارضتهم أيضاً للتدخل الفرنسي .‏

وكذلك , لم يبد الرأي العام الأميركي تأييده لأي عمل عسكري ضد سورية . ففي استطلاع جرى مؤخراً , أبدى سبعة أميركيين من أصل عشرة عدم تأييدهم لأي تدخل أميركي في سورية , وتنسحب هذه المعارضة حتى على تسليح المجموعات المسلحة .‏

ووفقاً لاستطلاعات رسمية جرت خلال شهر أيار وحزيران هذا العام , أعرب فيها 80% من الشعب الألماني و78% من الشعب البريطاني و62% من الشعب الفرنسي معارضتهم أي شكل من أشكال التدخل العسكري للناتو في سورية . وتشير العريضة بالقول « الوضع في سورية  مضطرب , ولكن ليس إلى درجة أن نفقد فيها صوابنا , على غرار وسائل إعلامنا ومراكز الضغط لدينا « مع التأكيد أن « الغالبية الساحقة من مواطني دول الناتو هم ضد أي شكل للتدخل العسكري , ولا تقتصر المعارضة على تدخل قوات برية  على الأرض « « لأنه حتى ولو أنهم لم يتحدثوا عن تلك الاستطلاعات , فأنا لا أرى سبباً لهذا التلاعب الذي يقوم به الصحفيون الذين لا يقيمون وزناً لحرية التعبير , ويظهروها دون عتبة 50% , في حين تم تجاوز هذه النسبة بكثير منذ البداية , وفي كل مرة تسجل زيادة.» يضيف أصحاب المبادرة , مع طلبهم من نواب الجمعية الفرنسية بالتوقيع على هذه العريضة لكي يجري نقاش وتصويت في البرلمان .‏

ويرى معدي العريضة عدم وجود أي أدلة على استخدام النظام السوري غاز السارين . ويستعرضون جميع أكاذيب وتلفيقات المحافظين الجدد الأميركيين الت ساقوها من أجل تبرير التدخل وتدمير العديد من الدول بهدف الحفاظ على هيمنتهم العالمية . ويؤكدون في العريضة « جيش نظامي من المجندين لا يمكن أن يقتل شعبه « وضمن هذا السياق يستعرضون في العريضة الحروب التي اندلعت بناء على أكاذيب , سواء في افغانستان أو العراق أو في ليبيا مؤخراً . ويتساءلون : ألا يكفيكم الفوضى الإنسانية التي لا نهاية لها في تلك البلدان ؟ ألا يكفيكم أعداد الأفغان الذين يسقطون قتلى كل يوم ومثلهم الليبيون , بالإضافة إلى موجات المهاجرين العرب المسلمين المنتشرين في كافة بلدان حوض المتوسط الأكثر فقراً من بلداننا ؟ ويشير المعدون إلى الوقفة الشجاعة التي وقفها الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك ووزير خارجيته دومينيك دو فيليبان في الرابع عشر من شهر شباط عام 2003 ضد الحرب على العراق .‏

وتشير العريضة قائلة :» دعوا الشعب السوري يقرر بنفسه مصيره . وإن كان ثمة قرار تتخذونه , ليكن قرار وقف تسليح الجماعات الجهادية وتشجيع الانتقال الذي اقترحته الحكومة العلمانية السورية وتحت إشراف حلفائها « ويؤكدون فيها أن الجماعات المسلحة تسيطر عليها مرتزقة يستخدموها من أجل بث الفوضى والوصول إلى غاياتهم غير المعلنة . « إن الشعب السوري برمته هو المستهدف من قبل هذه العصابات المجرمة المتعددة الجنسيات « ويتابعون في العريضة :» ستؤدي  تلك الحرب , كما الحرب ضد ليبيا إلى المزيد من قتل المدنيين الأبرياء وتزرع الفوضى ضد دولة طالبت هي بلجنة تحقيق دولية في مواجهة اتهامات توجه إليها مرة أخرى تفتقد للأدلة القانونية التي لا يمكن دحضها , ضد دولة مدعومة من قبل قوى عظمى ناضجة , دولة كانت جزء تاريخي من الفرانكوفونية موضوعة في مرمى الناتو منذ عامين دون جدوى « وفي الختام يشرح معدي العريضة إلى النواب إلى أنه ومن خلال التصويت في البرلمان يعرف المواطن السوري من أرسل له الصواريخ من فرنسا .  ‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية