|
حماة وجدت أن الجميع عادوا واحتلوا مقاعدهم ليستمعوا إلى خمسة شباب يعزفون على الآلات النفخية, عبر موسيقا لموزارت وفيردي وهاندل تعود لعصور تاريخية مضت منذ سبعينيات القرن الماضي. أليس غريبا أن يستمع هذا الجيل الشاب إلى الأغاني والموسيقا الهابطة وفي نفس الوقت يستمع إلى قمم الموسيقيين؟ ألم ينتب الفرقة الإحساس برفض الجمهور لها وهو يعزف على آلات غريبة عن الموسيقا الشرقية (آلة التوبا- ترومبون- ترومبيت- الهورن)، الموسيقي منار محرطم خريج المعهد العالي للموسيقا 2007 وهو عازف من الأوركسترا السيمفونية الوطنية أجاب للثورة قائلا: نحن كمجموعة متخصصة في الآلات النفخية أحببنا أن يتعرف الجمهور على عملنا وفي كل مرة نقدم فيها أمسية موسيقية تصيبنا الرهبة من رد فعل الحضور وخاصة أننا لا ندعو فئة معينة بل تكون الدعوة عامة ومن كافة الشرائح العمرية, إلا أنه حتى الآن نلاقي صدى جيدا من الناس ونستشف ذلك من الانتباه والصمت الذي يسود القاعة أثناء العزف والتصفيق وعبارات الاستحسان بعد الانتهاء. وعن سر اختيارهم للموسيقا الكلاسيكية وعدم استسهالهم للموسيقا الشرقية قال: أردنا أن يكون لدينا تشكيل وتنوع وبدأنا بالعزف لموسيقيين كبار ومن عصور مضت لكن هذا النوع من الموسيقا لا يموت ومازال معظم الناس يتذوقونه وبالتدريج, فنحن نعزف مقطوعات وندخلها إلى الوسط العام حتى نبدأ بتشكيل حالة جماهيرية ذواقة للفن الأصيل- غربيا أو شرقيا- ونعيد للموسيقا صياغتها القادرة على خلق ثقافة فنية في مقدمتها الحس العام للتذوق ورفع درجة الحس الإبداعي ضمن هذا الوسط من التدهور. أما الجمهور يقول منار- فيستمع إلى كل الألوان وبحكم الانفتاح الحاصل فإنه على اطلاع على كل ما يجري لكنه ينتقي ويفضل في النهاية اللون الأكثر جمالا ويستمتع به وغايتنا أن يسود هذا الجمال ويطغى على السيئ. ومن أعضاء الفرقة نذكر مجد ميشيل الشحيذ- إجازة في الموسيقا من المعهد العالي بدمشق عام 2009 وهو طالب سنة ثالثة فرع الأدب الفرنسي- غيث الشعار- يتابع دراسته في المعهد العالي للموسيقا وهو من مواليد 1988- إيهاب قطيش طالب في المعهد العالي للموسيقا في السنة الرابعة وطالب حقوق في جامعة دمشق عازف أول في أوركسترا طلاب المعهد العالي. محمد نعنوع طالب في السنة الثانية بالمعهد العالي للموسيقا. وهذه الفرقة شاركت في العديد من الحفلات والمهرجانات وتتلمذوا على أيدي خبراء عالميين وبعضهم يعمل في مجال التأليف والتوزيع الموسيقي ويجمعون على أنهم كجيل شاب يريدون غرس ونشر الوعي الموسيقي الفني. بقي أن نذكر أن الأمسية المقدمة من قبل فرقة الباند الخماسي لآلات النفخ تحت رعاية جمعية صدى الموسيقية وقدمت الأمسية في قاعة دار الكرماني بدعوة من جمعية أصدقاء السلمية. |
|