تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


صوت الثورة .. نـــداء الـــدم

مبدعـــون علـــى صفحـــات «الثـــــورة»
الأحد 1-9-2013
نداء الدم، هذا القدر الذي كتب علينا، المتأجج في أعراقنا، المتضور في ضلوعنا، سيظل أحر نداء، مادامت للعروبة قضية، ومادامت الأرض العربية لم تحرر جميعها، ومادام عربي واحد يشكو ضيماً.

والبذل والفداء صنوا الإنسانية والكرامة‏

وقد وعى شعبنا هذه الحقيقة، فكانت التعبير الأوحد عن وجوده وبقائه وكانت الكرامة والإنسانية مبرر الحياة لديه.‏

وإذا تمثلت هذه الحقيقة في شعبنا كله، فإنها لتتمثل على نحو أوضح في جيشنا العقائدي، إذ هو دائماً في وجه الخطر، وخط النار، على أنه مدرك أن شعبنا كله، يتحول إلى جيش متراص، ساعة يدهم الخطر.‏

وإذا كان جيشنا العقائدي قد رخص دمه ليرد الحيف عن شعبنا، وليعيد إليه حقوقه كاملة، وليتصدى لكل جور، أو رجعة، أو ارتداد فإنه يعلم أن مهمته الحقيقية تتعدى حدود القطر السوري وأن الاستقرار هنا لا يمكن أن يكون استقراراً حقيقاً، ما بقي ظلم على أرض العروبة.‏

ثمة عدو متربص على الحدود، وعلى أرض عربية ولا سبيل إلى فرار قبل أن يمحى هذا العدو وتنتزه أرضنا من رجسه.‏

والعدو يدرك هذه الواقعة، ويعلم حق العلم أن جيشنا العقائدي لابد منقضّ عليه يوماً حين يختار جيشنا زمن المعركة ولذلك يحاول أن يتوعد وينذر ولذلك يكذب ويختلق ولكن الكذب لا يجدي، فقد كانت لجيشنا معه جولات وإن على نطاق ضيق، زعزعت وجوده وأرعدت فرائصه.‏

وجيشنا العقائدي يعرف أن الدرة صنو العدة والثقة بالنفس ولذلك لا يدع فرصة إلا اغتنمها ليزيد من تمرسه بشؤون الحرب، ومن هنا حاز ثقة العروبة كلها، ومن هنا شهدت له القيادات العربية والأجنبية بأنه على أرفع مستوى من التدريب والبأس.‏

غداً حين يجتاح جيشنا والشعب من ورائه أرض فلسطين ليحررها وليزيل العار الذي لحق بها وبالعرب جميعاً، لن يرتاح ولن يمل، لأن عليه مسؤوليات ثانية نحو العروبة والإنسانية.‏

وسيظل جيشنا واضعاً دمه على راحه، حتى تتحقق أهداف الشعب في الوحدة والحرية والاشتراكية.‏

الجمعة 15/1/1965‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية