تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


محاضرة .. قاموس العامية السورية في خمسة آلاف صفحة

ثقافة
الخميس 25-3-2010م
متابعة: رانيا الحسن

(متعة ومصاعب تأليف قاموس العامية السورية) عنوان المحاضرة التي ألقاها جيروم لانتان أستاذ مجاز في اللغة العربية حاصل على دكتوراه دولة وأستاذ اللغة العامية في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس وهو حالياً ملحق بالمعهد الفرنسي للشرق الأدنى بدمشق.

ومنذ سنوات عديدة يحضر جيروم لانتان مع زميله السوري كلود سلامة قاموس العامية السورية (المحكية في دمشق) الذي سيكون حين انتهائه مؤلفاً من خمسة آلاف صفحة.‏

وفي المحاضرة تحدث لانتان عن متع وصعوبات هذا المشروع والاكتشافات والأمور المحفزة للتفكير التي يثيرها وقال: إن لغة كل يوم المحكية تستخدم لكل شيء وهي تراث فني وتراث للتواصل بين الناس فوراء كل لغة هناك حضارة، واهتمامي بالعامية هو اهتمامي بالعربية بشكل عام لأنني درست العامية في القاهرة وهي مرحلة سبقت مرحلة تعلم الفصحى بالنسبة لي، وتعلمت العامية في البيت وفي المدرسة.‏

ولكي نحصل فعلاً على كافة الإنتاج الأدبي والتاريخي نحتاج أن نعرف شيئاً عن العامية، فالعاميات بشكل مباشر أو غير مباشر هي اللغة التي تحدث بها الأدباء والكتاب في حياتهم اليومية، وهناك بعض التفسيرات الخاطئة لأنهم لم يكونوا على اطلاع على لغة المؤلف وهذه اللغة لها تأثيرها على العمل الأدبي.‏

كيف يصنع المعجم؟‏

هناك الكثير من الطرق وفي البداية يجب أن يكون لدينا فريق عمل لأنني بدأت بآلاف البطاقات عن المعلومات التي درستها ومصدري الأساسي من المعلومات هو زميلي في دمشق والمهمة الأساسية لمعد المعجم هي أن يفتح أذنه ويسمع بها جيداً ويسجل بقلم الرصاص آلاف المصطلحات من خلال استماعنا إلى السينما والتلفزيون واستبعدنا المصطلحات التقنية والفنية لأن ذلك كان سيجعل عملنا ضخماً جداً.‏

فنحن نجهل الكثير من الأشياء وعندما نستخدم عبارة معينة لا ندري معناها لكننا نستخدمها فعلاً وبصفتنا لغويين يجب أن نعرف كل ذلك وأن نتحدث بمصطلحات نعرفها ومن الأهداف التي نضعها أمامنا أن نحدد الأشياء ونصفها بشكل دقيق ونصنعها وعندما يبدأ العمل الحقيقي الذي يحتاج إلى الجهد يجب أن نطرح أكبر عدد من الأسئلة فسألنا أنفسنا الكثير من الأسئلة مثل: الجمع (الحمامات-حمام) لكن أحياناً حمايم- حماميم هناك أكثر من صيغة للجمع.‏

ومن المهم جداً أن نكون على معرفة دقيقة للغة الماضي-المضارع-اسم المفعول فالأمور لن تنجح دائماً إذا لم نعرف اسم المفعول (باع- يبيع- مبيوع) وهي غلط يجب أن نقول مباع، وأحياناً اسم المفعول لا ينجح (خادم-مخدوم) وهي اسم فاعل.‏

هذه الأمور قد تبدو سهلة لكنها ليست من البديهية ونلاحظ الكثير من الأفعال ليس لها اسم مفعول (انحظ- محظوظ) واسم مفعول ليس له فعل وفي اللغة العربية أسماء وحدات (شجر- شجرة)، (تفاح- تفاحة) تفاحات- حبة مفردة وأحياناً تتغير الكلمة تماماً بنفسج نقول بنفسجية.‏

وإذا أخذنا أفعال التفضيل، مريح- أريح.‏

ويجب أن ننبه إلى أدق التفاصيل فمثلاً نستخدم صيغة الجمع نهاياتها (آت) فنقول: (اشرب شاياتك) (عقالته) وأحياناً نقول: دمه خفيف أو دماته خفاف ولكننا لا نقول عن شخص دمه ثقيل دماته ثقال.‏

بالإضافة إلى ذلك يجب أن نفكر في صناعة المعجم إضافة وإدراج استعارة مأخوذة من لغات أجنبية، فاللغة العربية احتكت بلغات أخرى لها تأثيرها على العربية ففي حرف (ب) يوجد 1850 كلمة ومنها 300 كلمة مستعارة من كلمات أجنبية مثل كلمة (موبايل) هي دخيلة على العربية.‏

أما كلمة باذنجان فلا نستطيع تمييزها إذا كانت دخيلة أولا.‏

الخبرة ضرورية لدى المختص باللغات الأخرى كالإيطالية والتركية وغيرها وعندما يصعب عليها تحديد مصدر كلمة إذا كانت إيطاليا، أو يونانية نقول عنها ذات مصدر أوروبي والاختصاصات ضرورية في هذا المجال مثل المختص بعلم النبات أو علم المناجم وعلم اللغات.‏

وفي النهاية هذا المشروع يتطلب دقة في التعبير، فالأمور تبنى شيئاً فشيئاً وفي كثير من الحالات ننسج شبكة مقارنات وقد نجد صيغاً لا يتفق عليها الجميع.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية