تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عمّ أحدثك يا أمي..

ملحق ثقافي
2018/8/14
ميساء محمد

عمّ أحدثك يا أمي..

عن ذاك الفضاء‏

المتساقط كقطع الثلج‏

في ليلة صماء‏

عن تلك السماء‏

مقطوعة الأيدي‏

أم عن ذئب‏

استباح حرمة غابة‏

هو المكان‏

الذي تحوّل لفتات‏

سأحدّثك يا أمي‏

عن يوسف‏

‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏

ترنح الموت بين طلقات‏

اخترقت جسده‏

ضحك وضحك‏

لتنهض الحياة‏

في دروبه من جديد‏

عن يده المقطوعة‏

كان قد وضعها في جيبه‏

ليعيد وصلها لاحقاً‏

عن جسده المثقوب‏

ينابيع تتدفق‏

من رحم الموت‏

طريق سفره‏

وهو في صندوق خشبي‏

مشذى بعلم الوطن‏

شهقات حياة‏

تدب في جسده‏

جسدٌ يتخبّط‏

داخل جسدٍ ممدّدٍ‏

نبض من الحجب السماوي‏

يعيد النبضَ‏

من شقوق الأرض‏

أأحدّثك يا أمي‏

عن فاطمة‏

غادرت دروب الوجع صارخة‏

تنادي الأمل المنشور‏

على حبل الحلم‏

بالنجاة‏

من سراديب السواد‏

عن صرخات استيقظت‏

رعوداً وبروقاً‏

وريحاً صرصراً‏

عن مطر أسود‏

بلل وجنتيها‏

عن انخطافٍ‏

غيّب ابن وابن وابن‏

وابنة وزوجاً‏

سأقول لك يا أمي‏

حكاية بتول‏

ذات العينين الخضراوين‏

أمسكت بيد أمها‏

ركضت لشراء‏

عقد الياسمين‏

تسابقت الشظايا‏

لتعانق بياض الحنين‏

سأحدثك يا أمي‏

عن ورود حديقتي‏

عن ذاتي التائه‏

عن رسائل نحلي الجائع‏

لا يعرف طريقاً‏

إلا جسدي‏

اسمحي لي يا أمي‏

أن أمسح دمع عينيك‏

فلم أعد أحتمل ملوحته‏

أن أحيك من شغاف قلبي‏

وشاحاً لك‏

دعيني أقبّل يديك‏

أجثو عند قدميك‏

لن أقدس يا أمي‏

إلا الطريق إلى الموت‏

لن تعرف خطواتي‏

إلا دروب فرحك‏

لن أعود يا أمي‏

إلا بعقد الياسمين‏

وإكليل غار‏

ووشاحاً‏

يزين خصر الحياة..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية