|
مجتمع ولكن لم لا تكون باقات الورد إحدى عاداتنا اليومية فتستيقظ صباحا ونشم مع رائحة القهوة رائحة عذبة لورود ملونة ولم لا نصطحب أطفالنا عصرا لاختيار ورود المزهرية كي تعتاد نفوسهم كما عيونهم على التمييز ما بين الجمال العادي والجمال الفاتن لم لا نعودهم على اختزال مشاعرهم بمصطلح جميل وتصرف أجمل. لا اعرف إن كان من الخطأ ان يكون للورود سعر وهل الأصح ربما أن تكون في كل مكان ولأي كان كالماء السبيل حتى نصبح - يوما - نتنفس لونه .. ويصبح مفردة نتناولها في أحاديثنا اليومية ولا يكون ذكره حكرا على بيت الشاعر .. أو ، من الممكن أن نرى الموضوع من عين أخرى ، وهي ، انه يجب أن نزيد سعره وأن يكون في مرتبة الأشياء الثمينة ، فالورد برأيي لا يحتمل الحلول الوسط ... وتبقى هذه رؤية عاشق للورد ... والعاشق لا عتب على رؤياه . تفاجأت كثيرا من نظرية إحدى صديقاتي والتي تهدد وتشير بإصبعها متوعدة أنها لا تحتاج ابدا لهدية عبارة عن باقة ورد وقسما - على لسانها - انها سترجعها محملة بها ، وطبعا جفلت ، وسألتها عن لائحة الهدايا الممكن قبولها حتى لا أكسر بخاطر ورودي أولا ، ولا أخزي نفسي إن أهديتها كتابا مثلا .. المهم ، صديقتي هي بعينها كانت معي في احدى الاحتفاليات ووقت الختام ومع عبارات الشكر والتوديع ما كان منها إلا أن انتقت اكثر من وردة من باقات الورد الموجودة في الصالة .. طبعا لم أستغرب تصرفها ، لإيماني انه لا يوجد احد لا يعشق الورد ولكن ما استهجنته هل تؤثر الحالة الاقتصادية على املاءاتنا ومفرداتنا الروحية ؟؟ ومع أنني لست بالخبيرة الاقتصادية الا انني أؤكد انه ومع المصاريف الكثيرة التي نصرفها على ملذاتنا اليومية لن يكون ثمن باقة ورد سببا بجدولة ديوننا .. ومن الأشياء التي اذكرها بحزن ، أنني تأثرت كثيرا عندما بكت أمي وهي تقول - أيام غربتي - بغيابك ما عاد احد يقدم لي الورد .. حتى لو كان مجرد قطفة حبق ... إذاً قطفة الحبق تلك ما كانت لتكسر ميزانية احد لكن هي حالة وتعود ، فهناك فرق بين من يبحث عن المتعة وبين من يخلقها ... كريه جدا ان تتحول مشاعرنا الى سلع تحددها تسعيرة معينة او ان نخجل إن حملنا بيدنا باقة ورد .. ومن الخطأ جدا ان نترك الماديين والمستهلكين في مشاعرهم يفرضون نظرياتهم علينا تخوفا من أن تصبح أفكارهم وبحكم العادة هي الأصح ، وتتحول أفكارنا الخجلة كأوراق الورد إلى يباس ، لنكون أشجع في حمل الورود ولنصفق لحامله لا أن نؤطره فقط في خانة العاشق ، او ان لا يكون همنا سوى محاربة مناسبة يكون طابعها تقديم الورود عربون محبة ، بل لنخترع أعياداً ومناسبات للأخذ والرد بطريقة روحية مختلفة ويكون الورد عنوانها.. وكل مناسبة وانتم بخير . |
|