|
|
حديث الناس الحمضيات هذه التي تعاني منذ عشرات السنين من صعوبات وويلات وآلام يأتي في مقدمتها عدم إيجاد طرق ووسائل لتصدير الفائض منها والذي يقدر بمئات آلاف الأطنان إن لم نقل بالملايين..! ولو عدنا إلى الخبر لا نستطيع إلا أن نقف مطولاً عند إعادة تأهيل زراعة الحمضيات بهدف التصدير، وهذه الوقفة تستدعي العديد من التساؤلات والاستفسارات تتعلق بهذه الزراعة التي تتميز بها بلادنا أولها ماذا يعني تأهيل زراعة الحمضيات بعد عشرات السنين..؟! وهل زراعة الحمضيات كحال المصنع أو المعمل أو الشركة أو أن الأمر حقل تجارب؟ ثم هل عجزنا عن إيجاد طرق لتصدير الحمضيات إلى هذا الحد...؟! وما المانع أن يتم التعامل مع هذا المحصول كما هو الحال مع موسم التفاح مثلاً...؟! وإذا كانت الحمضيات عندنا عشوائية كما يقول أحد المعنيين في مكتب الحمضيات في وزارة الزراعة فما هو حال الزراعات الأخرى..؟! هل هي منظمة ومنتظمة..؟! ثم لماذا حتى الآن لعرفنا بأنها عشوائية..؟! ومن المسؤول عن عدم وجود برنامج تصدير لها..؟! إن مشروع إعادة تأهيل زراعة الحمضيات كحل للمشكلة وباعتماده على إنتاج غراس جديدة من أصناف مختارة بدقة وذات مواصفات الجودة ما هو إلا تجربة تضاف إلى تجارب عديدة ليس بالضرورة أن تنجح ولا سيما أن مثل هذا المشروع يحتاج إلى دراسة دقيقة ومتأنية ويكلف الفلاحين كثيراً وهم غير قادرين على تنفيذ واتباع الآليات والإجراءات التي يتم الحديث عنها خاصة إعادة النظر بوضع حقول الحمضيات وزراعتها من جديد...!! إذا ما علمناأن مثل هذا المشروع يحتاج إلى جهة معنية ترعاه وتتبناه. وإلى وجود مستثمرين في مجال الحمضيات..!! وهذا ليس بالأمر السهل أبداً. فإذا كان القائمون أو المعنيون أو من في حكمهم جادين في مثل هذا الأمر ومتأكدين من نجاح هذا المشروع ضمن خطة متكاملة تبدأ من الزراعة حتى التسويق وما بينهما يمكن البدء به خاصة أن تكلفة المشروع لا تتجاوز الـ /200/ مليون ليرة وعائداته حسب مدير مكتب الحمضيات في وزارة الزراعة بالمليارات..!! أما إذا كان الموضوع من باب التجربة وغير مضمون النتائج فهناك كلام آخر ونعتقد جازمين بأن زراعة الحمضيات وما تتعرض له من خسائر وتعاني من مشكلات لا تحتمل أبواب التجارب ولا يحتمل مزارعوها انتكاسات جديدة...!!! |
|
