تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


موقع : Counter Punch .. الجيش الإسرائيلي والإعلام الأميركي عائلة واحدة

ترجمة
الخميس 25-3-2010م
ترجمة: رندة القاسم

أثار الكشف الحديث بأن لـ «إيثان برونير» رئيس مكتب إسرائيل- فلسطين في New York Times، ابناً يعمل في الجيش الإسرائيلي عاصفة من الجدل لاتزال تشتد وتكشف عن المزيد.

ورأى كثيرون في هذا إشارة إلى الدعم الأسري وسط التغطية الصحفية لصراع أجنبي، وخاصة إذا وضعنا بالحسبان سجل الـ Times فيما يتعلق بالصحافة المتمركزة حول إسرائيل.‏

رفضت إدارة Times أولا التصديق على الموضوع ثم رفضت التعليق عليه. وأخيراً أجبرت الصيحات العالية «كلارك هويت» أحد المسؤولين في الصحيفة على مواجهة المسألة في مادة منشورة استهلها بالإطراء على مؤسسته التي وظفته، ثم قال إنه يرى وجوب إعادة تعيين «برونير» في مكان آخر لتفادي «مظهر» الانحياز.‏

غير أن رئيس التحرير «بيل كيلير» أحجم عن القيام بما قام به زميله، بل كتب عموداً صحفياً اعتبر فيه ارتباطات «بورنير» قيمة لأنها تعتبر مقياساً لثقافة رفيعة متعلقة بإسرائيل وأعدائها و هو أمر سيفتقده أي شخص لا يتمتع بهذه الروابط.‏

إذا كانت هذه «الثقافة الرفيعة» قيمة فإن مبدأ النزاهة والحيادية في غرف الأخبار والذي تناصره الـ Times سيحتاج إلى محرر يمتلك ثقافة رفيعة مماثلة حول فلسطين وأعدائها و لكن «كيلير» لم يتحدث عن هذا.‏

و«برونير» ليس وحيداً في ارتباطه بالجيش الإسرائيلي:‏

- «جويل غرينبيرغ» الرئيس السابق لمكتب الـ Times، كان قبل هذا المنصب يخدم في الجيش الإسرائيلي.‏

- جيفري غولدبيرغ من صحيفة Atlantic خدم أيضاً في الجيش الإسرائيلي، وليس من الواضح متى وكيف وما إذا كانت خدمته قد انتهت.‏

- ريتشارد تشيسنوف، الذي كان يغطي أحداث الشرق الأوسط لأكثر من أربعين سنة لمصلحة US News&World Report, له ابن يخدم في الجيش الإسرائيلي.‏

- أما زوج ليندا غرادستين، مراسلة إسرائيل في الراديو الحكومي الوطني، فهو قناص إسرائيلي وربما لا يزال في الاحتياطي الإسرائيلي. ورفض الراديو الإفصاح عما إذا كانت ليندا نفسها مواطنة إسرائيلية كما هو زوجها وأولادها.‏

- «ميتش وينستوك» المحرر الوطني لـ San Diego Union-Tribune خدم في الجيش الإسرائيلي.‏

- إيزابيل كيرشنير مراسلة لـ New York Times في المنطقة وهي أيضاً مواطنة إسرائيلية. فإسرائيل تفرض خدمة عسكرية عامة إجبارية ما يفترض أنها نفسها أو أعضاء أسرتها يرتبطون بالجيش. ورفضت Times الإجابة عن تساؤلات تتعلق بهذا الأمر.‏

- الكثير من صحفيي وكتّاب Associated Press مواطنون إسرائيليون أو لهم عائلات إسرائيلية. والوكالة لن تقول كم من الصحفيين في مكتب المنطقة يخدم في الجيش الإسرائيلي، كم منهم خدم في الماضي، كم منهم له أقارب مع روابط بالجيش الإسرائيلي.‏

- وبشكل مشابه لكثير من مراسلي التلفزيون مثل مارتين فليتشير كانوا مواطنين إسرائيليين أو لديهم عائلات إسرائيلية.‏

- رئيس مكتب مجلة Time أضحى قبل سنوات مواطناً إسرائيلياً بعد تسلمه لمنصبه.‏

- صحيح أن وولف بليتزر من CNN ليس مواطناً إسرائيلياً، لكنه مستقر في إسرائيل من سنوات كثيرة، وقد ألف كتاباً لتبرئة التجسس الإسرائيلي في الولايات المتحدة، واعتاد العمل لمصلحة اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة. وأي من هذه المعلومات لم تبح بها الـCNN لمشاهديها.‏

مايكل ليرنير رئيس تحرير مجلة Tikkun (التي تقدم وجهة نظر اليهود التقدميين) له ابن خدم في الجيش الإسرائيلي، بينما يعتبر ليرنير ناقداً شديداً للكثير من السياسات الإسرائيلية وفي مقابلة مع Jewish Week قال: «أن يكون لي ولد في الجيش الإسرائيلي ما هو سوى تجل لحبي لإسرائيل، وأنا أفترض أن وجود ابنه في الجيش الإسرائيلي هو تجل لحب برونير لإسرائيل». ويمضي ليرنير لشرح نقطة أساسية فيقول: «هناك اختلاف في ارتباطي العاطفي و الروحي مع الجانبين (الإسرائيليين والفلسطينيين)، ففي طرف عائلتي، وفي طرف آخر كائنات بشرية محترمة. وأنا أريد دعم البشر في كافة أنحاء الأرض ولكني أملك روابط خاصة مع أسرتي، لا أستطيع أن أنكر ذلك».‏

إسرائيل تعتبر العائلة بالنسبة للكثير من الصحفيين والمراسلين الذين يحددون معلومات الأميركيين عن إسرائيل وفلسطين.‏

جوناثان كوك، صحفي بريطاني مستقر في الناصرة، كتب عن لقائه مع رئيس مكتب صحفي في القدس قال: «وضع برونير هو القاعدة ولا يوجد استثناء. يمكنني تذكر عشرات الصحفيين المسؤولين عن تغطية أخبار إسرائيل وفلسطين، كانوا قد خدموا في الجيش الإسرائيلي وعشرات آخرين مثل برونير يخدم أولادهم في الجيش الإسرائيلي».‏

وكتب «كوك» بأن رئيس المكتب أضاف: «من المألوف سماع صحفيين غربيين يتفاخرون أمام بعضهم البعض حول ارتباطاتهم بالصهيونية وخدمتهم في الجيش الإسرائيلي أو بالخدمات المخلصة لأبنائهم».‏

ويبدو أن الروابط الحميمة مع إسرائيل من بين الأسرار الكثيرة المعروفة في المنطقة والمخفية عن الشعب الأميركي. وإذا كانت هذه الروابط، كما تؤكد وسائل الإعلام، لا تشكل أي مشكلة ولا حتى تؤثر على عمل الصحفيين، كما يؤكد كيلير من Times، إذاً لماذا تستمر وكالات الأنباء في رفض الاعتراف بذلك؟‏

والسبب ليس معقداً، فبينما تعتبر إسرائيل أسرة هؤلاء الصحفيين فإنها بالنسبة لمعظم الأميركيين بلد أجنبي. ففي استطلاع للرأي إثر آخر يؤكد الأميركيون أنهم لا يريدون التحيز لطرف في هذا الصراع، بكلمة أخرى، يريد الأميركيون تغطية كاملة غير محرفة وغير منقحة. ولهذا ترفض وسائل الإعلام الإجابة عن أسئلة متعلقة بأصول صحفييها لأنها تعلم بأن الجمهور لن يرضى بهذا.‏

وبينما تزعم New York Times بأنها تعطي الصراع بشكل متواز فإن الدراسات تشير إلى عكس ذلك: فالصحيفة لا تخبر قراءها بأن المستعمرات اليهودية على أراضي المسلمين و المسيحيين الفلسطينيين ليست شرعية، وأن عقابها الجماعي لمليون ونصف مليون رجل وامرأة وطفل في غزة ليس قاسياً ووحشياً فقط بل غير شرعي أيضاً، وبأن استخدامها للسلاح الأميركي بشكل روتيني هو انتهاك للقوانين الأميركية.‏

لا تخبر New York Times قراءها بأن 40٪ من الذكور الفلسطينيين سجنهم الإسرائيليون وهي إحصاءات عادة تستحق الذكر، ولكن أمثال برونير وكيرشنير يشعرون بأنها غير مهمة.‏

نحن الأميركيين، الذين يمنح نوابنا المنتخبون جزءاً ضخماً من الضرائب التي ندفعها لإسرائيل، نريد أن نعرف كل الحقائق، لا فقط ما يقوله أعضاء العائلات الإسرائيلية. وما زلنا لا نحصل عليها.‏

* بقلم :أليسون وير‏

مدير تنفيذي لمنظمة «لو يعرف الأميركيون» غير الحكومية المعنية بالصراع العربي الإسرائيلي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية