|
الكنز وهذه الأيام بالذات هناك دروس كثيرة وعبر حيث تشتد الحملة النفسية والعسكرية والاقتصادية للتهيئة إلى ضربة باتت أهدافها مكشوفة على غرار تجارب لا تزال ماثلة في ذهن كل عربي للحقد الغربي على العرب الذي يحاول تمزيقهم وتقسيمهم وفق خرائط قديمة ومعلنة .. وأول الدروس أن هدف تدمير البنية التحتية للاقتصاد السوري يثبت فشله في صمود الشعب المنتج الذي لم يتخلى عن أرضه ومعمله ومدرسته وجامعته ومنشآته رغم ما أصابها من دمار وظروف قاهرة وسرعان ما تكيف مع الظروف الصعبة وعوض عن الخلل الطارئ.. وتكفي زيارة واحدة لأسواق وأحياء دمشق وضواحيها ليكتشف المرء هذا الشعب الجبار ..كل شيء متوفر دون نقصان ..بل العكس هناك فائض زراعي كبير بعدما أغلقت الدول المجاورة حدودها للأسف ،هذه الأيام وبعض السلع والخضروات التي كانت تذهب الى تلك الأسواق أصبحت متوفرة وفائضة وبأسعار رخيصة ما يشجع الناس على الشراء والثقة بأن كل شيء متوفر كالمعتاد اليوم وغداً وبعد غد وفي المستقبل.. ومثلما لم ينقطع يوماً واحداً الخبز والغذاء والدواء والكساء خلال أكثر من عامين ونصف ،ها هو الشارع السوري يثق بنفسه والجميع يمارسون حياتهم كالمعتاد في العمل والنشاط اليومي دون خوف أو تردد أو سماع الأكاذيب التي تبث كل لحظة بل كل ثانية .. وباتت المؤشرات والحقائق على الأرض تكشف وتثبت أن هناك سراً قوياً للصمود الاقتصادي والمعيشي قل نظيره في العالم ..رواتب الموظفين - مثلا - لم تنقطع لحظة واحدة ..الليرة السورية صمدت رغم عشرات المحاولات لإضعافها ..الخبز والغذاء ظلا متوفرين للجميع ..الدواء لم يفقد بكل أنواعه ..العقوبات الدولية لم تحقق أهدافها وكشفت آلياتها الصدئة.. ولهذا كله نجد أن كل بيوتنا تنعم بالدفء والحياة وكل أسواقنا وشوارعنا وساحاتنا العامة أيضا تمارس نشاطها المعتاد وخصوصاً في شهر ايلول الذي له مدلولات محببة للجميع ،إذ تستقبل المدارس بمختلف مراحلها نحو ربع سكان سورية من الطلبة والتلاميذ رمز الأمل والحياة المتجددة والتحدي الحضاري في هذا المكان المميز من العالم ... |
|