|
برلين إلى اتباع سياسة ترويجية في معظم الأسواق العالمية عبر قيام وزارة السياحة بتنفيذ خطة طموحة تمثلت بالمشاركة في المعارض الدولية وخاصة في الدول الرئيسية المصدرة للسياح.
وضمن هذا الإطار شاركت سورية في معرض برلين السياحي ITB من 9 ولغاية 15 آذار الحالي بجناح بلغت مساحته 225 متراً مربعاً ومشاركة 26 شركة سياحية سورية، كما بلغ عدد الدول المشاركة 187 دولة و 11127 شركة عارضة على مستوى العالم، الشيء الجديد في هذا المعرض وجود تركيا كدولة راعية «شريكة» والمسؤولة عن الافتتاح.
الجناح السوري تميز بطابعه الدمشقي الهادئ وبموقعه وتصميمه والصورة المنشورة معبرة عن التألق السوري في مجال المواقع الأثرية، إضافة إلى قيام وزارة السياحة بحملة إعلانات مكثفة أمام المعرض بعرض أكثر من عشرين لوحة ضوئية تمثل أهم المواقع السياحية السورية مع عبارة «سورية.. القلوب المفتوحة».. وكذلك عرض إعلانات بمساحات ضخمة في الشوارع والمراكز الرئيسية في برلين وعلى الباصات.
فرصة للاحتكاك والمنافسة الدكتور الأحمد الأحمد رئيس وفد وزارة السياحة إلى معرض برلين أكد «للثورة» أن المشاركة السورية في هكذا معارض مهمة للغاية، كونها تفتح المجال للاحتكاك والمنافسة والاطلاع على آخر التقنيات في صناعة السياحة واعتبر الأحمد أن معرض برلين من أهم المعارض العالمية وهو فرصة للوزارة والشركات السياحية السورية لعرض منتجاتها السياحية وتقديم سورية عبر الترويج، إضافة إلى عقد صفقات سياحية مؤكداً أن الوزارة تلقي آمالاً كثيرة على هذه المشاركة. تزايد السياح الألمان وأكد الدكتور الأحمد أن عدد السياح الألمان إلى سورية في تزايد مستمر، حيث أدركت ألمانيا أهمية أن يكون لها شريك شرق أوسطي بحجم سورية وخاصة أن سورية كانت محور الملتقى الاقتصادي الثاني عشر الذي عقد في برلين عام 2009 والذي كان فرصة حقيقية لتقديم سورية للعالم. وعن زيادة عدد السياح الألمان إلى سورية أرجع ذلك الدكتور بسام إلى الحملات الترويجية التي أطلقتها وزارة السياحة في ألمانيا منذ عام 20٠5 إضافة إلى اعتماد الوزارة اعتباراً من العام الماضي شركة علاقات عامة لتمثلها في ألمانيا، إضافة إلى إطلاق حملة إعلانات طرقية تجاوزت الخمس حملات في العام الماضي تركزت في برلين وميونخ وفرانكفورت وشتوتغارت تزامناً مع فعاليات رئيسية مميزة في هذه المدن، فمثلاً في شتوتغارت أطلقت الوزارة حملة إعلانات طرقية واسعة تزامناً مع معرض مملكة قطنا.. كنوز الدنيا.. كما قامت الوزارة بوضع إعلانات على بعض قنوات التلفزة الألمانية تدعو المواطنين الألمان لزيارة سورية والمعرض للتعرف على حضارتها وآثارها.. مشيراً إلى أن عدد السياح الألمان بلغ عام 2009 (772) ألف سائح بزيادة قدرها 25٪ عن عام 2008، وأعاد الدكتور الأحمد هذا التزايد إلى سعي الحكومة ممثلة بوزارة السياحة إلى جعل السياحة عنصراً مهماً واستراتيجياً في الاقتصاد السوري. من جانبها أكدت السيدة عبير الجرف القائم بأعمال السفارة السورية في برلين أن المشاركة السورية في معرض برلين السياحي تكتسب أهمية خاصة لكونه يستقطب جميع الفعاليات السياحية في العالم والذي يعتبر أهم معرض سياحي تشارك به أكثر من 187 دولة وتكتسب أهمية مشاركة سورية في هذا المعرض أهمية خاصة نظراً لزيادة نسبة السياح الألمان إلى سورية والذي عزت السيدة عبير الجرف أسبابه إلى عدة أسباب منها الوضع السياسي المستقر التي تتمتع به سورية وانفتاح سورية وهيكلتها كموزاييك يضم أطياف متعددة تضمها لحمة وطنية وبوتقة اجتماعية ودينية ووطنية. إضافة إلى تعاون جميع الجهات في سورية من سياحة وثقافة وأشارت الجرف إلى معرض «قطنا» الذي استقطب أكثر من 150 ألف سائح حتى الآن وهذا ما لمسناه في السفارة حيث زادت كمية «الفيزا» إلى سورية، وعن دور السفارة وتعاونها مع السياحة لإنجاح المعرض اعتبرت الجرف أن جميع الجهات المعنية فريق عمل واحد تعمل لإنجاح هذه التظاهرة الاقتصادية خدمة للوطن الأم. وعن الجالية السورية أكدت الجرف أنها نوعية حيث يبلغ تعدادها في ألمانيا ما يقارب ال (80) ألف مواطن سوري وما يميز الجالية السورية غيرتها على الوطن، حيث هناك رابطة خاصة بهم ويتواصلون بشكل واضح مع السفارة وتشارك في معظم الفعاليات. وهذا يتضح أكثر من خلال الزيارة الكثيفة للجالية لهذا المعرض ليتواصلوا مع وطنهم الأم سورية. وللعلم فقط أن هناك نحو (8000) طبيب سورية في ألمانيا إضافة إلى آلاف المهندسين. وهذا مايميز الجالية ويعطيها تميزاً نوعياً تزيد فعاليتها في إعطاء الصورة الحقيقية لسورية. حفل استقبال وعلى هامش المعرض أقام الجناح السوري المشارك في معرض برلين حفل استقبال دعى إليه الفعاليات السياسية والاقتصادية وشركات السياحة التي تهتم بالسوق السياحية السورية إضافة إلى إعلاميين، حيث ألقى رئيس الوفد السوري كلمة أشار من خلالها إلى الخطط الحكومية السورية في برامج الترويج السياحي إضافة إلى عملية تقييم حركة القدوم السياحي لسورية وكذلك الاستثمارات السياحية التي شهدت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الماضية. وأشار رئيس الوفد إلى أن حركة القدوم السياحي إلى سورية قابلة للزيادة في الاستثمارات السياحية التي زادت على 300 مليار ليرة سورية والذي كان له صدى إيجابي لدى الحضور . كما تمت الإشارة إلى الخطة الخمسية الحادية عشرة والتي ستزيد الاهتمام بالسياحة واستثماراتها لتصبح دينمو الاقتصاد السوري . سورية التقاء الماضي بالحاضر تمتلك سورية إمكانيات كبيرة لتكون مركز جذب سياحي مهماً وذلك بفضل التنوع الجغرافي الرائع من سواحل متوسطية إلى جبال ووديان وسهول وبفضل الغنى الحضاري والأثري المتنوع الذي يمتد من أقصاها إلى أدناها. ولا تنبع أهمية وجمال سورية من كونها متحفاً تاريخياً فقط بل ولتمتعها بالمصايف التي تجتذب الكثير من الزوار العرب والأجانب بحثاً عن الاستجمام والتمتع بمناخها الجميل ومائها العذب وهوائها العليل وفاكهتها اللذيذة وأطباقها الشهية، ومن أهم الأماكن القريبة من دمشق: الزبداني، بلودان ، بقين، عين الفيجة، عين الخضرة، كما أن هناك الكثير من مناطق الاصطياف والاستجمام المنتشرة على التلال والجبال وعلى طول الساحل السوري مثل: صلنفة، كسب ، دريكيش، مصياف، وادي العيون، صافيتا، مشتى الحلو إضافة إلى وجود العديد من الشاليهات والفنادق على شواطئ البحر ذي الرمال الذهبية. تتميز سورية بإرث تاريخي يروي الماضي العريق ل3000 موقع اثري و 30 حضارة من السومريين والعموريين مروراً بالبابليين والآراميين والإغريق والرومان وانتهاء بالحضارة الإسلامية حيث كانت دمشق عاصمة الدولة الأموية، ففيها الجامع الأموي الذي يعتبر آية في الروعة الهندسية وبالقرب منه الكثير من المزارات الدينية الإسلامية والمسيحية . تقدم سورية رحلات السير عبر الجبال وركوب الخيل والجمال والتخييم في الصحراء السورية، أما التسوق في الأسواق القديمة ففيه متعة خاصة تتسم بعبقها وسحرها القديم حيث تقدم فيها جميع المأكولات الشرقية والمشروبات التقليدية مثل التمر هندي والسوس والقهوة المرة العربية والحلويات الشرقية والبوظة الدمشقية، وإلى جانبها تتواجد الأسواق الحديثة والعصرية التي تلبي حاجات التسوق من خلال تقديم بضائع بجودة عالية وأسعار مناسبة، أما إذا أراد السائح أن يعيش التاريخ بنفسه فعليه زيارة المطاعم والفنادق المقامة في الأبنية التاريخية، الشعب السوري مضياف بطبيعته ومنفتح ويحب استقبال السياح بعبارة أهلاً وسهلاً ويعتبر الزوار أنهم في وطنهم الثاني حيث يشعرون بالأمن والأمان وحيثما يتجول السائح يجد الاستقبال الحافل والحار والضيافة التقليدية، من قهوة وشاي سواء في الصحراء أم في المصايف وعند المغادرة يودع السائح بعبارة مع السلامة على أمل اللقاء . وقد أدركت الحكومة السورية أهمية السياحة كصناعة استراتيجية وكمصدر أساسي للدخل القومي وجسر يجمع الشعوب ويثري الحوار بين الحضارات ويسهم في إبراز الصورة الحضارية لسورية ومحركاً للتنمية في التجمعات السكانية القريبة من المواقع السياحية والأثرية، وقد تم وضع الحلول لتحقيق هذه الرؤية فقامت بإصدار القرارات اللازمة لتسهيل دخول السياح وتشجيع الاستثمار ووقعت عدة عقود لإنشاء فنادق عالمية ومنتجعات سياحية، إضافة إلى طرح مواقع سياحية للمستثمرين «عرب ومحليين» في مؤتمريها الأول والثاني اللذين عقدا في السنوات الماضية، وكذلك قامت وزارة السياحة بتنظيم مؤتمرها الخامس في نيسان خلال الفترة ما بين 28-30/4/2009 حيث طرحت مواقع سياحية جديدة، كما أن هناك جهوداً لتطوير المنتج السياحي السوري وأساليب الخدمة المقدمة لجذب السياح. وتضفي المهرجانات العديدة التي تقام في سورية مزيداً من الاستمتاع بزيارتها مثل مهرجان طريق الحرير الذي يكرس دور سورية كنقطة التقاء فريدة على طريق الحرير القادمة من الشرق والغرب وكذلك برامج صيف 2009. |
|