|
ملحق ثقافي طاف في البلاد بهدف المعرفة والحج، وواكب على تعلم الهندية والسنسكريتية والفارسية. حاول التقريب بين الديانتين الهندوسية والإسلامية، وبذلك أسس لديانة جديدة في شبه القارة الهندية، سميت "السيخية". وهي كلمة سنسكريتية، وتعني "المريد" أو "التابع". قيلت حوله حكايا كثيرة، أحدها أنه اختفى لمدة ثلاثة أيام أثناء استحمامه في أحد الجداول، ثم ظهر بعدها، مطلقاً تعاليم جديدة، تهدف إلى التسامح والتقريب بين الإسلام والهندوس. شيد تاناك، أو كما أطلق عليه أتباعه "غورو أو المعلم"، أول معبد لديانته الجديدة "السيخ" في كارتاربور الباكستانية. ثم شيدت معابد أخرى، بعد وفاته عام 1539م. حاول تاناك في ديانته الجديدة، أن يعارض مبدأ الطبقات الدينية لدى الهندوس، فرفض تقسيم المجتمع على الطريقة الهندوسية، ولكنه أقام تقسيماً عرقياً، لا يبتعد كثيراً في مؤداه عن التقسيم الهندوسي. دعا تاناك إلى الاعتقاد بخالق واحد، وحرم عبادة الأصنام، ونادى بالمساواة بين الناس. حتى إنه منع تمثيل الإله في صور، ورفض عبادة الشمس والأنهار والأشجار التي يعبدها الهندوس. ولم يمض زمن، حتى ابتعدت السيخية عن الهندوسية، وأصبحت ديناً مستقلاً. قبل موته بفترة وجيزة، عيّن تاناك أحد أتباعه خليفة له، وقد دفن في بلدة ديرة باباناناك من أعمال البنجاب الهندية الآن، وخلفه من بعده عشرة خلفاء معلمون آخرهم غوبند سنغ 1675 – 1708م الذي أعلن انتهاء سلسلة المعلمين.صار زعماؤهم بعد ذلك يعرفون باسم المهراجا ومنهم المهراجا رانجيت سنغ المتوفى سنة 1839م. لدى السيخ كتاب يدعى "آدي غرانت"، يضم مجموعة من الأناشيد الدينية، التي ألفها المعلمون الخمسة الأوائل، وتبلغ حوالي 6000 نشيد، وأضاف إليها المعلم الأخير غوبند سنغ فيما بعد 115 نشيداً ضمت بعض أشعار الصوفي ابن الفارض. وهذا الكتاب "آدي غرانت" هو الكتاب المقدس الذي يعتبر أساس السلطة الروحية لديهم.وللسيخ أيضاً كتاب مقدس مكتوب باللغة الكورمكية يسمونه "كرانته صاحب". okbazeidan@yahoo.com |
|