تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«إيباك» الكلمة النصل

حدث وتعليق
الخميس 25-3-2010م
ناصر منذر

جاء رفض رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو وقف الاستيطان في القدس المحتلة، وتأكيده الاستمرار في نهج أسلافه بهذا الصدد ،

ليشكل هزيمة سياسية اخرى لادارة الرئيس باراك أوباما بعد الصفعة الأخيرة التي تلقتها هذه الادارة باعلان نتنياهو بناء 1600 مستوطنة جديدة في القدس خلال زيارة جو بايدن لفلسطين المحتلة.‏

نتنياهو الذي تسلح بدعم لجنة الشؤون العامة الاميركية الاسرائيلية«إيباك» يدرك جيدا ان الادارة الاميركية لا يمكنها في النهاية سوى الرضوخ لادارة ايباك الذي يتحول مؤتمرها سنويا الى ساحة للمزايدات يتسابق فيها المسؤولون الاميركيون لطرح مواقفهم الداعمة للكيان الإرهابي ويصبح همهم الاول حماية مايسمى أمن اسرائيل.‏

وكلام وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون امام المؤتمر بأن أي تهديد «لأمن إسرائيل» هو تهديد لأمن بلادها ، يؤكد من جديد ان مايتردد من خلافات في بعض المواقف او عواصف سياسية بين الجانبين ماهي الا مسرحيات مثيرة للسخرية ، في ظاهرها خلاف على الشكل وطريقة الطرح أما في باطنها فهو اتفاق كلي على المبدأ والمضمون ، وبالنسبة لتحذيراتها من انعكاس الاستيطان على تحقيق السلام فهو مجرد كلام تلهي فيه المراهنين على السياسة الاميركية.‏

ادارة اوباما جهدت منذ البداية لتحقيق هدف جزئي في العملية السلمية، تتمثل بتجميد الاستيطان، دون ان تضع مسارا ملزما لذلك ، لكن مساعي مبعوثها جورج ميتشل باءت جميعها بالفشل ومع ادراك هذه الادارة بأن حكومة نتنياهو هي التي تقوض جهودها السلمية لم تكلف خاطرها يوما بادانة هذه الحكومة او تحددها بشكل مباشر على انها العائق الوحيد امام تحقيق السلام.‏

لقد بات واضحا ان السياسة الاميركية تجاه عملية السلام مبنية بالاساس على تفوق اسرائيل في المنطقة ،لحسابات تصب في المصلحة الاميركية ، ولذلك من الصعب ان تكون الوساطة الاميركية تتسم بالنزاهة المطلوبة والارادة الحقيقية كي تلزم اسرائيل بتنفيذ ماعليها من التزامات طالما الايدي الصهيونية تتحكم في صنع سياساتها وقراراتها‏

nssrmnthr602@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية