تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لـــؤي عيـــــادة.. وداعــــــــــاً

ثقافة
الأحد 1-9-2013
 أحمد بوبس

عندما وصلني نبأ رحيل الزميل والصديق العزيز لؤي عيادة، أحسست بحرقة في صدري. كيف لا..وبيننا عشرة عمر تزيد عن ثلاثين عاماً، منذ بدأ عمله في الثورة مطلع الثمانينيات من القرن الماضي. وخلال هذه السنين جمعنا مكتب واحد سواء في المبنى القديم للثورة خلف القصر العدلي أم في المبنى الحالي.

ولؤي..ومنذ قدومه إلى الصحيفة تخصص بالكتابة عن المسرح. فهو ابن المسرح صحفياً وناقداً وكاتباً وممثلاً. فقد بدأ نشاطه المسرحي ممثلاً ضمن فرقة المسرح الجامعي في السبعينيات من القرن الماضي، مع ثلة من الممثلين الشباب، أذكر منهم محمد حوراني وعباس النوري وأيمن زيدان ونذير سرحان. ومعظمهم أصبحوا نجوماً في عالم الدراما.‏

خاض لؤي عيادة غمار المسرح في جميع جوانبه. فقد كان صحفياً ناقداً. وفي هذا المجال كتب العديد من المقلات النقدية في صحيفة الثورة وغيرها من المجلات. وكان مشاركاً في جميع دورات مهرجان دمشق المسرحي. فشارك في تحرير نشرة المهرجان، وأدار بعض ندواته ، وشارك في معظمها. وشارك في مهرجانات مسرحية محلية كثيرة، كان آخرها مهرجان الشباب المسرحي الرابع في طرطوس، وأدار إحدى ندواته.‏

وفي الإذاعة أعد برنامجاً إذاعياً مهماً عن المسرح، حمل عنوان (آفاق مسرحية)، استمر لسنوات طويلة وتناول فيه المسرح وأعلامه على الصعيد المحلي والعربي والعالمي. كما شارك في الكثير من التمثيليات الإذاعية.‏

وفي مجال التأليف المسرحي، كتب لؤي عيادة عدداً من المسرحيات. قدمتها الفرق المسرحية، بل وقدمت الفرق العربية بعضاً منها، مثل مسرحية (الناقوس) التي قدمتها فرقة (أوال) المسرحية البحرينية. وأخرجها أحمد الصايغ، بعدما أعدها مسرحياً، لتحمل عنوان (ناقوس البهجة). ومن المسرحيات التي كتبها وتم طبعها (عودوا إلى الأرض) و(الرجل الذي حارب نفسه) و(سر المغارة). كما كتب عدة سهرات ومسلسلات تلفزيونية.‏

على صعيد التمثيل شارك لؤي عيادة بالتمثيل في العديد من المسرحيات التي قدمها المسرح الجامعي. لكنه بعد تخرجه من كلية الآداب في جامعة دمشق عام 1980 وعمله في صحيفة الثورة، أصبح مقلاً في التمثيل وانصرف أكثر إلى الكتابات النقدية والتأليف المسرحي. ومع ذلك كانت له مشاركات قليلة يالتمثيل في بعض السلسلات التلفزيونية، وإذا كانت الأدوار التي أداها في المسلسلات ليست محورية، لكنها كانت مثيرة للاهتمام.‏

رحمك الله يالؤي.. انا أعرف أنه كان في جعبتك الكثير لتعطيه. لكنه المرض الذي أقعدك عن العطاء. وهاهو اليوم يفرق الموت بيننا. ولانملك أن نقول إلا لاحول ولاقوة إلا بالله، ورحمة الله عليك.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية