|
مجتمع حيث بدأ الملتقى بتقديم فقرات فنية متنوعة تغنت باللغة العربية و أهميتها ومكانتها في وجدان كل طفل عربي و قدمتها مجموعة من الأطفال الطليعيين من فرقة كورال فرع دمشق لطلائع البعث. كما تم تكريم نخبة من الأدباء والفنانين الذين أسهموا على مدى خمسة وعشرين عاماً في رفد هذه المجلة بخبراتهم و مساهماتهم، كالشاعر الكبير سليمان العيسى، وموفق الخاني، و عيسى فتوح و صالح هواري و نزار نجار و أنور دياب و ممتاز البحرة، وكان هذا التكريم بمثابة دعوة ولفت أنظار بقية الأدباء للمشاركة في هذه المجلة. حافظت على القيم الوطنية و التربوية فمنذ عام 1985 وحتى يومنا هذا لا زالت مجلة الطليعي تمثل تجربة رائدة ومميزة لصحافة الأطفال، هذا ما اكده ساطع رضوان- رئيس مكتب الثقافة والاعلام في المنظمة ورئيس تحرير المجلة في افتتاح الملتقى، فأشار إلى أهمية هذه المجلة نظراً لحفاظها على منظومة القيم التربوية والوطنية، وتنامي ارتقائها الأدبي والفني خلال ربع قرن من الزمن، و ها هي تتطلع إلى المزيد من الازدهار والانتشار بين جمهور الأطفال لتنمية معارفهم ورعاية مواهبهم. ولفت رضوان إلى أن المنظمة بصدد مضاعفة عدد النسخ الشهرية، ليصل إلى ضعف ما هو عليه الآن، حيث يوزع حالياً ستون ألف نسخة، وذلك بالتنسيق مع فروع المنظمة والوحدات المدرسية، لتصل إلى الطفل في أي مكان بسعر التكلفة، ولترتقي بمضمونها وقيمها، حيث سيتم التوجه إلى زيادة عدد صفحات المجلة من خلال ادخال بعض الموضوعات الجديدة كصفحة الرياضة وصفحة اللغة الانكليزية، علماً أنها من بين المجلات القليلة الموجهة للأطفال و التي تعنى برفد المنهاج المدرسي بمعارفه و علومه وأدبه و فنونه، إضافة إلى حيز من الترفيه والتسلية لتواكب خيال الطفل وتذهب به و معه إلى عالم من التذوق الأدبي و الفني الراقيين. قصص بعبارات شيقة رشيقة وقد تضمن الملتقى ندوة تناولت عدة محاور ناقشت واقع المجلة و آفاق تطويرها، حيث تحدث نزار نجار- قاص و كاتب للأطفال وهو من مؤسسي جمعية أدب الأطفال في سورية، عن القصة المؤلفة للأطفال، فقال: تكتسي مجلة الطليعي ثوباً جديداً و تتضمن محتوى مميزاً، وتأخذ القصة النصيب الأوفر من موادها، لأنها الهدف الأول الذي يتطلع إليه الأطفال، ولقصة الأطفال شروط، فعليها أن تتميز بأجوائها ولغتها السلسة وعباراتها الشيقة الرشيقة، بحيث تلائم مرحلتهم العمرية وتقترن بالصورة المعبرة، إضافة إلى ضرورة أن تكون مستمدة من بيئتهم و عوالمهم وقريبة من أحلامهم، و مجلة الطليعي تقدم في كل عدد من أعدادها أكثر من ثلاث قصص بالاضافة إلى المسلسلات والسيناريوهات. وبرأي نجار على القصة أن تكون أسرة محببة بعيدة عن التعقيد و الغموض والارشاد والوعظ، وقد يخطىء من يظن أن أدب الأطفال سهل التناول، بل هو صعب ومحير، والذي يريد الكتابة للأطفال عليه أن يقرأ علم النفس، ويكون قريباً من مجتمع الأطفال للتعرف على أحلامهم وتطلعاتهم، و هناك فرق شاسع بين من يكتب عن الأطفال و من يكتب لهم. الترجمة للأطفال ليست سهلة وعن قصص الأطفال المترجمة تحدث عيسى فتوح- كاتب ومترجم عن أهمية الترجمة و الدور الذي تلعبه في الاطلاع على ثقافة الآخرين، وأشار إلى ضرورة أن يكون المترجم متمكناً من لغة الكتاب الذي يريد ترجمته ومن لغته العربية، ليستطيع استخدام أسلوب سهل و قريب إلى عقل الطفل، و قال: إن سورية كانت في طليعة الدول التي سعت إلى ترجمة قصص الأطفال العالمية، و اختيار القصة المراد ترجمتها في صحافة الأطفال ليست بالأمر السهل، وقد يقرأ المترجم عشرات القصص حتى يختار واحدة ملائمة تتضمن قيماً فكرية وانسانية وتربوية وخلقية، كأن تدعو للمحبة والفضيلة والتعاون و الغيرية و مساعدة الضعفاء و نبذ الأنانية و الحث على التسامح، و هذه قد لا تتوافر في القصص المترجمة، بعكس المؤلفة حيث يتاح للمؤلف بعض هذه القيم ليضمنها قصته. ترويج أفكار علمية بعيداً عن الخرافات وتحدث، موفق أبو طوق عن القصة العلمية الموجهة للأطفال، فقال: الأدب يسبق العلم في كثير من الأمور، و كثير من التخيلات التي كانت تراود الأدباء تحولت إلى حقائق علمية واقعية. كالانترنيت و التلفاز والاستنساخ و الطائرة والرحلات إلى القمر والمريخ، وقد احتوت مجلة الطليعي قصصاً مختلفة تروج لأفكار علمية تقدم للطفل بأسلوب القص الفني، ولذلك على كاتب القصص العلمية الالتزام بالحقائق العلمية بعيداً عن الأساطير الوهمية والخرافية والشطحات. قصيدة تلامس مشاعر الطفل وعن الموضوع السهل الصعب الذي يلامس وجدان الأطفال، تحدث الشاعر صالح هواري، بقوله: إن كتابة قصيدة للأطفال شيء صعب، ولا يمكن خوض غمار هذا المجال إلا من شاعر ذي دراية وخبرة في سبر عالم الطفل، لأنها تبنى على الصور الشعرية التي يجب أن تخفق وترفرف في جوف القصيدة تلامس مشاعر الطفل لأنه يريد أن ينطلق ويغني ويتحرك بعيداً عن الواقع، ومن يمتلك هذه الموهبة والملكة عليه أن يبتعد عن الأسلوب التعليمي المباشر وأن يستخدم الصورة الشعرية التي تحرك الجماد و تشخصها وتبث فيها الحياة، عندها تنطق الحيوانات و الطيور و تبكي السماء و تتكلم الأشجار . صور معبرة تنعش خياله ولأهمية الصورة في جذب انتباه الطفل فقد حرصت مجلة الطليعي على الابداع و الابتكار فيها، و على الاستعانة بالفنانين، و للفنان ممتاز البحرة تجربة طويلة في التعامل مع الرسوم الموجهة للأطفال في مجلة الطليعي و في كتبها المدرسية، و برأيه أن الصورة تستطيع مخاطبة الطفل ببراعة و تصل إلى أعماقه بشكل يتقبله، ويتقبل التوجيه عن طريقه بعيداً عن التوجيه المباشر، و الرسم يلعب دوراً شديد الأهمية بالنسبة لهذه المجالات مع تقدم الطباعة الهائل. موقع الكتروني للمجلة قريباً اقترح المشاركون في الملتقى بأن تكون المجلة نصف شهرية وتوزع في كافة المكتبات لتكون متاحة لأكبر عدد ممكن من الأطفال، و أن تتضمن صفحات خاصة لنشر قصصهم و ابداعاتهم، وأن يكون الملتقى سنوياً وينتقل إلى المحافظات كافة ليتمكن الأطفال من التعرف على هيئة التحرير و طرح أفكار جديدة تهمهم، و بخصوص نشر المجلة على موقع الكتروني فقد أكد وضاح سواس- رئيس مكتب التقنية و المعلوماتية بأن الموقع الرسمي للمجلة سينطلق في المهرجان القطري للطلائع الذي سيعقد في 26 نيسان القادم في ادلب. |
|