تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


إلى وجهِ عكّا

ملحق ثقافي
30 / 3 / 2010
عبد الجواد الصالح:على شاطئ الصبح ِ

تقرأ عكّا كتاب العبرْ‏‏

وتعرف عكّا جميع اللغات ِ‏‏

وتعرف حتّى وجوه الغزاة ِ‏‏

بشتى الصّورْ‏‏

فمن جند روما‏‏

إلى جند صهيونَ‏‏

مرّتْ دهورٌ، خلائقُ‏‏

أشتاتُ بوم ٍ، جرادٌ‏‏

‏‏

وحيتانُ بحر ٍ‏‏

ولم يبقَ منهمْ أثرْ‏‏

وتعرف عكّا إذا حُذِفَ المبتدا‏‏

كيف يأتي الخبرْ‏‏

ومبنية ٌ- دائماً – ذاتـُها‏‏

ترفض الرفعَ والنصبَ والجرَّ والجزمْ‏‏

كأنيْ بها وهيَ تحتَ الحصار ِ‏‏

تسفّهُ إنذارَ جنكيز خان القديم ِ‏‏

وتبصقُ في وجه جنكيز خان الجديد ِ‏‏

إذا ما أمرْ‏‏

ودوماً تحاربُ عكّا‏‏

تحاربُ عند الجدار الأخير ِ‏‏

وشبراً فشبراً تصوغ خطاها‏‏

وتلبس في السلم ضوءَ القمرْ‏‏

يعانقها البحرُ - عكّا –‏‏

يعانقها من جهاتٍ ثلاثٍ‏‏

يلفُّ على خصرها موسماً من ضبابٍ‏‏

ويُبقي لها الجهةَ الرابعةْ‏‏

فترنو إلى الشرقِ‏‏

تبحث في العمقِ عن أمّةٍ‏‏

لم تكن ذاتَ يوم ٍكما اليوم ذا‏‏

أمّةً ضائعةْ‏‏

وعكّا كما كانتِ الأمس واليومَ‏‏

تذهبُ في المستحيلْ‏‏

تحثّ خطاها إلى حيث تعلنُ:‏‏

إنَّ القيامة حانتْ‏‏

وإنَّ الدماءَ على سور عكّا‏‏

استحالتْ نجوماً تطرِّز عتمةَ‏‏

هذا الزمان الغبيّ الثقيلْ‏‏

وعكّا تراقص حتى الدُّوارِ‏‏

تراقص بحر الجليلْ‏‏

كحوريّة البحر ترقصُ‏‏

في قاعة الريح ترقصُ‏‏

في ألسنِ النار ترقص رقصاً نبيلاً نبيلْ‏‏

أليستْ كما قيل عنها – قديماً -؟‏‏

أليستْ أميرةَ كل الفصولْ؟‏‏

وحين تراقص عكّا، تراقصُ أحبابها‏‏

تعانق كالدفءِ أحداقهمْ‏‏

وترفضُ... ترفضُ عكّا عيون الدخيلْ‏‏

تراها إذا ما نظرتَ إليها على حين عشقٍ‏‏

ستسمع نبض الحجارة فيها‏‏

ترتّل سورة « مريمَ « و « الفتح ِ»‏‏

تهفو إلى الصبح ِ، تسعى‏‏

تَبارَكَ سعْيُك ِ‏‏

سَعْيُك ِعكّا بهيٌّ نقيٌّ طهورٌ أصيلْ‏‏

وعكّا لها... شهقة الفجر، طيف المسيح ِ‏‏

يحوّمُ ليلاً، يطوفُ بها‏‏

أليس المسيح الجميل ابنها؟‏‏

وعكّا... لها‏‏

حقولُ الفراتِ، مآذنُ يثربَ‏‏

أهرام مصرَ، حدائق بابلَ، دفءُ الجنوبِ‏‏

الخليجُ، المحيطُ، عيونُ المها‏‏

وأقسمُ إنّي ومن جاء قبلي‏‏

ومن سوف يأتي‏‏

جميعاً... جميعاً لها‏‏

فعكّا الحبيبة أكبر من أنْ تقول القصيدة ما عندها‏‏

فعكّا لها‏‏

سدرة المنتهى.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية