تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


العمل غير المنظم والنوع الاجتماعي بين الحماية والتنظيم الاقتصادي

مجتمع
الخميس 25-3-2010م
لينا ديوب

ربما لم تظهرالعروض و النقاشات التي استمرت أربع ساعات بشكل واضح قضية المساواة بين المرأة والرجل في القطاع غير المنظم،

وذلك في لقاء الطاولة المستديرة التي عقدها مشروع العمل اللائق وقضايا المراة العاملة، والذي يتم بالتعاون بين الحكومة ممثلة بوزارة الشؤون ومنظمة العمل الدولية. لكن تجلى بوضوح من خلال الاحصاءات الرسمية ونتائج الدراسات التي قدمت أهمية المضي قدما في اعادة التفكير في القطاع غير المنظم في سورية، سواء من جهة الحماية الاجتماعية للعمال والعاملات، أو تشجيع التنظيم بين صفوف العمال والمفاوضات لايصال صوتهم لأهميته لتعزيز الالتزام بحقوقهم وتحسين مستوى معيشتهم، أو لجهة مدى مساهمة هذا القطاع في اقتصادنا الوطني.‏

وفي اللقاء الذي ضم ممثلين عن مختلف الوزارات ونقابة العمال ومنظمة العمل الدولية يمكننا القول إن برنامجه ضم قسمين: الأول تحدث فيه المشاركون عن تعريف القطاع غير المنظم وانتشاره في سورية من خلال دراسات أعدوها، والثاني صياغة توصيات للعمل على الاقتصاد غير المنظم لحمايته والاستفادة منه بالاعتماد على ملخص من مجمل الدراسات المقدمة.‏

خصائص‏

في بداية القسم الأول تحدث مسؤول البرامج لمنظمة العمل الدولية في سورية-أنور عباس وهو المنسق الوطني لبرنامج العمل اللائق عن أساسيات العمل اللائق بأنها:خلق فرص العمل وتطوير المؤسسات، وتوفير الحماية الاجتماعية، و حقوق ومعايير العمل الدولية، بالاضافة الى ادارة سوق العمل والحوار الاجتماعي، و سورية شكلت لجنة ثلاثية للحوار الاجتماعي، بعد ذلك تحدثت الخبيرة الاقليمية للمشروع نجوى قصيفي وأوضحت أن المشروع يسعى من خلال نقاشاته مع شركائه الى الوصول الى آلية تمكن العاملات والعمال من الوصول الى حقوقهم بأجر عادل، وحماية اجتماعية انسانية، سواء كان عملهم في مؤسسات كبيرة أو صغيرة وسواء عملوا للسوق من بيوتهم أم لا.‏

حقوق العمال وتحسين مستويات المعيشة‏

بينما يعرض مسؤول البحوث وتبادل المعرفة في المنظمة منصور أبو عميرة لموجز السياسات الذي أعدت بناء على دراسة عن الاستخدام غير المنظم في سورية، لكل من الدكتورين مها قطاع وصطوف الشيخ حسين والتي هي جزء من مبادرة العمل اللائق، يعود ليصل من خلال تداخلات المشاركين أنه يمكن فك الارتباط بين التأمين والوظيفة لأن هناك فئات تعمل بلا تأمين وعند تركها للعمل طواعية أو مجبرة تصبح خارج مظلة الحماية، أي أن ايجاد صيغة لصناديق الحماية ضرورة، وبالنسبة للمرأة يتضح من خلال الأرقام أنه بينما تتقلص حصة القطاع غير المنظم من العمل مع التقدم في العمر، فان التناقص بين الرجال متجانس نوعا ما، لكن عند النساء تنخفض حصتهن الى 16% في العمر بين40-45 ثم تعود فتزداد لتصل الى 57%في الفئة العمرية من 60-64 سنة، حيث يرى أن العودة الى العمل بهذا العمر هي من نتائج غياب الحماية ولتؤمن مصروفها. وقد تضمن العرض تعريفاً للقطاع غير المنظم والاقتصاد غير المنظم والعمل غير المنظم على النحو التالي وذلك حسب منظمة العمل الدولية: يشير الاقتصاد غير المنظم الى جميع الأنشطة الاقتصادية التي لاتغطيها الترتيبات النظامية(الرسمية) أو لاتغطيها بشكل كاف سواء في القانون أو من حيث الممارسة، ويشمل العمل في الاقتصاد غير المنظم العمل في القطاع غير المنظم والعمل غير المنظم خارج القطاع غير المنظم، ويتألف القطاع غير المنظم من شركات القطاع الخاص غير المسجلة والتي يقل حجمها من حيث التوظيف عن عتبة معينة يتم تحديدها حسب كل بلد ، كما يعتبر العمال أنهم ضمن أعمال غير منظمة اذا كانت علاقات عملهم سواء من الناحية القانونية أو من الناحية العملية غير خاضعة لتشريعات العمل الوطنية أو ضريبة الدخل أو الحماية الاجتماعية أو الحق في الحصول على منافع توظيف معينة مثل اشعار مسبق بالطرد أو تعويض فصل أو إجازة سنوية أو مرضية مدفوعة. وقد تبين من الدراسة ان 84% من أصحاب العمل والعاملين لحسابهم الخاص هم في القطاع الخاص المنظم بينما 88% من العاملين بلا أجر هم في القطاع غير المنظم وينقسم حوالي 80% من العاملين الرجال بالتساوي تقريبا بين القطاعين العام وغير المنظم، بينما 77% من النساء العاملات هن في القطاع العام ، أي كما يقول عميرة يرتبط تقسيم العمل بين النساء والرجال بنوعية فرص العمل، من لاتدرس لاتعمل! ثم ماهي الفرص المتاحة للنساء؟ فالجامعيات يشاركن بنسبة 65% في سوق العمل بينما الأميات بنسبة 5%.‏

17% من القوة العاملة مؤمنة‏

وتقول الدكتورة مها قطاع في عرضها أن التأمين الاجتماعي لايغطي إلا17 % من القوة العاملة من خلال المعاشات التقاعدية! كما أن 35% من قوة العمل في القطاع غير المنظم، فالمؤسسات النظامية في هذا القطاع بعض منها لاتصرح عادة بعدد عمالها، وتتجنب تزويد المسؤولين ببيانات عن عدد عمالها، وبالمقابل لايتشجع العاملون في الاقتصاد غير المنظم للدخول في الاقتصاد المنظم من ناحية اجراءات التسجيل والرسوم ودفع الضرائب واحترام قوانين العمل وكل هذه تحديات يجب مواجهتها كما ترى الدكتورة.‏

من جهتها عرضت السيدة فاتن طيبي من برنامج الأمم المتحدة الانمائي والذي وقعت هيئة تخطيط الدولة معه على مشروع «التمكين القانوني للفقراء وتنظيم القطاع غير المنظم» وتتقاطع أهدافه مع مشروع العمل اللائق فهو يسعى كما تقول طيبي الى معالجة الفجوات المؤسساتية والتحديات التي تواجه بيئة الأعمال لتشجيع أصحاب المهن الصغيرة في القطاع غير المنظم للانضمام إلى القطاع المنظم حيث يتم تزويده بالأدوات القانونية اللازمة التي تسهم في تنظيم نشاط القطاع الاقتصادي وترفع من المستوى المعيشي للأفراد إضافة إلى تمكينهم وإغناء دورهم في المجتمع وحماية حقوق الملكية وتنظيم الأعمال التجارية وتحديد التقنيات اللازمة للوصول إلى الأسواق المفتوحة على المستويين المحلي والدولي، وفي أثناء تقديمها تذكر مثالا عن سكان مناطق المخالفات الذي يشترون بكل مدخراتهم منزلا وعندما يهدم في التنظيم من يحمي أصولهم التي دفعوها؟ وكذلك بالنسبة للورش المقامة تكون خارج الرقابة فلا تراعي مثلا شروط حماية البيئة! بالاضافة الى انها بعيدة عن حماية المشتغلين فيها.‏

وبالعودة الى أحد أركان العمل اللائق وهو الحوار الاجتماعي يمكن القول إنه تحقق بدرجة ما خلال القسم الثاني من اللقاء وهو مناقشة التوصيات التي ضمنها الملخص السياساتي، والتي عرضها الدكتور صطوف الشيخ عيسى، حيث تبادل ممثلو الوزارات مع ممثلي نقابة العمال وغرفة الصناعة الأفكار حول كيفية صياغتها، ومنها رصد للعمل غير المنظم في الصناعة والزراعة والتكنولوجيا والتوزيع الجغرافي له، لمعرفة ماهي الفرص التي تضيع عليهم والتحديات التي يواجهونها، و تشجيع الصناديق التكافلية مثلا: صناديق الأمومة، ومناقشة بين الأطراف بصحة الأرقام التي ذكرت في الملخص.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية