|
ملحق ثقافي يجد الكاتب نفسه محاطاً بالإحباط إذا تورط بطباعة ألف نسخة من كتابه. وإذا أردتم أن تدركوا حجم المأساة، فقسموا ألف نسخة على أربعمائة مليون، وسترون المستقبل المشرق الذي ينتظرنا! إضافة إلى أن الألف نسخة هذه، تجول في الوطن العربي لعدة أعوام، ويهترئ غلافها الخارجي من التعرض للعوامل الجوية في المعارض. كاتبنا يعاني، والكاتب الياباني هاروكي موراكامي يعاني أيضاً، ولكن من ضغط العروض لشراء حقوق نشر رواياته. ففي اليابان يصل تيراج أي عمل من أعماله إلى أربعين مليون نسخة – باللغة اليابانية فقط – وهذا يعني أن كل بيت ياباني يشتري نسخة أو أكثر. وفي اليابان أيضاً، تعاد طباعة كتب يوكيو ميشيما وياسوناري كاواباتا، وتلاقي المصير التراجيدي نفسه لروايات موراكامي. ولزيادة رداءة الوضع، تقوم بعض الصحف العربية باستطلاعات رأي حول العزوف عن القراءة، ويلقي بعضها اللوم على الشبكة العنكبوتية! وكأن العرب قبل اختراع الإنترنيت كانوا يطبعون من كل كتاب ثلاثمائة مليون نسخة. ولم تنتبه الاستطلاعات إلى أن اليابانيين، وهم آباء التكنولوجيا – قد زادوا من تيراجات الطباعة الورقية، وأن نسبة القراءة العربية إلكترونياً هي الأدنى عالمياً. المحزن، أننا لا نشعر بهذا البؤس، ولم نقم بمشاريع حقيقية عملاقة لننقذ أنفسنا من الجهل، ونتقدم إلى الأمام. إننا – بكل بساطة وثقة بالنفس – لا نعتبر أنفسنا جاهلين، ولا نعتبر القراءة مصدراً للمعلومات أو أساساً لكل تقدم! Okbazeidan@yahoo.com |
|