تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«أغاريد» حامد حسن.. مجموعة شعرية لم تنشر

ملحق ثقافي
19/ 6/ 2012
ديب حسن - ينقبون ويبحثون في آثار مبدعيهم لعلهم يقعون ولو على قصاصات صغيرة وقعوا عليها تركوا أثراً ما يحتفون بأي أثير يجدونه مهما كان صغيراً فكيف إذا كان رواية أو ديواناً مجهولاً لم ينشر بعد..

هكذا يتعامل الباحثون في الغرب مع مبدعيهم وكتابهم.. كل عام احتفاء بذكرى الولادة والرحيل وما بين المحطتين ثمة أشياء أخرى كثيرة .. منازلهم تحولت إلى متاحف يقصدها محبو الأدب من كل حدب وصوب، مقتنياتهم، أشياؤهم تحفظ وتعرض بطريقة حضارية تدل على مدى الاهتمام بهؤلاء المبدعين ولكن مالنا نتحدث عن الغرب وننسى مبدعينا.. لا إنها في مجال المقارنة فقط.. فما أكثر المبدعين الذين رحلوا وتركوا وراءهم إرثاً هائلاً صار في طيات الزمن لم يكلف أحد نفسه عناء البحث عنه أو حتى إذا كان أمامه يتركه وشأنه.‏‏‏

من يصدق أن بدوي الجبل لم يترك إلا ديوانه هذا...؟! وقد سمعنا أن فلاناً لديه مئات القصائد غير المنشورة له.. وهل نشر إبداع عمر أبي ريشة كله.. أو نديم محمد.. خالد محيي الدين البرادعي.. والأمر ذاته في الرواية والنقد والفكر والفلسفة..و...‏‏‏

‏‏

حامد حسن الشاعر والباحث والمربي.. لا يحتاج لأحد أن يعرف به فهو ملأ العين والقلب وملأ ساحة الإبداع في الشعر والنقد.. شاعرنا الكبير الذي رحل يوم 3/7/1999م‏‏‏

ترك آثاراً أدبية لا تقدر بثمن وبالتأكيد لا نتحدث عن الدرر المنشورة بل عن الآثار التي لم تر النور نذكر منها:‏‏‏

- الأغنية الشعبية- دراسة‏‏‏

- الاشتراكية في الأدب العربي- دراسة‏‏‏

- الجمالية في الأدب العربي- دراسة‏‏‏

- أدب ونقد واجتماع- مقالات‏‏‏

- كرز وجوع- شعر‏‏‏

- خواطر حرة- مقالات‏‏‏

- نساء عربيات- دراسة‏‏‏

- الزوابع- شعر قومي‏‏‏

- المعري- مسرحية‏‏‏

- المتنبي بين عبقريته وحساده- مسرحية‏‏‏

- محاكمة- التاريخ العربي‏‏‏

- ديوان العرب‏‏‏

- المعري ماله وما عليه..‏‏‏

أغاريد...‏‏‏

أغاريد شعر للأطفال مجموعة صغيرة هي موضوع حديثنا اليوم، ونقدمها للقارئ الكريم..‏‏‏

وهنا نشير إلى أن الدكتور عدنان معروف حسن ابن الراحل قد عثر على مجموعة غير منشورة لوالده وتمنيت على شاعرنا أن أحصل على نسخة منها وبكل محبة وأريحية وعبق وطيب إبداع زودنا الدكتور عدنان بنسخة منها..‏‏‏

«أغاريد» أناشيد عذبة تضج بالجمال، بالحياة، بالقيم التربوية، هي إبداع شاعر احتفى بالشكل والمضمون وبالتجديد في إطار الأصالة والمعاصرة .. عشرون أغرودة، نشيداً جديرة أن تكتب بماء الذهب وأن تكون زاداً لأطفالنا وناشئتنا.. نقدمها للقارئ الكريم ونحن على ثقة أنها صدى النور ذات يوم في كتاب مستقل وكم نتمنى على الدكتور عدنان وعلى أصدقاء الشاعر ومنهم الشاعر غانم سلمان أن يخرجوا كنوزه الإبداعية التي لم تر النور بعد.. وهي دعوة أيضاً لكل مهتم بمبدعينا ولاسيما الأهل والأقرباء ومن لديه أو يحتفظ بأثر لمبدع لم ينشر.. لنعمل على نشر عبق الأصالة ... هذا أقل ما يجب أن نقوم به.. تحية المحبة والتقدير لمن زودنا بهذه الأغاريد ولمن دلنا عليها.. والرحمة لشاعرنا..‏‏‏

وشكرنا الكبير للدكتور عدنان معروف على هذه الهدية الثمينة من كنوز والده‏‏‏

‏‏

أغاريد‏‏‏

أم وابنها‏‏‏

---------------‏‏

الولد: ما الذي يرضيك يا أمي؟ ويرضاه أبي؟‏‏‏

الأم: أن تحب الوطن الغالي، وكل العرب.‏‏‏

أن تريد الخير للناس جميعاً! يا صبي.‏‏‏

لا تكن في الدرب شريراً ولا في الملعب.‏‏‏

كن صديق الصدق ما عشت، عدو الكذب.‏‏‏

كن نظيف الجسم، والثوب، نظيف الكتب.‏‏‏

الخبز‏‏‏

-----------‏‏

أنا الخبز، أنا الخبز‏‏‏

أنا النعمى، أنا الكنز‏‏‏

إذا ما كنت في بيت‏‏‏

يتيه البيت.. يعتز‏‏‏

أنا الخبز، أنا الخبز‏‏‏

أنا المولود من حبّه‏‏‏

من المحراث والتربه‏‏‏

تغرّبت، وعانيت‏‏‏

من الأسفار والغربه‏‏‏

أنا المولود من حبّه‏‏‏

أنا في الحقل في نيسان‏‏‏

مرج ناضر أخضر‏‏‏

ولما شبتُ شالوني‏‏‏

بزند الحاصد الأسمر‏‏‏

من الحقل.. إلى البيدر‏‏‏

رضيت الضر مطواعاً‏‏‏

وكل الشر والغبن‏‏‏

وسحق الجسم في الطحن‏‏‏

وحرّ النار في الفرن‏‏‏

لأشبع كل من جاعا‏‏‏

عربي‏‏‏

---------‏‏

علّمتني في الصبا أمّي، وأوصاني أبي‏‏‏

عش لخير الشعب، كن للعلم كن للأدب‏‏‏

كن نصير الحق في التاريخ.. كن للعرب‏‏‏

.............‏‏‏

أطلع التاريخ أجدادي عطوراً وسنى‏‏‏

وغداً نحن لساحات المنايا والمنى!‏‏‏

فارتقب يا دهر، يا تاريخ، تاريخي أنا‏‏‏

....‏‏‏

في غد أغشى لهيب الساح أحمي علمي‏‏‏

إنني أعددت للأوطان روحي، ودمي‏‏‏

أمتي أنشودة العلياء في كل فم‏‏‏

....‏‏‏

كل شيء من ذرا «طوروس» حتى «المندب»‏‏‏

كل شيء من «خليج» العرب حتى «المغرب»‏‏‏

عربيّ عربيّ عربيّ، عربي‏‏‏

‏‏

الطالب العربيّ‏‏‏

--------------------‏‏

ذاهب للدرس.. لكن ناوليني البندقيّة‏‏‏

إنني أرفض أن تبقى دروسي جانبيّه‏‏‏

لم أعد أحيا -كما كنت- على ذيل القضيّه‏‏‏

ما يفيد الدرس إن ظلّت فلسطين ضحيّه‏‏‏

ما يفيد الدرس إن أمسيت يا أخت سبيّه‏‏‏

.........‏‏‏

شوهوا أحلام إنساني، وأحلام السلام‏‏

زرعوا النيران من فوقي وخلفي وأمامي‏‏‏

فجرّوا بركان أحقادي، وثأري، وانتقامي‏‏‏

.......‏‏‏

فأعطنيها... ودعيني أسهر الليل.. ونامي‏‏‏

درسها أصدق يا أختاه من درس الكلام.‏‏‏

إلى الأطفال العرب‏‏‏

-------------------------‏‏

العيد.. أين العيد؟؟ كاد الحزن يمحو أثره‏‏‏

أين أغاني الطفل؟ أين البسمة المنوّره؟‏‏‏

في مقلتيه دمعة وغصّة في الحنجرة‏‏‏

هل عيّدت سيناء، والضفة، والقنيطرة؟‏‏‏

هل كل طفل عنده ثوب جديد؟ وكره؟‏‏‏

ولعبة جاء بها والده؟؟ وسكّره؟‏‏‏

.....‏‏‏

إن لم تعد أجزاؤنا السليبة المبعثره‏‏‏

فكل عيد مأتم وكل عرس مقبره‏‏‏

......‏‏‏

هذا «الفدائي» وما أروعه.. وما أكبره‏‏‏

يا زنده المفتول، يا رشاشه، يا حنجره‏‏‏

لأنت أنت الفكره الصحيحة المعبره‏‏‏

فدّمر المصنع والآلة والمستعمره‏‏‏

إن لم تكن مفخرة الدنيا، فكيف المفخره؟‏‏‏

المظلة‏‏‏

-------------‏‏

جاء الخريف المنتظر‏‏‏

وفاجأ الأرض المطر‏‏‏

وجاء معه البرد‏‏‏

وبرقه والرعد‏‏‏

فهرب الإنسان‏‏‏

والثور والحصان‏‏‏

وانتفض الغراب‏‏‏

واختبأ السنجاب‏‏‏

وصار فأر الحقل‏‏‏

ملطخاً بالوحل‏‏‏

وأسرع الكلب إلى‏‏‏

مخبئه مبللاً‏‏‏

تراكضوا جميعاً‏‏‏

واختبؤوا سريعاً‏‏‏

وكانت المظلّة‏‏‏

تشهد هذا كلّه‏‏‏

ترقص كالشيطانه‏‏‏

مبتلّه فرحانه‏‏‏

تسبح كالشراع‏‏‏

من فوق رأس الراعي‏‏‏

تقول: لولا المطر‏‏‏

ما اهتم فيّ البشر‏‏‏

وعشت في الخزانة‏‏‏

ذليلة مهانه‏‏‏

مغلقة مطويّة‏‏‏

مهملة منسية‏‏‏

.....‏‏‏

لا تفرح المظلّة‏‏‏

إن لم تكن مبتلّة‏‏‏

ظلّي ارقصي، ظلي العبي‏‏‏

في المطر المنسكب‏‏‏

‏‏

باب الساقية والدالية‏‏‏

--------------------------------‏‏

بستاننا في السهل.. لكن بيتنا في الرّابية‏‏‏

بكّرت للبستان مع جدي، وأختي غاليه!‏‏‏

ألهو، ألمّ الورد، أسمع وشوشات السّاقيه‏‏‏

تشدو أغانيها، تقص حكاية للدّاليه‏‏‏

في صوتها لحن، وموسيقا، وسحر القافيه‏‏‏

قلت: أتى نيسان يوقظ كل عين غافيه‏‏‏

نيسان فيه النور، فيه الدفء، فيه العافيه‏‏‏

يعطيك أنساماً، وأفياء، وشمساً ضاحيه‏‏‏

أما أنا... أعطيك من مائي كؤوساً صافيه‏‏‏

والصيف... يعطيك العناقيد العذاب الحاليه‏‏‏

لا تحرمي منهن أسراب الطيور الشّاديه‏‏‏

مدّي ظلالك والقطوف الحاليات الدانيه‏‏‏

للطير، للإنسان، للمحتاج... حتى الماشيه‏‏‏

أعطي بلا من، بلا بخل، بلا أنانيه!‏‏‏

واستقبلي الدنيا ومن فيها بنفس راضيه‏‏‏

المنجم!...‏‏‏

--------------‏‏

خرج المنجم في ظلام الليل يرعى الأنجما‏‏‏

غضبت عليه الأرض لما راح يبحث في السّما‏‏‏

فتعثرت قدماه في بعض الحجارة فارتمى‏‏‏

سالت يداه دماً، وسال جبين صاحبنا دما‏‏‏

فبكى، وأوّه، واستغاث مولولاً متألماً‏‏‏

....‏‏‏

ورآه جدّي في الطريق محدّداً، فتبسّما‏‏‏

وأكبّ يمسح وجهه وجبينه المتورّما‏‏‏

ومضى يعاتبه وكان عتاب جدي مؤلما‏‏‏

يا من ترى ما في النجوم، وأنت تمشي في العمى‏‏‏

يامن جهلت الأرض كيف‏‏‏

تريد أسرار السما؟؟‏‏‏

نظّارتا جاري‏‏‏

------------------‏‏

جاري له نظّارتان صغيرتان قديمتان‏‏‏

مسودّتان سميكتان‏‏‏

من الغبار، من الدخان‏‏‏

أكل الزمان الساعدين وشاخت البلّورتان‏‏‏

وهما على عينيه غائمتان من بقع الدهان‏‏‏

مرّت عليه الأربعون من السنين وعشرتان‏‏‏

مهما هما من فوق حدبة أنفه تتربعان‏‏‏

ورأيته في البيت، كالمجنون، أو كالبهلوان‏‏‏

فوقفت أبصره وأسمع مايقول.... ولا يراني!‏‏‏

يمشي، يدور، يصيح، يصرخ: ضاعت النظارتان‏‏‏

نبش الخزانة والسرير وراح يعبث بالأواني‏‏‏

وجيوب سترته، ومخلاة الحمارة والحصان‏‏‏

هل طارت النظارتان على يدي عفريت جان؟؟‏‏‏

وأراد يمسح مقلتيه لتستريح المقلتان‏‏‏

فإذا هما من فوق حدبة أنفه مركوزتان!!‏‏‏

لم يبق شيء لم يفتّشه سوى هذا المكان‏‏‏

قطّي!....‏‏‏

---------------‏‏

شعر قطي مثل شعري أملس‏‏‏

ناعم.. لكن قطي شرس‏‏‏

إن تباهى قال: جدي نمر‏‏‏

خاله الفهد وخالي النمس‏‏‏

جعل الحارة ميداناً له..‏‏‏

أين منه في السباق الفرس؟‏‏‏

جال في مطبخ جدي جولة‏‏‏

قصها بالأمس خالي أنس‏‏‏

خنق العصفور لما غفلوا‏‏‏

وتعشى الجبن لما نعسوا‏‏‏

كلما شاهده عصفورنا‏‏‏

جن خوفاً واعتراه الخرس‏‏‏

يتوارى في الزوايا هارباً‏‏‏

كلما دق علينا الجرس‏‏‏

فله في كل بيت سطوة‏‏‏

وله في كل دار عرس‏‏‏

وإذا مر على حارتنا‏‏‏

صفر الشرطي وصاح الحرس‏‏‏

قال قوم: حطموا أنيابه‏‏‏

فإذا حطّم.. لا يفترس‏‏‏

قلت: هذا طبعه! قالوا: إذن‏‏‏

ما الذي نصنع؟ قلت: احترسوا‏‏‏

‏‏

لعبة الحيوانات‏‏‏

--------------------‏‏

مسرحية قصيدة‏‏‏

الأولاد: هيا نرقص هيا نلعب.... سامي ديك، شوقي ثعلب‏‏‏

الثعلب: قرب نحوي، قرب سامي..... أسمعني بعض الأنغام‏‏‏

الديك: كيكي كيكي، كيكي كيكي‏‏‏

الثعلب: ما أحلى أنغام الديك‏‏‏

الأولاد: إحذر احذر هذا الماكر... لا تقرب منه يا شاطر‏‏‏

الثعلب: هيا نقفز قفز الأرنب... لا تنفر مني، لا تغضب‏‏‏

الأولاد: لا لا لا لا لا لا..... احذر... احذره محتالا‏‏‏

الثعلب: قرّب والمس جلدي الناعم‏‏‏

الديك: مهلاً.. هذا ضيفي قادم‏‏‏

الكلب: هب هب، هب هب، هب هب، هب هب‏‏‏

الأولاد: هرب الثعلب هرب الثعلب‏‏‏

هيا نرقص هيا نلعب... هيا نقفز قفز الأرنب‏‏‏

الكلب‏‏‏

------------‏‏

أنا الأمين المخلص‏‏‏

أحمي الحمى، وأحرص‏‏‏

إذا دعاني صاحبي‏‏‏

أتيته أبصبص‏‏‏

أنا الوفيّ المخلص‏‏‏

كلّ الدجى لا أرقد‏‏‏

لأن عيني مرصد‏‏‏

لا أشتكي الصيف وإن‏‏‏

جاء الشتا لا أبرد‏‏‏

لأنني معوّد‏‏‏

أجوع... لكن أصبر‏‏‏

يساء لي وأشكر‏‏‏

وكل شر نالني‏‏‏

فإنه مبرر!...‏‏‏

أرضى به... وأغفر‏‏‏

الثعلب الناسك... والديك‏‏‏

---------------------------------‏‏

كان في الغابة ثعلب..... أعرج الساقين، أحدب‏‏‏

أمعط الذيل، هزيل... أعمش العينين، أجرب‏‏‏

لم يكن فيه، ولا في... شكله شيء محبب!‏‏‏

لم يجد زوجاً، ولما... لم يجد زوجاً ترهّب...!‏‏‏

وارتدى ثوب الدرا... ويش وعاش العمر أعزب‏‏‏

ومضى يحكي عن العفة، والتقوى ، وأسهب‏‏‏

يعظ الخلق بما يرضى به الله، ويغضب‏‏‏

رآه الديك، والديك أخو عقل، مجرّب‏‏‏

قال: ياثعلب! هل بين تقاة الأرض ثعلب؟‏‏‏

هل لآبائك من قبلك غير الغدر مذهب؟‏‏‏

أنت في تقواك كذّاب، وفي العفة أكذب‏‏‏

العنزان العنيدان‏‏‏

----------------------‏‏

عنزان فوق الجسر... والنهر طاغ يجري‏‏‏

كلتاهما عنيده... شيطانه مريده‏‏‏

سيئة الطباع.... تسعى إلى النزاع‏‏‏

لا تعرف الصداقة... من طبعها الحماقة‏‏‏

تريد كل جانيه... تعبر قبل الثانيه‏‏‏

تقول: درب الجسر لي... أنا أنا في الأول‏‏‏

وسفه الكلام... واحتدم الخصام‏‏‏

وعندما تم اللقا... والجسر كان ضيّقا‏‏‏

تهاوت العنزان.... للماء في ثوان‏‏‏

وماتتا في الوادي... نتيجة العناد‏‏‏

حرمون- جبل الشيخ‏‏‏

------------------------------‏‏

حرمون... سفوحك والقمم‏‏‏

غضب.. لهب... حمم... ودم‏‏‏

وجهنم فوقك يا جبل‏‏‏

شعل... شعل... شعل... شعل‏‏‏

إغضب... إغضب... عاش الغضب‏‏‏

أنت الأمة... أنت العرب‏‏‏

أنا لم أولد يا حرمون‏‏‏

في الدنيا... لولا تشرين‏‏‏

أخجل إن قالوا: إنسان‏‏‏

وهناك.... هناك حزيران‏‏‏

ودمشق... دمشق العربيه‏‏‏

لم ترض غير الحريّه‏‏‏

تطلع من بردى بركانا‏‏‏

يفرق باللهب « الجولانا»‏‏‏

تسكب فيه فوق الوهج‏‏‏

نور المقل ودم المهج‏‏‏

شعبي... جيشي يمضي رجفاً‏‏‏

قصفاً... قصفاً... قصفاً... قصفا‏‏‏

أين الأرض؟ وأين الدار؟ ستعيدهما النار... النار‏‏‏

وغداً تزرع شمس الأمل‏‏‏

فوق القمة كل القبل‏‏‏

تفخر بالأنوار الجبلا‏‏‏

خصلاً... خصلاً... خصلاً... خصلا‏‏‏

وغداً... وغداً جبل الشيخ‏‏‏

يصبح جزءاً من تاريخي‏‏‏

نشيد الثوار العرب‏‏‏

-----------------------‏‏

سنسير على وهج النار‏‏‏

لنعيد النازح للدار‏‏‏

ويظل شعار الأحرار‏‏‏

ألموت الموت... أو النصر‏‏‏

.........‏‏‏

الغاصب كان... ومازالا‏‏‏

يحتّل ديارك مختالا‏‏‏

أيظلّ بها؟ لالا.. لا لا‏‏‏

ألموت الموت... أو النصر‏‏‏

....‏‏‏

ألشعب تفجّر نيرانا‏‏‏

ويظلّ ويبقى إنسانا‏‏‏

لا ذلّ الشعب، ولا هانا‏‏‏

أيهون؟ وفي يده الأمر‏‏‏

.....‏‏‏

وطني، وسأرفعه علما‏‏‏

وسأزرعه عرقاً ودما‏‏‏

وسأغمس كفّي والعلما‏‏‏

في الجمر ليضيء الحجر‏‏‏

....‏‏‏

سنقيم الخصم ونقعده‏‏‏

ونحطمه ونبدّده‏‏‏

ونعيد النازح للدار‏‏‏

ويجلجل صوت الأحرار‏‏‏

الموت... الموت... أو النصر‏‏‏

الوحدة العربية‏‏‏

--------------------‏‏

يا أبي... إنا توحّدنا، وثرنا، يا أبي‏‏‏

والتقى في الساح، ساح المجد،كل العرب‏‏‏

وطني حرّ أبيّ وأنا حرّ، أبي‏‏‏

نحن جيل الوحدة الكبرى، وتاريخ الغد‏‏‏

فاسمعينا يا سماوات، ويا أرض اشهدي‏‏‏

كيف ثرنا، كيف حطّمنا، غرور المعتدي‏‏‏

....‏‏‏

أمتي كانت- وما زالت- منار الأمم‏‏‏

أمّة السيف بلا بغي، وجند القلم‏‏‏

كل هذا المجد في طبعي، ويجري في دمي‏‏‏

......‏‏‏

كل شيء من ذرا «طوروس» حتى «المندب»‏‏‏

كل شيء من «خليج» العرب، حتى «المغرب»‏‏‏

عربي... عربي‏‏‏

عربي... عربي‏‏‏

الهرّة‏‏‏

-------------‏‏

أنا الهرّة من طبعي‏‏‏

خداع الناس والمكر‏‏‏

إذا لم ينفع المكر‏‏‏

فعندي الناب والظفر‏‏‏

.......‏‏‏

إذا شاهدت إنساناً‏‏‏

تمسّحت بأثوابه‏‏‏

وأظهر حبّه حتى‏‏‏

كأني بعض أحبابه‏‏‏

سلاحي الغدر والمكر‏‏‏

وخصمي الأول الكلب‏‏‏

لأن الحقد من طبعي‏‏‏

وهذا طبعه... الحبّ‏‏‏

بلادنا‏‏‏

--------------‏‏

جاء الربيع الناعم‏‏‏

ورقت النسائم‏‏‏

والخير في حقولنا‏‏‏

مواسم... مواسم‏‏‏

والزهر في جناتنا‏‏‏

مفتح، ونائم‏‏‏

هنا ورود، وهنا‏‏‏

براعم... براعم‏‏‏

والطير في سمائنا‏‏‏

مسافر، وقادم‏‏‏

والأرض ترضى تارة‏‏‏

وتارة تخاصم‏‏‏

وطبعنا من أرضنا‏‏‏

محارب.. مسالم‏‏‏

لنا العلا، والفتح والتاريخ، والملاحم‏‏‏

الريف‏‏‏

----------‏‏

غسل الصباح بيوت قريتنا، ورف على الدروب‏‏‏

وحنا يدللها الشعاع، من الصباح إلى المغيب‏‏‏

ومشى النهار بها على مهل الشباب إلى المشيب‏‏‏

وشهيق شحرور الحقول بها وبوح العندليب‏‏‏

وغناء راعيتين في الوادي، وراع في الكثيب‏‏‏

وثغاء قطعان رجعن من المروج مع الغروب‏‏‏

وحنين أخواني وكوب أبي لنعجتنا الحلوب‏‏‏

ملأت بيادرنا الوساع غلال موسمنا الخصيب‏‏‏

ونطوف بالبستان نقتطف النجوم من القضيب‏‏‏

والنسمة العذراء تسكب في الهجير رشاش طيب‏‏‏

....‏‏‏

شتان بين اليوم- يوم الريف- والأمس القريب‏‏‏

كرمي، وكنت وكان قبل اليوم ملكاً للغريب‏‏‏

---‏‏‏

زرعوا النيران من فوقي وخلفي وأمامي‏‏‏

فجرّوا بركان أحقادي، وثأري، وانتقامي‏‏‏

.......‏‏‏

فأعطنيها... ودعيني أسهر الليل.. ونامي‏‏‏

درسها أصدق يا أختاه من درس الكلام.‏‏‏

إلى الأطفال العرب‏‏‏

العيد.. أين العيد؟؟ كاد الحزن يمحو أثره‏‏‏

أين أغاني الطفل؟ أين البسمة المنوّره؟‏‏‏

في مقلتيه دمعة وغصّة في الحنجرة‏‏‏

هل عيّدت سيناء، والضفة، والقنيطرة؟‏‏‏

هل كل طفل عنده ثوب جديد؟ وكره؟‏‏‏

ولعبة جاء بها والده؟؟ وسكّره؟‏‏‏

.....‏‏‏

إن لم تعد أجزاؤنا السليبة المبعثره‏‏‏

فكل عيد مأتم وكل عرس مقبره‏‏‏

......‏‏‏

هذا «الفدائي» وما أروعه.. وما أكبره‏‏‏

يا زنده المفتول، يا رشاشه، يا حنجره‏‏‏

لأنت أنت الفكره الصحيحة المعبره‏‏‏

فدّمر المصنع والآلة والمستعمره‏‏‏

إن لم تكن مفخرة الدنيا، فكيف المفخره؟‏‏‏

المظلة‏‏‏

جاء الخريف المنتظر‏‏‏

وفاجأ الأرض المطر‏‏‏

وجاء معه البرد‏‏‏

وبرقه والرعد‏‏‏

فهرب الإنسان‏‏‏

والثور والحصان‏‏‏

وانتفض الغراب‏‏‏

واختبأ السنجاب‏‏‏

وصار فأر الحقل‏‏‏

ملطخاً بالوحل‏‏‏

وأسرع الكلب إلى‏‏‏

مخبئه مبللاً‏‏‏

تراكضوا جميعاً‏‏‏

واختبؤوا سريعاً‏‏‏

وكانت المظلّة‏‏‏

تشهد هذا كلّه‏‏‏

ترقص كالشيطانه‏‏‏

مبتلّه فرحانه‏‏‏

تسبح كالشراع‏‏‏

من فوق رأس الراعي‏‏‏

تقول: لولا المطر‏‏‏

ما اهتم فيّ البشر‏‏‏

وعشت في الخزانة‏‏‏

ذليلة مهانه‏‏‏

مغلقة مطويّة‏‏‏

مهملة منسية‏‏‏

.....‏‏‏

لا تفرح المظلّة‏‏‏

إن لم تكن مبتلّة‏‏‏

ظلّي ارقصي، ظلي العبي‏‏‏

في المطر المنسكب‏‏‏

باب الساقية والدالية‏‏‏

بستاننا في السهل.. لكن بيتنا في الرّابية‏‏‏

بكّرت للبستان مع جدي، وأختي غاليه!‏‏‏

ألهو، ألمّ الورد، أسمع وشوشات السّاقيه‏‏‏

تشدو أغانيها، تقص حكاية للدّاليه‏‏‏

في صوتها لحن، وموسيقا، وسحر القافيه‏‏‏

قلت: أتى نيسان يوقظ كل عين غافيه‏‏‏

نيسان فيه النور، فيه الدفء، فيه العافيه‏‏‏

يعطيك أنساماً، وأفياء، وشمساً ضاحيه‏‏‏

أما أنا... أعطيك من مائي كؤوساً صافيه‏‏‏

والصيف... يعطيك العناقيد العذاب الحاليه‏‏‏

لا تحرمي منهن أسراب الطيور الشّاديه‏‏‏

مدّي ظلالك والقطوف الحاليات الدانيه‏‏‏

للطير، للإنسان، للمحتاج... حتى الماشيه‏‏‏

أعطي بلا من، بلا بخل، بلا أنانيه!‏‏‏

واستقبلي الدنيا ومن فيها بنفس راضيه‏‏‏

المنجم!...‏‏‏

خرج المنجم في ظلام الليل يرعى الأنجما‏‏‏

غضبت عليه الأرض لما راح يبحث في السّما‏‏‏

فتعثرت قدماه في بعض الحجارة فارتمى‏‏‏

سالت يداه دماً، وسال جبين صاحبنا دما‏‏‏

فبكى، وأوّه، واستغاث مولولاً متألماً‏‏‏

....‏‏‏

ورآه جدّي في الطريق محدّداً، فتبسّما‏‏‏

وأكبّ يمسح وجهه وجبينه المتورّما‏‏‏

ومضى يعاتبه وكان عتاب جدي مؤلما‏‏‏

يا من ترى ما في النجوم، وأنت تمشي في العمى‏‏‏

يامن جهلت الأرض كيف‏‏‏

تريد أسرار السما؟؟‏‏‏

نظّارتا جاري‏‏‏

جاري له نظّارتان صغيرتان قديمتان‏‏‏

مسودّتان سميكتان‏‏‏

من الغبار، من الدخان‏‏‏

أكل الزمان الساعدين وشاخت البلّورتان‏‏‏

وهما على عينيه غائمتان من بقع الدهان‏‏‏

مرّت عليه الأربعون من السنين وعشرتان‏‏‏

مهما هما من فوق حدبة أنفه تتربعان‏‏‏

ورأيته في البيت، كالمجنون، أو كالبهلوان‏‏‏

فوقفت أبصره وأسمع مايقول.... ولا يراني!‏‏‏

يمشي، يدور، يصيح، يصرخ: ضاعت النظارتان‏‏‏

نبش الخزانة والسرير وراح يعبث بالأواني‏‏‏

وجيوب سترته، ومخلاة الحمارة والحصان‏‏‏

هل طارت النظارتان على يدي عفريت جان؟؟‏‏‏

وأراد يمسح مقلتيه لتستريح المقلتان‏‏‏

فإذا هما من فوق حدبة أنفه مركوزتان!!‏‏‏

لم يبق شيء لم يفتّشه سوى هذا المكان‏‏‏

قطّي!....‏‏‏

شعر قطي مثل شعري أملس‏‏‏

ناعم.. لكن قطي شرس‏‏‏

إن تباهى قال: جدي نمر‏‏‏

خاله الفهد وخالي النمس‏‏‏

جعل الحارة ميداناً له..‏‏‏

أين منه في السباق الفرس؟‏‏‏

جال في مطبخ جدي جولة‏‏‏

قصها بالأمس خالي أنس‏‏‏

خنق العصفور لما غفلوا‏‏‏

وتعشى الجبن لما نعسوا‏‏‏

كلما شاهده عصفورنا‏‏‏

جن خوفاً واعتراه الخرس‏‏‏

يتوارى في الزوايا هارباً‏‏‏

كلما دق علينا الجرس‏‏‏

فله في كل بيت سطوة‏‏‏

وله في كل دار عرس‏‏‏

وإذا مر على حارتنا‏‏‏

صفر الشرطي وصاح الحرس‏‏‏

قال قوم: حطموا أنيابه‏‏‏

فإذا حطّم.. لا يفترس‏‏‏

قلت: هذا طبعه! قالوا: إذن‏‏‏

ما الذي نصنع؟ قلت: احترسوا‏‏‏

لعبة الحيوانات‏‏‏

مسرحية قصيدة‏‏‏

الأولاد: هيا نرقص هيا نلعب.... سامي ديك، شوقي ثعلب‏‏‏

الثعلب: قرب نحوي، قرب سامي..... أسمعني بعض الأنغام‏‏‏

الديك: كيكي كيكي، كيكي كيكي‏‏‏

الثعلب: ما أحلى أنغام الديك‏‏‏

الأولاد: إحذر احذر هذا الماكر... لا تقرب منه يا شاطر‏‏‏

الثعلب: هيا نقفز قفز الأرنب... لا تنفر مني، لا تغضب‏‏‏

الأولاد: لا لا لا لا لا لا..... احذر... احذره محتالا‏‏‏

الثعلب: قرّب والمس جلدي الناعم‏‏‏

الديك: مهلاً.. هذا ضيفي قادم‏‏‏

الكلب: هب هب، هب هب، هب هب، هب هب‏‏‏

الأولاد: هرب الثعلب هرب الثعلب‏‏‏

هيا نرقص هيا نلعب... هيا نقفز قفز الأرنب‏‏‏

الكلب‏‏‏

أنا الأمين المخلص‏‏‏

أحمي الحمى، وأحرص‏‏‏

إذا دعاني صاحبي‏‏‏

أتيته أبصبص‏‏‏

أنا الوفيّ المخلص‏‏‏

كلّ الدجى لا أرقد‏‏‏

لأن عيني مرصد‏‏‏

لا أشتكي الصيف وإن‏‏‏

جاء الشتا لا أبرد‏‏‏

لأنني معوّد‏‏‏

أجوع... لكن أصبر‏‏‏

يساء لي وأشكر‏‏‏

وكل شر نالني‏‏‏

فإنه مبرر!...‏‏‏

أرضى به... وأغفر‏‏‏

الثعلب الناسك... والديك‏‏‏

كان في الغابة ثعلب..... أعرج الساقين، أحدب‏‏‏

أمعط الذيل، هزيل... أعمش العينين، أجرب‏‏‏

لم يكن فيه، ولا في... شكله شيء محبب!‏‏‏

لم يجد زوجاً، ولما... لم يجد زوجاً ترهّب...!‏‏‏

وارتدى ثوب الدرا... ويش وعاش العمر أعزب‏‏‏

ومضى يحكي عن العفة، والتقوى ، وأسهب‏‏‏

يعظ الخلق بما يرضى به الله، ويغضب‏‏‏

رآه الديك، والديك أخو عقل، مجرّب‏‏‏

قال: ياثعلب! هل بين تقاة الأرض ثعلب؟‏‏‏

هل لآبائك من قبلك غير الغدر مذهب؟‏‏‏

أنت في تقواك كذّاب، وفي العفة أكذب‏‏‏

العنزان العنيدان‏‏‏

عنزان فوق الجسر... والنهر طاغ يجري‏‏‏

كلتاهما عنيده... شيطانه مريده‏‏‏

سيئة الطباع.... تسعى إلى النزاع‏‏‏

لا تعرف الصداقة... من طبعها الحماقة‏‏‏

تريد كل جانيه... تعبر قبل الثانيه‏‏‏

تقول: درب الجسر لي... أنا أنا في الأول‏‏‏

وسفه الكلام... واحتدم الخصام‏‏‏

وعندما تم اللقا... والجسر كان ضيّقا‏‏‏

تهاوت العنزان.... للماء في ثوان‏‏‏

وماتتا في الوادي... نتيجة العناد‏‏‏

حرمون- جبل الشيخ‏‏‏

حرمون... سفوحك والقمم‏‏‏

غضب.. لهب... حمم... ودم‏‏‏

وجهنم فوقك يا جبل‏‏‏

شعل... شعل... شعل... شعل‏‏‏

إغضب... إغضب... عاش الغضب‏‏‏

أنت الأمة... أنت العرب‏‏‏

أنا لم أولد يا حرمون‏‏‏

في الدنيا... لولا تشرين‏‏‏

أخجل إن قالوا: إنسان‏‏‏

وهناك.... هناك حزيران‏‏‏

ودمشق... دمشق العربيه‏‏‏

لم ترض غير الحريّه‏‏‏

تطلع من بردى بركانا‏‏‏

يفرق باللهب « الجولانا»‏‏‏

تسكب فيه فوق الوهج‏‏‏

نور المقل ودم المهج‏‏‏

شعبي... جيشي يمضي رجفاً‏‏‏

قصفاً... قصفاً... قصفاً... قصفا‏‏‏

أين الأرض؟ وأين الدار؟ ستعيدهما النار... النار‏‏‏

وغداً تزرع شمس الأمل‏‏‏

فوق القمة كل القبل‏‏‏

تفخر بالأنوار الجبلا‏‏‏

خصلاً... خصلاً... خصلاً... خصلا‏‏‏

وغداً... وغداً جبل الشيخ‏‏‏

يصبح جزءاً من تاريخي‏‏‏

نشيد الثوار العرب‏‏‏

سنسير على وهج النار‏‏‏

لنعيد النازح للدار‏‏‏

ويظل شعار الأحرار‏‏‏

ألموت الموت... أو النصر‏‏‏

.........‏‏‏

الغاصب كان... ومازالا‏‏‏

يحتّل ديارك مختالا‏‏‏

أيظلّ بها؟ لالا.. لا لا‏‏‏

ألموت الموت... أو النصر‏‏‏

....‏‏‏

ألشعب تفجّر نيرانا‏‏‏

ويظلّ ويبقى إنسانا‏‏‏

لا ذلّ الشعب، ولا هانا‏‏‏

أيهون؟ وفي يده الأمر‏‏‏

.....‏‏‏

وطني، وسأرفعه علما‏‏‏

وسأزرعه عرقاً ودما‏‏‏

وسأغمس كفّي والعلما‏‏‏

في الجمر ليضيء الحجر‏‏‏

....‏‏‏

سنقيم الخصم ونقعده‏‏‏

ونحطمه ونبدّده‏‏‏

ونعيد النازح للدار‏‏‏

ويجلجل صوت الأحرار‏‏‏

الموت... الموت... أو النصر‏‏‏

الوحدة العربية‏‏‏

يا أبي... إنا توحّدنا، وثرنا، يا أبي‏‏‏

والتقى في الساح، ساح المجد،كل العرب‏‏‏

وطني حرّ أبيّ وأنا حرّ، أبي‏‏‏

نحن جيل الوحدة الكبرى، وتاريخ الغد‏‏‏

فاسمعينا يا سماوات، ويا أرض اشهدي‏‏‏

كيف ثرنا، كيف حطّمنا، غرور المعتدي‏‏‏

....‏‏‏

أمتي كانت- وما زالت- منار الأمم‏‏‏

أمّة السيف بلا بغي، وجند القلم‏‏‏

كل هذا المجد في طبعي، ويجري في دمي‏‏‏

......‏‏‏

كل شيء من ذرا «طوروس» حتى «المندب»‏‏‏

كل شيء من «خليج» العرب، حتى «المغرب»‏‏‏

عربي... عربي‏‏‏

عربي... عربي‏‏‏

الهرّة‏‏‏

أنا الهرّة من طبعي‏‏‏

خداع الناس والمكر‏‏‏

إذا لم ينفع المكر‏‏‏

فعندي الناب والظفر‏‏‏

.......‏‏‏

إذا شاهدت إنساناً‏‏‏

تمسّحت بأثوابه‏‏‏

وأظهر حبّه حتى‏‏‏

كأني بعض أحبابه‏‏‏

سلاحي الغدر والمكر‏‏‏

وخصمي الأول الكلب‏‏‏

لأن الحقد من طبعي‏‏‏

وهذا طبعه... الحبّ‏‏‏

بلادنا‏‏‏

جاء الربيع الناعم‏‏‏

ورقت النسائم‏‏‏

والخير في حقولنا‏‏‏

مواسم... مواسم‏‏‏

والزهر في جناتنا‏‏‏

مفتح، ونائم‏‏‏

هنا ورود، وهنا‏‏‏

براعم... براعم‏‏‏

والطير في سمائنا‏‏‏

مسافر، وقادم‏‏‏

والأرض ترضى تارة‏‏‏

وتارة تخاصم‏‏‏

وطبعنا من أرضنا‏‏‏

محارب.. مسالم‏‏‏

لنا العلا، والفتح والتاريخ، والملاحم‏‏‏

الريف‏‏‏

غسل الصباح بيوت قريتنا، ورف على الدروب‏‏‏

وحنا يدللها الشعاع، من الصباح إلى المغيب‏‏‏

ومشى النهار بها على مهل الشباب إلى المشيب‏‏‏

وشهيق شحرور الحقول بها وبوح العندليب‏‏‏

وغناء راعيتين في الوادي، وراع في الكثيب‏‏‏

وثغاء قطعان رجعن من المروج مع الغروب‏‏‏

وحنين أخواني وكوب أبي لنعجتنا الحلوب‏‏‏

ملأت بيادرنا الوساع غلال موسمنا الخصيب‏‏‏

ونطوف بالبستان نقتطف النجوم من القضيب‏‏‏

والنسمة العذراء تسكب في الهجير رشاش طيب‏‏‏

....‏‏‏

شتان بين اليوم- يوم الريف- والأمس القريب‏‏‏

كرمي، وكنت وكان قبل اليوم ملكاً للغريب‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية